1386772
1386772
العرب والعالم

أردوغان يؤدي اليمين الدستورية لولاية رئاسية جديدة بصلاحيات معززة

09 يوليو 2018
09 يوليو 2018

مقتل 24 شخصا في حادث انقلاب قطار بتركيا -

انقرة - إسطنبول - (أ ف ب - رويترز) -: أدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس اليمين الدستورية لولاية رئاسية جديدة من خمس سنوات تستند إلى نظام رئاسي جديد واسع الصلاحيات، وذلك بعد عامين على محاولة انقلاب هزت حكمه.

وقد مثل السلطنة في حفل أداء اليمين معالي الدكتور علي بن مسعود السنيدي وزير التجارة والصناعة بناء على التكليف السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه.

وحقق أردوغان (64 عاما) الموجود في السلطة منذ 2003 كرئيس للوزراء أولا ثم كرئيس، انتصارا مريحا من الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية في 24 يونيو، وفاز بعد أن جمع 52,6% من الأصوات، بفارق كبير عن منافسيه.

وأدى اردوغان اليمين الدستورية متعهدا بشكل خاص الحفاظ على المبادئ العلمانية لتركيا الحديثة التي أرساها مؤسسها مصطفى كمال اتاتورك.

وأعقب التنصيب حفل في القصر الرئاسي حضره عشرات القادة من حول العالم يكرس رسميا الانتقال إلى النظام الرئاسي في ضوء تعديل دستوري تم تبنيه اثر استفتاء في ابريل 2017 فاز به معسكر «نعم» الداعم لأردوغان بهامش بسيط. ولا تزال المسألة تثيرا انقساما واستقطابا في تركيا.

وتبدأ هذه الولاية الرئاسية الواسعة الصلاحيات بعد حوالي عامين على محاولة انقلاب عسكري في 15 يوليو 2016، تلتها حملات تطهير واسعة ولا سيما في صفوف القوات المسلحة والشرطة والإدارات الرسمية أدت إلى توقيف وإقالة عشرات آلاف الأشخاص.

وطاولت آخر حملة تطهير أعلن عنها أمس الأول أكثر من 18 ألف شخص معظمهم من الجنود والشرطة أقيلوا بموجب مرسوم دستوري قدم على أنه الأخير في ظل حال الطوارئ التي أعلنت غداة محاولة الانقلاب.

وقالت أستاذة العلوم السياسية في الجامعة التقنية للشرق الأوسط في انقرة ايسي اياتا إن أردوغان «سيحظى الآن بدعم مؤسساتي وقانوني للسيطرة على كل شيء تقريبا».

«نظام الرجل الواحد»

ويلغي النظام الرئاسي الجديد منصب رئيس الوزراء، ويتيح للرئيس الإمساك بكامل مقاليد السلطة التنفيذية، وإصدار قرارات بمراسيم رئاسية.

كما أنه سيعين ستة من الأعضاء الـ13 في مجلس القضاة والمدعين المكلف تعيين أفراد النظام القضائي وإقالتهم.

وبما أن الرئيس يبقى أيضا على رأس حزبه السياسي، «سيسيطر على نواب حزبه ما يعني انه سيسيطر على كل الفروع التنفيذية والقضائية والتشريعية في البلاد»، بحسب أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيلغي في اسطنبول إمري أردوغان.

وأضاف أن «نظاما كهذا يوجد مساحة واسعة من الفرص ,, ليحكم الرئيس البلاد بمفرده».

وقالت صحيفة جمهورييت المعارضة: إن «نظاما حزبيا برجل واحد يبدأ رسميا اليوم».

وكتبت المعلقة السياسية في الصحيفة أصلي آيدنطاشباش «لا اعتقد اننا نبالغ اذا قلنا إننا دخلنا عهد -الجمهورية الثانية» بعد الجمهورية التي أسسها مؤسس تركيا العلمانية مصطفى كمال أتاتورك.

لكن صحيفة يني شفق الموالية للحكومة كتبت تحت عنوان رئيسي «يوم تاريخي» معتبرة أن تركيا تشهد «طي صفحة من التاريخ التركي وفتح صفحة جديدة».

«قائد لعالم متعدد الأقطاب»

وحضر نحو 10 آلاف ضيف مراسم تنصيب أرودغان والذي شهد إطلاق المدفعية عشرات الطلقات لتحية رئيس النظام الجديد.

وتضمنت قائمة الحضور كبار حلفاء تركيا في افريقيا والشرق الأوسط ودول الاتحاد السوفييتي السابق، بينما سيكون عدد القادة الأوروبيين أقل نسبيا.

وحضر المناسبة رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف الاحتفال، في إشارة لتحسن العلاقات بين أنقرة وموسكو، وكذلك الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الذي تنظر اليه واشنطن بازدراء لكن يظل حليفا لأردوغان.

وفي مقطع فيديو نشره على تويتر يظهره وهو يقود سيارته إلى المطار، أشاد مادورو بأردوغان «صديق فنزويلا وقائد العالم الجديد متعدد الأقطاب».

