استخدام البلاستيك إدمان يجب التخلص منه
والآن يحاول النشطاء في مجال البيئة زيادة الوعي بشأن تأثير البلاستيك.
يعرف معظم المستهلكين أن هناك صلة بين المخلفات البلاستيكية و تلوث البحر، وذلك بحسب ما يقوله بيرنهارد باوسك، منسق مشروع مواجهة المخلفات البحرية في فرع الصندوق العالمي للحياة البرية ( الصندوق العالمي للطبيعة) في ألمانيا.
ولقد تأثر المواطنون بالصور التي تظهر معاناة مخلوقات مثل الحيتان التي تمتلئ معدتها بالأكياس البلاستيكية.
كما أن هناك المخلفات على الشواطئ. وقد خلصت دراسة حديثة أجرتها وكالة البيئة الألمانية في ساحل بحر الشمال إلى وجود نحو389 قطعة مخلفات في كل مئة متر و 90% منها من المخلفات البلاستيكية. ويشار إلى أن البلاستيك يعد مادة لا تتحلل أبدا، ولكنها تتفكك لقطع أصغر يصعب على العين البشرية رؤيتها.
وعلى الرغم من أن الكثير من الأشخاص يقولون إنهم يريدون أن يفعلوا شيئا ما حيال ذلك، إلا أن ذلك لا يترجم دائما لتغيير في عادتهم اليومية.
ومنذ عام2016، على سبيل المثال، يتعين على الألمان دفع مبلغ ضئيل مقابل الحصول على الأكياس البلاستيكية، ونتيجة لذلك، يحمل الكثيرون أكياسهم البلاستيكية متكررة الاستخدام للتسوق.
وبالإضافة لذلك، بحسب وكالة البيئة الألمانية، فإنه في المتوسط مازال يستخدم كل شخص نحو45 كيسا بلاستيكيا سنويا. وقال باوسك" خلال عام 2015، بلغ العدد 68". وهذه الإحصاءات لا تشمل الأكياس البلاستيكية الصغيرة التي يتم تقديمها مجانا في متاجر الفاكهة والخضروات الصغيرة.
وأحد الطرق المبتكرة لمواجهة المخلفات ظاهرة المتاجر التي لا تستخدم أي أكياس للتعبئة . مع ذلك، مازالت هذه المتاجر نادرة، وعادة ما تكون مقتصرة على مناطق فاخرة في المدن الكبيرة. ومازال المستهلكون الذين يحملون أوعيتهم الخاصة ليضعوا فيها ما يقومون بشرائه من اللحم أو الجبن في أحد المحال الكبرى العادية يتلقون نظرات مضحكة.
ويشعر الكثير من تجار التجزئة بالقلق إزاء عدم القدرة على الإيفاء بالقواعد الصحية الصارمة الخاصة بالمواد الغذائىة. وقال باوسك " نحن في حاجة لدعم وقواعد موحدة هنا" ، مضيفا " أحد الأفكار هى تخصيص مكان معين فى المحال لتخزين الأوعية وملئها ".
وبحسب وكالة البيئة الألمانية، تمثل عملية التعبئة الآن أكثر من ثلث (2ر35 %) حجم معالجة البلاستيك في ألمانيا.
ولا عجب أن حجم التعبئة ينمو بصورة مستمرة ومعه جبل المخلفات في حال نظرت إلى مدى انتعاش التسوق عبر الإنترنت والوجبات الجاهزة السريعة.
كما تلعب التركبية السكانية دورا أيضا. هناك الكثير من الأشخاص الذين يعيشون بمفردهم هذه الأيام، مما يعني على سبيل المثال ، الكثير من أوعية الزبادي الصغيرة بدلا من وعاء كبير لأفراد الأسرة.
وبالطبع تشتهر ألمانيا بإعادة التدوير. ومع ذلك فإن معدلها الذي يبلغ 70 % هو مجرد المعدل الأوروبي، وذلك بحسب أرقام مكتب الإحصاءات التابع للاتحاد الأوروبى يوروستات لعام .2015 وجاءت كل من بلجيكا وجمهورية التشيك و الدنمارك و هولندا و السويد في المقدمة. مع ذلك، عندما يتعلق الأمر بإعادة تدوير مواد التعبئة، جاءت ألمانيا في المرتبة الثانية بعد جمهورية التشيك بنسبة 46 %.
ومازال يرى باوسك أن هناك فرصة لتحسين الوضع. وأشار إلى أنه مازال يتم حرق نحو نصف محتويات صناديق إعادة التدوير .
وأضاف" ومازلنا لا نقدم مكافأت للشركات التي تجعل التعبئة أكثر قابلية لإعادة التدوير".
ويتمثل أحد أساليب المكافأة في خفض رسوم الترخيص الخاص بالتعبئة. ويشار إلى أن هناك قانونا ألمانيا جديدا للتعبئة في ألمانيا يقر ذلك، ولكن لن يتم تنفيذه حتى .2019
وتعتمد الرسوم الخاصة بمواد التعبئة في إيطاليا أو فرنسا بالفعل على قابلية إعادة تدويرها.
ورحب باوسك بمقترح الاتحاد الأوروبي الأخير بمنع الأغراض البلاستيكية مثل أدوات المائدة و الأنية الخزفية و قصب تناول المشروبات. وفي ألمانيا وحدها، تم استخدام105500 طن من البلاستيك عام2017 لتصنيع آواني خزفية وأدوات مائدة قابلة للتخلص منها، بالإضافة إلى أكياس من أجل الوجبات الجاهزة في مطاعم الوجبات السريعة.
ومع ذلك، لن يكون للمقترح تأثير كبير حتى في حال تبنيه. وعلى سبيل المثال، في الكثير من دول جنوب شرق آسيا، لا يوجد فصل للمخلفات أو حوافز مالية لإعادة تدوير البلاستيك أو الشعور بأن أصحاب العمل مسؤولون عن التأثير البيئي لمنتجاتهم.
وبالنسبة لباوسك، هذه الأمور هى التي يجب أن تشهد تغيرا. في حقيقة الأمر.
حتى في أوروبا، مازال هناك عقبات يجب التغلب عليها عندما يتعلق الأمر بالحد من جبال المخلفات. على سبيل المثال، التسويق من جانب شركات تصنيع المشروبات الكحولية التي تريد استخدام زجاجات ذات تصميم معين لجذب الانتباه أو الشركات المصنعة للمشروبات الغازية التي تريد استخدام زجاجات ملونة.
وأشار باوسك إلى أن الزجاجات ذات الشكل الموحد أفضل بالنسبة لإعادة التدوير.
وأضاف" يتعين على المنتجين أيضا أن يكونوا على علم بالمخلفات التي يمكن لمراكز فرز المخلفات معالجتها أو عدم معالجتها اليوم".
«د ب ا»