أفكار وآراء

منتدى التعاون الصيني العربي يشكل قوة دفع جديدة

07 يوليو 2018
07 يوليو 2018

«عمان»: من المقرر أن تنطلق أعمال الاجتماع الوزاري الثامن لمنتدى التعاون الصيني العربي، في 10 يوليو الجاري في بكين، والذي يؤكد المحللون أنه سيشكل قوة دفع جديدة لمسار العلاقات المتنامية بين الصين والدول العربية.

وقال المدير التنفيذي لرابطة جمعيات الصداقة العربية الصينية الدكتور على يوسف أحمد، في تصريح لوكالة أنباء ((شينخوا))، “ينعقد الاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي في توقيت مهم للغاية”.

وأضاف “أهمية الاجتماع كونه يأتي في أعقاب ما بات يعرف بالحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية، كما أنه يأتي في وقت تتزايد فيه الجهود الرامية إلى رفع مستوى التبادل التجاري بين الصين والدول العربية”.

وأكد المدير التنفيذي لرابطة جمعيات الصداقة العربية الصينية أهمية منتدى التعاون الصيني العربي في تعزيز الروابط الاقتصادية والتجارية والصناعية بين الصين والدول العربية.

وقال أحمد “بلا شك فإن خطاب الرئيس الصيني شي جين بينغ بفاتحة أعمال الاجتماع الوزاري القادم في بكين سيحمل وجهات جديدة ستزيد من فعالية منتدى التعاون الصيني العربي”.

وأضاف “الصين والدول العربية يمتلكان إمكانات هائلة وموارد ضخمة وخبرات تراكمية ستساهم إيجابا في تحقيق مصالح الشعبين الصيني والعربي”. وأكد أحمد أهمية أن يعمل الجانبان معا من أجل تحقيق مبادرة الحزام والطريق وبناء مجتمع المستقبل المشترك.

وأبان أن مبادرة الحزام والطريق التي أطلقها الرئيس الصيني شى جين بينغ في العام 2013 تشكل آلية مناسبة لتحقيق السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.

وقال أحمد “للصين موقف واضح ومساند للقضايا العربية في منطقة الشرق الأوسط، كما أنها تلعب دورا بارزا فيما يتصل بحفظ السلام في العالم”.

وأكد اهتمام الدول العربية بمبادرة الحزام والطريق كونها تساعد جهود الدول العربية الرامية إلى تحقيق التنمية الشاملة وإقامة البنى التحتية الضرورية.

من جانبه، قال المحلل السياسي السوداني خالد محمد سعد، في تصريح ل((شينخوا))، “يمثل منتدى التعاون الصيني العربي واحدا من أهم آليات التواصل بين الصين والعالم العربي”.

وأضاف “نأمل أن يركز الاجتماع الوزاري على مناقشة موضوعات حيوية من قبيل التعاون في مجالات التقنية والتكنولوجيا والطاقة البديلة لحاجة الدول العربية لمثل هذه المشروعات”.

وطرح الرئيس الصيني شي جين بينغ فى سبتمبر وأكتوبر العام 2013، مبادرتين للبناء المشترك لـ “الحزام الاقتصادي لطريق الحرير” و “طريق الحرير البحري للقرن الـ21” (يشار إليهما بالاختصار بالحزام والطريق).

وتعكس مبادرة “الحزام والطريق” تفكير الصين في الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية للعالم أجمع وفهمها في اتجاهات تطورها، وكذلك تجسد الحكمة الصينية والتجربة الصينية والصوت الصيني.

وستنطلق فعاليات الاجتماع الوزاري الثامن لمنتدى التعاون بين الصين والدول العربية في 10 يوليو الجاري في بكين، وتتمتع الصين والدول العربية بعلاقات تاريخية راسخة.

وبعد أن أصبحت الصين ثاني أكبر شريك تجاري للدول العربية ووصل حجم التجارة الصينية العربية إلى 230 مليار دولار أمريكي، يتطلع الجانبان إلى تعزيز التبادل التجاري الثنائي ليصل إلى 600 مليار دولار أمريكي في غضون السنوات المقبلة.

من ناحية الاستثمار، ضخت الصين 14.53 مليار دولار أمريكي من الاستثمارات المباشرة في 53 دولة على طول الحزام والطريق في العام 2016 لتمثل 8.5 % من إجمالي استثماراتها الخارجية في ذات الفترة.

كما تعزز التبادل التجاري الصيني العربي في نفس الفترة حيث بلغ حجم التجارة البينية بين الصين والسعودية 25.4 مليار دولار أمريكي بزيادة 20.2 % على أساس سنوي مقابل 8.32 مليار دولار أمريكي مع عُمان بزيادة 30.9 % على أساس سنوي و5.47 مليار دولار أمريكي مع الكويت بزيادة 26.9 % على أساس سنوي.

وكان مساعد وزير الخارجية الصيني تشن شياو دونغ قد قال: إن الرئيس الصيني شي جين بينغ سيلقى خطابا مهما في مراسم افتتاح المنتدى، والذي سيكون ثالث إعلان سياسي هام لشي جين بينغ للعالم العربي بعد الخطاب الذي ألقاه في الدورة السادسة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني ـ العربي ببكين عام 2014، ومقر جامعة الدول العربية في عام 2016، ما يعكس اهتمام الصين الكبير والدعم القوي لتعزيز العلاقات الصينية ـ العربية وإقامة منتدى التعاون الصيني ـ العربي.

وأكد تشن شياو دونغ أن مشاركة شي جين بينغ في المنتدى وإلقاء خطاب هام ذات أهمية كبيرة وتأثير بعيد المدى في قيادة العلاقات الصينية ـ العربية نحو آفاق جديدة. حيث سيوضح شي جين بينغ في خطابه وجهات النظر الصينية حول تعزيز التصميم على رفع مستوى العلاقات بين الجانبين إلى مستوى أعلى، وتخطيط التعاون الجماعي وتوجيه بناء المنتدى، ما يشير إلى مسار تطور العلاقات الصينية ـ العربية في العصر الجديد وتوفير المتابعة الأساسية. كما سيعزز الخطاب بدون شك التعاون بين الدول العربية والصين في إطار مبادرة “الحزام والطريق” في ظل العصر الجديد، حيث سيطرح شي جين بينغ مبادرات هامة حول تعزيز التعاون الصيني ـ العربي في إطار مبادرة “ الحزام والطريق”، والكثير منها ذو توجه متقدم ومبتكر ورائد للغاية.

وأشار تشن شياو دونغ إلى أن شي جين بينغ سيقدم في خطابه “ برنامج الصين “ في ضوء الوضع الحالي الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط واحتياجات جميع الأطراف، والجهود الصينية المبذولة في ظل رغبة الصين في العمل مع الجانب العربي لتحقيق السلام والتنمية في الشرق الأوسط، وتدعيم التشارك في إقامة نوع جديد من العلاقات الدولية ومجتمع مصير مشترك للبشرية، وسبل تعزيز البناء المؤسسي للمنتدى وكذلك القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك لدى الجانبين. كما ستعزز الدورة الثامنة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني ـ العربي اعتماد الوثائق الختامية مثل إعلان بكين وخطة العمل خلال الفترة 2018-2020، والتي تغطي أكثر من اثني عشر مجالا للتعاون، كما سيتم وضع خارطة طريق واضحة لبناء “ الحزام والطريق” مستقبلا.