كما حضر الرئيس السوداني عمر البشير وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وهما من أبرز حلفاء تركيا في الشرق الأوسط. فيما كان الرئيس البلغاري رومين راديف ورئيس وزراء المجر القوي فيكتور اوربان الوحيدين من قادة الاتحاد الأوروبي الذين حضروا الحفل.

تقليص الحكومة

بعد أن أدى اليمين الدستورية سيعرض أردوغان حكومته الجديدة التي يتوقع أن تضم 16 وزيرا مقابل 26 في الحكومة الحالية من دون احتساب رئيس الوزراء.

وهذا يعني دمج وزارات عدة مثل وزارة الشؤون الأوروبية التي ستصبح جزءا من وزارة الخارجية.

وقال الكاتب الصحفي عبد القادر سلوي في عمود في صحيفة حرييت الموالية للحكومة: إن التشكيل الحكومي سيحمل «مفاجأة» بوجود شخصيات من خارج حزب العدالة والتنمية.

وقد يستمر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في منصبه، لكن تقارير أشارت إلى أن أردوغان قد يعين المتحدث باسمه إبراهيم كالين او رئيس الاستخبارات هاكان فيدان مكانه.

وستستعين الرئاسة ايضا بـ«لجان» ومكاتب مخصصة لمختلف القطاعات، لكن تفاصيل صلاحياتها ليست معروفة بعد.

وخلال الانتخابات التشريعية التي تزامنت مع الاقتراع الرئاسي، فاز حزب العدالة والتنمية (إسلامي محافظ) بزعامة أردوغان بـ295 مقعدا من أصل 600 فيما حصل حليفه الحزب القومي على 49 مقعدا، ما يعني أن الحزب الحاكم لا يتمتع بالغالبية بمفرده وعليه أن يعول على تأييد حليفه للسيطرة على البرلمان.

لكن اياتا حذر بأنه «مع الوقت، يمكن للحزب القومي ان يعيد النظر في موقفه ويقدم مطالب» مثل مناصب حكومية وتنازلات ووظائف.

ويخشى العديد من الخبراء أن يؤدي التحالف القسري مع الحزب القومي الى سياسة متشددة من جانب أردوغان، وخصوصا حول القضية الكردية.

وفي رده على انتقادات المعارضة لصلاحياته الرئاسية الموسعة، يردد أردوغان أن هذا النظام يوفر الفاعلية المطلوبة لخوض التحديات التي تواجه تركيا.

والتحدي الأكبر هو الأزمة الاقتصادية مع ارتفاع نسبة التضخم وتدهور قيمة العملة وعجز كبير في الحسابات العامة رغم نمو متين.

وهذا الوضع يعود جزئيا الى عدم ثقة الأسواق بالاستراتيجية الاقتصادية للرئيس التركي الذي يدعو باستمرار إلى خفض نسبة الفوائد لمكافحة التضخم، في حين يوصي معظم الخبراء الاقتصاديين بالعكس.

في شأن منفصل قالت السلطات في تركيا أمس إن 24 شخصا لقوا حتفهم في شمال غرب تركيا عندما انقلب قطار متجه إلى اسطنبول بسبب الأمطار الغزيرة وانهيار أرضي مما تسبب في أسوأ كارثة قطارات بالبلاد خلال أكثر من 14 عاما.

ونسبت قناة (تي.آي.تي خبر) الرسمية إلى وزير الصحة التركي أحمد دميرجان قوله إن المستشفيات القريبة تعالج 124 شخصا أصيبوا في الحادث الذي وقع أمس الأول. وكان القطار يقل 362 مسافرا.

وذكرت وكالة أنباء الأناضول أن الشرطة استدعت أمس سائقي القطارين لاستجوابهما بشأن الحادث.

وأظهرت الصور التي نشرتها وكالة أنباء ديميرورين من موقع الحادث خمس عربات على الأقل انقلبت على إحدى جانبيها فيما يفحص عمال يرتدون خوذات القضبان وتقوم الرافعات بنقل الحطام.

وكان القطار متجها من مقاطعة جورلو في إقليم تكيرداغ بشمال غرب تركيا إلى غرب اسطنبول بسرعة 120 كيلومترا. وقال وزير النقل أحمد أرسلان في وقت متأخر أمس الأول إن الأمطار الغزيرة أضعفت التربة أسفل القضبان مما أحدث فراغا أسفلها.

ونشر منتقدون صورا عبر وسائل التواصل الاجتماعي للتربة المتآكلة أسفل قضبان القطار قائلين إن البنية التحتية ضعيفة وإن خط السكة الحديد لا يشهد أي صيانة مناسبة. وقال أرسلان إن آخر فحص جرى في ابريل الماضي. ونقلت وكالة الأناضول عن نائب رئيس الوزراء رجب أقداغ قوله إن أعمال الإنقاذ انتهت في السادسة مساء (0300 بتوقيت جرينتش).

والحادث هو الأسوأ في تركيا منذ يناير 2004 عندما انقلب قطار فائق السرعة في شمال غرب البلاد وتسبب في مقتل 41 شخصا.