1384652
1384652
العرب والعالم

النازحون يواصلون العودة والجيش السوري يسيطر على الحدود مع الأردن

07 يوليو 2018
07 يوليو 2018

الجيش الإسرائيلي لا يستبعد دخول المنطقة الفاصلة في الجولان المحتل -

دمشق - عمان - بسام جميدة - وكالات-

بدأ آلاف النازحين منذ أمس الأول بالعودة إلى منازلهم في محافظة درعا مع توقف القصف فيها بشكل كامل بعد التوصل إلى اتفاق بوقف القتال بين الجيش الحكومي والفصائل المعارضة في المنطقة الجنوبية، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان «معارض».

وانتشر عناصر من الجيش الحكومي السوري في معبر نصيب الحدودي مع الأردن لتثبيت حالة الأمن فيه.

وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن وحدات من الجيش الحكومي سيطرت خلال الساعات الـ 24 الماضية على عدد من المخافر الحدودية بريف درعا الجنوبي الشرقي وصولا إلى معبر نصيب حيث انتشر فيه عناصر من الجيش بعد تمشيطه.

وأعلن مصدر عسكري رفع علم الجمهورية العربية السورية على معبر نصيب الحدودي مع الأردن نحو 15 كم جنوب مدينة درعا.

واستهدفت مدفعية الجيش السوري مواقع المجموعات المسلحة في منطقة المزيريب بريف درعا الغربي.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس «بدأ آلاف النازحين بالعودة منذ عصر الجمعة من المنطقة الحدودية مع الأردن إلى قرى وبلدات في ريف درعا الجنوبي الشرقي مستفيدين من الهدوء الذي تزامن مع وضع النقاط الأخيرة لاتفاق» وقف إطلاق النار.

وإثر مفاوضات قادتها روسيا مع الفصائل المعارضة في محافظة درعا، تم التوصل مساء الجمعة إلى اتفاق لوقف إطلاق النار يتضمن إجلاء المقاتلين والمدنيين الرافضين للتسوية إلى مناطق تسيطر عليها الفصائل المعارضة في شمال سوريا.

كما يتضمن الاتفاق وفق وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) «استلام الدولة السورية كل نقاط المراقبة على طول الحدود السورية الأردنية» على أن يعود النازحون الى بلداتهم ومؤسسات الدولة الى ممارسة عملها.

وتواصل أمس حركة النازحين باتجاه قرى وبلدات يشملها الاتفاق، وفق عبد الرحمن الذي أشار إلى أنه «في المقابل، يخشى البعض العودة إلى مناطق دخلتها القوات الحكومية خوفاً من الاعتقالات».

وأبقى الأردن، الذي يستضيف أكثر من مليون لاجئ سوري، حدوده مغلقة قائلاً إنه لا يستوعب موجة جديدة من النازحين. إلا أن منظمات دولية وإنسانية طالبته بفتح حدوده أمام الفارين من العنف.

وفي منطقة زراعية نزح إليها جنوب مدينة درعا، قال أسامة الحمصي (26 عاماً) لفرانس برس «أؤيد الاتفاق لوقف القتال والدم، يكفي قتل وتهجير، أطفالنا ونساءنا تشردوا عند الحدود».

وأضاف «حين نتأكد من صحة وقف إطلاق النار، إذا ضمنا أن أحداً لن يلاحقنا وحصلنا على ضمان حتى لو بسيط، نريد ان نعود الى بيوتنا بدلاً من ان نبقى مشردين في المزارع».

وعاد امس مئات المهجرين السوريين من لبنان عبر معبر الزمراني إلى منطقة القلمون بريف دمشق وذلك في إطار جهود الحكومة السورية الرامية إلى إعادة الحياة الطبيعية إلى المناطق التي حررها الجيش من المسلحين.

والعائدون أمس هم الدفعة الثالثة وتضم عشرات الأسر جلهم من الأطفال والنساء وصلوا إلى معبر الزمراني قادمين من بلدة عرسال اللبنانية حيث كان في انتظارهم عدد من الحافلات لتقلهم إلى منازلهم في قرى وبلدات ريف دمشق. ونقلت وسائل الإعلام السورية لحظات وصول المهجرين إلى قراهم في بث مباشر من تلك المناطق.

وقال رئيس بلدية عرسال لـقناة  «الجديد»، ان «دفعة جديدة من 400 شخص من النازحين السوريين غادرت لبنان بناء على رغبتها ووصلت الآن الى الحدود السورية».

