1386080
1386080
عمان اليوم

ابتكار طلاء «الورنيش» باللبان العماني يحد من الأضرار على الجهاز التنفسي الناتجة عن مركبات المشتقات البترولية

09 يوليو 2018
09 يوليو 2018

تمّ تصنيفه من المواد الطبيعية الصديقة للبيئة -

كتبت- مُزنة الفهدية -

نجح سالم بن عبدالله الكعبي أحد الواعدين في مجال الابتكارات العلمية بالسلطنة في ابتكار طلاء «ورنيش» مُصنع باستخدام اللبان العماني كمكون رئيسي للمادة وبإضافة مواد أخرى طبيعية، وتم التخلص في هذا الابتكار من المواد البترولية الموجودة بـ «الورنيش» بنسبة 100% وهو خالٍ تماما من المواد الكيميائية الضارة والمهيجة للجهاز التنفسي، حيث يعتبر ذلك إنجازا كبيرا لمعالجة العديد من المشاكل على كافة الأصعدة.

وقال الكعبي وهو فنان في فن الرسم « أن المنتج يخدم فئة كبيرة من أبناء المجتمع، كما يخدم الأشخاص الذين يستخدمون الطلاء ويعانون من مشاكل صحية تتعلق بالجهاز التنفسي مثل ضيق التنفس والربو والحساسية وأمراض مختلفة أخرى» موضحا أن : المنتج لا يشابه تلك المنتجات التي تباع في الأسواق التي لا تعطي نفس الكفاءة تقريبا، وترجع أسباب الاختلاف في أن هذا المركب الابتكاري الذي قمت بتصنيعه باستخدام مواد طبيعية ذات عناصر غير ضارة مقارنة بالمنتج المصنع كيميائيا».

وأضاف «من مميزات المنتج أنه يحتوي على رائحة اللبان العماني الطبيعية، كما أن له عدة استخدامات متنوعة حيث يستخدم كمادة طلاء «الورنيش» للأخشاب والأعمال الفنية «الكانفس»، وأيضا يستخدم كوسيط للألوان الزيتية» موضحا أنه في الوقت الحاضر جميع مركبات الورنيش التي تباع في الأسواق ومركبات الطلاء مصنعة من مشتقات المواد البترولية التي تسبب مع مرور الوقت مشاكل صحية ضارة قد تؤدي إلى تدهور حالة المستخدم الصحية.

وأكد الكعبي أن هذا المركب الطبيعي يكون بمثابة الحل لهذه المشاكل الصحية المتعددة التي ربما يعاني منها الكثير من مستخدمي مواد الطلاء، مضيفا أنه لم يكتف بتصنيع المنتج فقط ولكن قام باستكشاف اللبان العماني وما يحتويه من أسرار متجددة، وعجائب لا تنتهي. وقال: إن تلك الأسرار ما زالت في طريق البحث المستمر في مجال اللبان العماني، وتمكنت من تجميع معلومات متعددة عن اللبان وأصبحت قادرا على التفريق بين مختلف أنواع اللبان العماني، واقتناء الأفضل منه للاستعمال في التجارب، ومعرفة وقت إنتاجه وكيفية إنتاجه وظروف التخزين التي مر بها.

تطوير المنتج

وحول الجهود الحالية التي يقوم بها لتطوير المنتج، قال الكعبي: مازال المنتج قيد التجارب، وفي إطار التطوير للوصول إلى المعايير العالمية، وقمت بتسجيل الملكية الفكرية وحقوق براءات الاختراع لهذا المنتج في دائرة الملكية الفكرية في وزارة التجارة والصناعة، كما تمّ تسجيله كبراءة اختراع في دول مجلس التعاون مؤكدا أن مركب الورنيش أصبح شبه جاهز وقابل للاستخدام من قبل الفئة المستهدفة وهم الفنانين، وسوف يساهم المنتج في رفع مستويات الاقتصاد المحلي، كما أنه سوف يزيد الاهتمام بشجرة اللبان، حيث تمّ تصنيفه من المركبات الطبيعية الصديقة للبيئة.

