hamda
hamda
أعمدة

التقدير غائب

08 يوليو 2018
08 يوليو 2018

حمدة بنت سعيد الشامسية -

[email protected] -

تسمعها من الزوج بشكل شبه يومي ويوميا من الزوجة، وفي بيئة العمل طوال وجودك في العمل، الجميع يبحث عن التقدير الذي يبدو أنه تائه في مكان ما يصعب العثور عليه، في مكان ما بعيد عنا وخارجنا، فهل التقدير هو شيء يعطى لنا، هل هو حق مكتسب؟ لا أعرف عنكم لكن بالنسبة لي شخصيا وصلت إلى قناعة أن التقدير أيضا مثله مثل الرضا والسعادة أمر يبدأ من الذات، نحن نجبر الآخرين على تقديرنا إن بدأنا نحن في تقدير ذواتنا، وهذا للأسف ما لا نفعله مع أنفسنا، وهو أيضا سيأتي لو توقفنا عن البحث عنه، لأن التركيز على الحصول على التقدير، يشعرك أكثر بعدم وجوده وهو ما يسبب لك الإحباط والألم الذي يقلل عندك الحافز على العمل، يدعوك للتراجع في الإنجاز.

قدر نفسك على الدوام وستجد أنك لست بحاجة للتقدير من الآخرين، وإن كنت من تلك الفئة التي تعيش على كلمات الإطراء والحاجة إلى التقدير من الخارج، ربما تحتاج إلى وقفة صدق مع نفسك، للإجابة على هذا السؤال بشفافية، فأنت وحدك الذي يستطيع أن يعرف لماذا لا يقدر الآخرون مجهوداتك، فاقد الشيء لا يعطيه فإن كنت لا تقدر نفسك فهل من العدالة أن تطلب تقدير الآخرين؟ ثم هل نقدر نحن جهود من حولنا؟ فالدنيا أخذ وعطاء وكما تدين تدان، وهناك يد عليا عادلة وعدلها مطلق.

إذا كنت تشعر بعدم التقدير في عملك رغم أنك تقدر مجهودات من حولك، فهل تقدر الآخرين خارج دائرة العمل؟ لأننا شئنا أم أبينا دوائر الحياة تتداخل، وتؤثر كل دائرة على الأخرى شئنا ذلك أم أبينا، عرفنا ذلك أم لم نعرف، أدركناه أم لم ندركه، إن كانت الإجابة بنعم وأنك عادل مع الجميع وفي كل جوانب حياتك، وأنك حريص على تقدير نفسك والآخرين يبقى السؤال الأخير الذي دائما ما نخشى توجيهه لأنفسنا: هل أنا في المكان الصحيح؟