1384695
1384695
العرب والعالم

البابا: الجدران والاحتلال والتعصب عقبة أمام السلام في الشرق الأوسط

07 يوليو 2018
07 يوليو 2018

دعم حل الدولتين لتسوية الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين -

باري - رام الله - (وكالات) - ترأس البابا فرنسيس بابا الفاتيكان أمس قمة لزعماء الطوائف المسيحية من أجل السلام في الشرق الأوسط وقال إن تشييد الجدران واحتلال الأراضي والتعصب الديني لن يحل الصراع في المنطقة.

وكرر البابا أيضا وجهة نظره بشأن احترام «الوضع الراهن» لمدينة القدس ودعم حل الدولتين لتسوية الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين.

وعقد البابا فرنسيس هذه القمة في مدينة باري الإيطالية التي تعد منذ قرون بوابة للشرق الأوسط وموطنا لرفات نيكولاس أحد الشخصيات المبجلة لدى الطوائف المسيحية في الشرق والغرب.

وقال في ثاني خطاب يلقيه بعد اجتماع خاص بين القادة الدينيين «الحفاظ على الهدنة ببناء الجدران واستعراض القوة لن يؤدي إلى السلام، لكن وحدها الرغبة الملموسة في الإنصات وبدء الحوار» هي التي ستأتي به.

وأضاف البابا «فلنضع حدا لاستفادة قلة من معاناة الكثيرين.لا، لاحتلال المزيد من الأراضي والتفريق بين الناس».

وقال البابا إنه يتعين حماية كل المجتمعات في الشرق الأوسط «وليس الأغلبية فقط».

وأدان البابا أيضا التطرف الديني وقال إن العديد من الصراعات في المنطقة أججتها «أشكال من التطرف والتعصب تدنس اسم الرب، وهو السلام، تحت ستار الدين».

وتحدث البابا مرتين عن القدس التي تمثل جوهر الصراع إذ تقول إسرائيل إنها عاصمتها الموحدة والأبدية فيما يريد الفلسطينيون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية. وقال البابا إن «الوضع الراهن» للقدس يجب احترامه بصفتها مدينة مقدسة لليهود والمسيحيين والمسلمين. ودعا البابا من قبل كل الأطراف لاحترام قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالمدينة وعبر الفاتيكان عن قلقه العام الماضي عندما أعلنت واشنطن نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس. وأدان «المعاناة الرهيبة» التي تشهدها سوريا خاصة الأطفال. وأدان البابا «اللامبالاة الفتاكة» و«تواطؤ كثيرين بالصمت» بما يؤجج العنف منتقدا بحدة شراء الأسلحة، حيث قال «لا يمكنك الحديث عن السلام فيما تسارع سرا إلى تكديس أسلحة جديدة».

وقال البابا فرنسيس: إن الخروج الجماعي لمسيحيين بسبب الصراعات وصعوبة الأحوال المعيشية يخاطر «بتشويه وجه المنطقة. الشرق الأوسط بدون مسيحيين لن يكون الشرق الأوسط كما نعرفه».

في غضون ذلك قال رئيس اللجنة الرئاسية لشؤون الكنائس بالقدس حنا عميرة إن الوجود المسيحي الأصيل في المدينة المقدسة مهدد، والاحتلال الإسرائيلي منذ العام 1967 يسعى إلى إلغاء الوجود المسيحي في المدينة المقدسة من خلال سياسة الإقصاء.

وأضاف عميرة في رسالة وجهها إلى مكتب البابا فرنسيس، إن ما نريده هو العدل والسلام لكي يعيش أولادنا في حرية وكرامة بعيدين عن الظلم والقهر والاضطهاد.

وأشار إلى أن القدس حاضنة للديانات الثلاث، ومتى يسيطر عليها لون واحد على حساب الآخرين فإن طبول الحرب تقرع، والتطرف يصبح سيد الموقف ونتطلع إلى أن يعلي هذا التجمع صوت الكنيسة وحتمية الوجود الكنسي المسيحي في المدينة المقدسة حيث جوهر العقيدة الكنسية. وسلم سفير دولة فلسطين لدى الفاتيكان رسالتين لمكتب البابا لعرضها على لقاء باري الأولى من حنا عميرة، وائتلاف المؤسسات المسيحية الفلسطينية، تشرح الوضع العام في المنطقة خاصة الوضع المسيحي في القدس.

وقال الائتلاف في رسالته «إن الحرب في القدس وفي الأرض المقدسة هي أصل الحروب والدمار في المنطقة كلها، وإن بقيت القضية الفلسطينية من غير حل عادل، هذا يعني استمرار الحروب والدمار في المنطقة، والحل العادل للقضية الفلسطينية، يؤدي إلى سلام المنطقة كلها».

وأضاف: إن الحرب في القدس وفي المنطقة هو التهديد الحقيقي للوجود المسيحي في القدس وفي المنطقة، ومن علامات تلك الحرب، الاعتداءات الحديثة على حقوق الكنائس في القدس، بمحاولة إسرائيل سن تشريعات وإجراءات ضريبية جديدة تستهدف الكنائس، كما الاعتداءات على المقدسات الإسلامية، بهدف تبديل الوضع القائم (الستاتو كوو) الذي هو صمام الأمان وضمان الحرية الدينية في المدينة المقدسة.