oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

آفاق واسعة للتعاون العربي ـ الصيني

09 يوليو 2018
09 يوليو 2018

إذا كانت العلاقات العربية الصينية تعود إلى قرون عديدة مضت، فإنه من المؤكد أن التجار العمانيين لعبوا دورا هاما ومتواصلا في بناء وتطوير هذه العلاقات، بحكم ريادية العمانيين البحرية، ووصول التجار العمانيين إلى العديد من الموانئ الصينية منذ مئات السنين. ولعل مما له أهمية ودلالة كبيرة أيضا أن السلطنة وجمهورية الصين الشعبية أعلنتا في بيان مشترك في الخامس والعشرين من مايو الماضي، بمناسبة مرور أربعين عاما على إقامة علاقات دبلوماسية بينهما، قرار حضره صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – وفخامة الرئيس شين جينبينج رئيس جمهورية الصين الشعبية إقامة الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وذلك تحقيقا للمصالح المشتركة والمتبادلة بين الدولتين والشعبين الصديقين في كل المجالات. وهو ما يعني الاستمرار في دعم وتوسيع وتعميق سبل التعاون والعلاقات بين السلطنة وجمهورية الصين الشعبية، في إطار الأولويات والأسس والمبادئ والثقة التي ترسخت في علاقات الدولتين خلال العقود الماضية، وأشار إليها البيان المشترك، وهو ما يفتح، آفاقا واسعة في مختلف المجالات، خاصة وأن السلطنة أصبحت شريك التعاون في بناء مبادرة « الحزام والطريق » الصينية والتي تدعمها السلطنة.

وبينما تنطلق اليوم الثلاثاء العاشر من يوليو، فعاليات الدورة الثامنة لمنتدى التعاون العربي الصيني، والتي يفتتحها فخامة الرئيس شين جينبينج رئيس جمهورية الصين الشعبية وسمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، ويشارك فيها وفود من الدول العربية الأعضاء في جامعة الدول العربية، والأمين العام للجامعة احمد أبو الغيط، ويمثل السلطنة فيها معالي يوسف بن علوي بن عبد الله الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية، فإن العلاقات العمانية الصينية قدمت، وتقدم في الواقع نموذجا طيبا يحتذى، سواء على صعيد العلاقات الثنائية، أو على صعيد التعاون العربي الصيني الأوسع الذي يسعى منتدى التعاون العربي الصيني إلى تطويره وتوسيع نطاقه لصالح الجانبين العربي والصيني الصديقين.

جدير بالذكر أنه من التأكيد على أن العلاقات العربية الصينية خلال العصر الحديث، قد حفلت بالعديد من عوامل التقارب والتفاهم السياسي، خاصة على صعيد تبني سياسة الحياد الإيجابي وعدم الانحياز وحل المنازعات بالطرق السلمية، والعمل على استتباب الأمن والسلام في الشرق الأوسط وحل القضية الفلسطينية بما يحقق استعادة الفلسطينيين لحقوقهم المشروعة بما في ذلك إقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، فإن الجانبين الصيني والعربي تمكنا بالفعل خلال السنوات الأخيرة، ومنذ إنشاء المنتدى عام 2004 من إقامة كثير من صور ونماذج ومشروعات التعاون والاستثمار المشترك والمفيد لكلا الجانبين في العديد من المجالات، وبما يعود بالخير على الشعوب العربية والشعب الصيني الصديق، وهو ما يشكل رصيدا كبيرا يمكن استثماره والانطلاق منه، لاستثمار الكثير من الفرص المتاحة لخدمة المصالح المشتركة والمتبادلة، سواء في إطار مبادرة « الحزام والطريق » أو في إطار خطط وبرامج التنمية في الدول العربية، وهى آفاق كبيرة ومتسعة، قدمت وتقدم العلاقات العمانية الصينية وجها مشرقا لها.