صحافة

الفرنسية : ألمانيا تعدّل في سياستها الداخلية

07 يوليو 2018
07 يوليو 2018

كتبت جريدة «لوموند» الفرنسية أن المستشارة الألمانية أنجيلا مركيل ووزير داخليتها هورست زيهوفر، توافقا على طرح مشروع يهدف إلى إقامة مراكز عبور وتجمع للَّاجئين على الحدود الألمانية. النمسا من جهتها أعلنت أنها ستزيد من مراقبتها لحدودها مع إيطاليا و سلوفينيا في حال وافقت الحكومة الألمانية الائتلافية على مشروع الحزبين اليمينيين الألمانيين الذي يقضي بأن يتمَّ إبعاد كل لاجئ يصل إلى ألمانيا بعد أن يكون قد تسجَّل دخوله في بلد أوروبي آخر. أي العودة إلى مبادئ اتفاقيات دبلن. وبانتظار الإبعاد يتم تحويل اللاجئين إلى مراكز مرور ستقام قرب الحدود النمساوية. هذا الاتفاق يشكل تحولاً تاماً في سياسة اللجوء والهجرة التي اتَّبعتها ألمانيا منذ ثلاث سنوات و حتى اليوم. لكن ماذا عن واقع الحال؟ تسأل الجريدة الفرنسية «لوموند» الواسعة الانتشار. إنَّ واقع الحال شديد التعقيد لأن الفترة التي كانت فيها حدود ألمانيا مفتوحة كلياً أمام طالبي اللجوء، لم تَدُم فعلياً سوى شهرين. بدأت في الخامس من سبتمبر 2015 عندما قررت المستشارة ميركل أن تعلِّق تطبيق اتفاقية دبلن و تسمح بدخول مئات آلاف اللاجئين عبر النمسا وقد كانوا عالقين في المجر، وانتهت في الثالث عشر من نوفمبر 2015 عندما أعلنت ميركل أنَّ بلادها قررت أن تُطبّق من جديد اتفاقية دبلن التي تُجبر اللاجئين أن يقدموا طلبات لجوئهم في البلد الأوروبي الذي يصلونه أولاً. اليوم عاد التشدد إلى السياسة الألمانية للهجرة وعادت الحكومة الألمانية تطالب بتطبيق معاهدة دبلن بعد أن أمضت أشهرا في انتقاد هذه الاتفاقية. جريدة «ميديا بارت» الفرنسية تعتبر من جهتها أن اليسار الأوروبي، ترك الساحة السياسية خالية فدخلها اليمين المتطرف واحتلها. وعلى عكس أحزاب اليمين، فإنَّ أخراب اليسار في أوروبا لم تتمكَّن من وضع سياسة واضحة للهجرة. اليمين لديه برنامج موضوع قيد التنفيذ، وهو عمل ما يلزم، وبكل الوسائل من أجل منع أي لاجئ من وضع رجله على الأرض الأوروبية. هذا البرنامج المتطرف بالذات، لا تواجهه أحزاب اليسار بأي برنامج آخر. وهذه الأحزاب اليسارية التي كانت دوماً تخشى أن ينمو اليمين المتطرف بفعل أزمة اللجوء، لم تفعل شيئاً على الإطلاق ولم تطرح البدائل، بل اكتفت على مدى عشرات السنين بطرح أفكار لم تُطبِّقها. لكن كان اليساريون في الحكم في دول أوروبية عديدة ولديهم ملايين المؤيدين ولكنهم خسروا الانتخابات بفعل حركات التطرف التي تشكلت من بضع مئات من اليمينيين المتطرفين.