وذكر الكعبي خلال حديثه أنه يقوم بالتعاون مع الأكاديميين المختصين لتصنيع قارورة عطرية من الخزف باستخدام الطين بطريقة فنية تحتوي على خطوط قديمة وبعض الرسومات الحفرية القديمة وما زالت قيد التصنيع، ومن الممكن في المستقبل القريب الخروج بالمنتج إلى السوق التجاري عبر طرحه للبيع على شكل هدايا أو منتجات وسلع للبيع بشكل جميل ورائع.

الفن والرسم

وتطرق الكعبي في حديثه إلى بداياته حيث قال: إنه كان يسعى لتحقيق ابتكاراته المختلفة عبر المزج بين الشغف بمجال الفن والرسم، وبين حب مادة الكيمياء، ولديه منذ الصغر حب التقليد لرسم الأشياء المختلفة أمامه الموجودة في البيت أو في البيئة المحلية حوله، حيث تعود أولى تجاربه إلى سنوات الطفولة الأولى عندما كان عمره في ذلك الوقت في سن عشر سنوات، واتخذ من مطبخ البيت ليكون أول مختبر عملي لتجاربه التي لا تنتهي، إذ قام وقتها بدمج عدة مواد منها «الكركم»، ووضعها في الماء مع الصابون وتفاجأ بأنها أعطت اللون الأحمر التي استخدمها في مختلف أعماله البسيطة، وبعدها بدأ الشغف يتنامى في قلبه وعقله بحب مادة الكيمياء والقيام بالتجارب الكيميائية في مختبرات المدرسة، والحرص الدائم على الأداء العملي مع أصدقائه في وقت فترة الدراسة في المدرسة.

وفيما يتعلق بمجال الفن والرسم قال: كانت علاقتي مع «الكركم والصابون» تُشكّل بديلا للألوان التي كان من الصعوبة أن أحصل عليها في تلك الفترة، حيث كنت أقضي ساعات ليست قليلة في الرسم والانغماس في الأعمال الفنية المختلفة طوال سنوات الدراسة، ولكن سرعان ما تحول الفن إلى ألم، بسبب المواد الموجودة في الأصباغ والمواد المذيبة للألوان الزيتية، وأصبت بالتهاب حاد في الجيوب الأنفية والحساسية الحادة، وتأثرت بالروائح البترولية وانقطعت فترة عن الرسم، بعدها بدأت بالتفكير في مادة طبية علاجية لا تسبب أي ضرر لممارسي الرسم والفن من كثرة استعمال الألوان والأصباغ في أعمالهم الفنية المختلفة، وهنا بدأت فكرة مشروعي تتبلور في ابتكار «طلاء الورنيش المصنوع من اللبان العماني».

طموحات

وحول طموحاته المستقبلية قال: أمنيتي أن يخرج هذا المنتج إلى أرض الواقع، وأن يصل إلى كل فنان ورسام أو أي شخص تأثر بالمواد البترولية المتطايرة، وكل هذه النتائج كانت وما زالت اجتهاد شخصي مني، ولم يكن لدي داعم أو مستثمر، وأتمنى بأن يتبنى مشروعي أحد الجهات المختصة بالفن في السلطنة، أو أحد الجهات التمويلية، أو أحد رجال الأعمال وذلك للمساعدة في سرعة تطبيقه على أرض الواقع للاستفادة من النتائج المهمة التي يحققها هذا الابتكار العماني الطبيعي.

يذكر أن، مشروع ومنتج طلاء الورنيش من اللبان العماني أحرز المركز الأول على مستوى السلطنة في مسابقة الجدران المتساقطة العالمية للبحث العلمي والابتكار، مما أهله للمشاركة في نهائيات المسابقة على مستوى العالم في مسابقة الجدران المتساقطة في مدينة برلين الألمانية، حيث قام الفنان المبتكر سالم الكعبي برسم لوحة شخصية بورترية لشخصية مشهورة في وسائل التواصل الاجتماعي بواسطة ابتكاره الجديد، وبالفعل تحققت النتائج بشكل كامل، كما أن اللوحة حظيت بالكثير من الإعجاب والتقدير من المشاركين في المسابقة العالمية، ويمكن لمن يقترب من اللوحة أن يجد الرائحة الزكية للبان العماني دون أن تكون هناك أي حساسية من الأصباغ الموجودة في اللوحة، كما أن هذا الابتكار يضفي على مكان وجود اللوحة في المرسم أو المكتب أو البيت عبقا جميلا من الروائح الزكية العمانية الأصيلة.