وفي سياق آخر، سيطرت قوات سوريا الديمقراطية «قسد» على قرية التويمين في ريف الحسكة الجنوبي الشرقي، التي تعد آخر مناطق سيطرة داعش في الريف الجنوبي الشرقي للحسكة، بحسب مصادر المسلَّحين.

وقتل 18 شخصا على الأقل، بينهم 11 عنصرا من «قسد»، جراء تفجير سيارة مفخخة وقع الجمعة أمام أحد مقراتها وسط بلدة البصيرة في محافظة دير الزور السورية.

وقال المرصد، لوكالة الصحافة الفرنسية: «تسبب تفجير سيارة مفخخة أمام مقر لقوات سوريا الديمقراطية في بلدة البصيرة في ريف دير الزور الشرقي بمقتل قيادي مع 10 من عناصره بالإضافة إلى سبعة مدنيين بينهم ثلاثة أطفال».

من جهتها ذكرت وسائل إعلام كردية أن السيارة المفخخة استهدفت مدخل مدينة البصيرة بالقرب من محطة المياه، مضيفة أن قوات سوريا الديمقراطية سارعت لفرض طوق أمني حول منطقة التفجير ونقل الضحايا إلى المشافي. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن التفجير. وأكد مصدر في الجيش الإسرائيلي أنه لا يستبعد دخول جيش بلاده المنطقة الفاصلة بينها وسوريا في الجولان المحتل، إذا ما ازداد ضغط السوريين الراغبين في اللجوء إلى إسرائيل.

وأضاف المصدر لـ«هيئة البث» الإسرائيلية: «جيش الدفاع لن يسمح باجتياز السياج الأمني الحدودي، وفي حال المساس بالمدنيين المتواجدين قرب الحدود، سيتم النظر في إمكانية التدخل وحتى دخول المنطقة الفاصلة لفترة زمنية محددة».

ودفع الجيش الإسرائيلي بتعزيزات عسكرية كبيرة لقواته المتواجدة في هضبة الجولان تحسبا لأي تطورات في المنطقة.

من جهة أخرى، قالت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية الجمعة إنها لم تعثر على دليل عن استخدام غاز أعصاب في الهجوم على دوما في ابريل الماضي، لكنها عثرت على آثار قد تحوي الكلور. وكان فريق من محققي المنظمة التي تتخذ من لاهاي مقرا لها، اخذ نحو مائة عينة من سبعة مواقع في دوما بعد ان تمكن من الوصول إلى المدينة، بعد أسبوعين من وقوع الهجوم في السابع من ابريل الماضي.

وأوضحت المنظمة في تقرير أولي «أن النتائج تظهر انه لم يتم رصد وجود اي عنصر لغاز أعصاب فوسفوري عضوي أو بقاياه”.

الا أن التقرير اضاف انه «علاوة على بقايا متفجرات عثر على مكونات عدة تحوي الكلور».

وتابع التقرير أن «العمل الهادف للتوصل إلى تفسير لهذه النتائج لا يزال جاريا». والمطلوب تحديد ما اذا كانت الآثار التي تم العثور عليها هي إشارة إلى مصدر ناشط من الكلور، الذي لا يوجد عادة في الطبيعة.

في غضون ذلك، رحبت الخارجية الروسية بالتوقيع في دمشق على مذكرة تفاهم بين الحكومة السورية ودائرة الأمم المتحدة لإزالة الألغام ( UNMAS ).

وجاء في بيان لوزارة الخارجية الروسية، أن التنفيذ الناجح والسريع لبعض المشاريع الرائدة لـ ( UNMAS ) ، سيسمح لخبراء المنظمة بالانتقال للعمل في كل أراضي سوريا، مشددة على ضرورة عدم تسييس هذه الجهود ووضع الشروط المسبقة.

ودعت الوزارة المجتمع الدولي للانضمام بفعالية إلى الجهود الروسية والسورية، وتقديم الدعم المالي والتقني لتوفير الظروف الآمنة واللازمة لعودة ملايين السوريين إلى مناطقهم وإعادة إعمار بلادهم.

وأشارت الخارجية الروسية، إلى أن الوضع في الرقة التي فخخها الدواعش ودمرها قصف التحالف الدولي، دليل واضح على ضرورة تقديم الدعم الدولي العاجل لتطهير سوريا من الألغام.