1383842
1383842
العرب والعالم

الحكومة البريطانية «المنقسمة» تبحث خطة جديدة للخروج من الأوروبي

06 يوليو 2018
06 يوليو 2018

الشرطة تحاول العثور على الغرض الذي تسبب بتسمم زوجين -

عواصم - (د ب أ - أ ف ب)- ترأست رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي اجتماعا حاسما لحكومتها، أمس لمناقشة مقترحها الأخير لتجسير الانقسامات بشأن الترتيبات التجارية لما بعد خروج المملكة من الاتحاد الأوروبي مع التكتل.

وتأمل ماي التوصل إلى موقف بشأن ترتيبات الجمارك ودخول السوق المستقبلية مع الاتحاد الأوروبي، قبل إصدار ورقة موقف أوائل الأسبوع المقبل، عقب شهور من المناورات والتسويات مع الأعضاء الموالين للاتحاد الأوروبي والمتشككين منه داخل حكومتها.

وذكرت صحيفة «ذا تايمز» قبل الاجتماع في قصر تشيكرز وهو مقر رئيسة الوزراء خارج لندن، أنها واجهت «أسوأ تمرد لقيادتها» فيما دفعها الوزراء الموالون لخروج المملكة من الاتحاد الأوروبي لأن تختار خروجا «أكثر صعوبة».

وقالت شبكة «سكاي نيوز» إنه سوف يتم مطالبة أعضاء الحكومة الـ28 تسليم هواتفهم الجوالة في تشيكرز قبل المحادثات المتوقع أن تستمر.

ونقلت «ذا تايمز» عن مسودة وثائق مسربة تشير إلى أن ماي تريد إبقاء بريطانيا إلى حد ما داخل السوق الأوروبية الموحدة وهو ما استبعده مسؤولو التكتل سابقا. وفي إيماءة للمنتقدين الموالين لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، تعهدت ماي أيضا بإنهاء حرية التنقل لمواطني الاتحاد الأوروبي داخل بريطانيا بعد الخروج، أي أنها تقبل أن هذا سيعني خروج بريطانيا من السوق الموحدة للخدمات التي تشكل 80 بالمائة من الاقتصاد، بحسب الصحيفة.

وقالت الصحيفة: إن خطة ماي من شأنها أن «تمكن من التقارب التنظيمي مع أوروبا - مما يجنب حدودا على ضوابط صارمة مع أيرلندا».

وما يعكس الانقسام الشديد، وقع 46 من البرلمانيين المحافظين الذين ينتمون لتيار الوسط خطابا يحث ماي على «الاستماع لصوت التجارة» والإسراع في التوصل لاتفاق خاص بالخروج من الاتحاد الأوروبي لمواصلة «تجارة بدون احتكاك »، بحسب فايننشال تايمز. وضغطت أغلب المجموعات التجارية لأن تبقى بريطانيا داخل الاتحاد الجمركي. في شأن مختلف تحاول الشرطة البريطانية جاهدة العثور على الغرض الذي تسبب في تسمم زوجين بريطانيين بغاز الأعصاب نوفيتشوك المصنّع في العهد السوفياتي، في جنوب غرب أنجلترا حيث تعرض جاسوس روسي وابنته للتسميم بالغاز نفسه قبل أربعة أشهر.

ومرضت دون ستورغيس (44 عاما) وتشارلي راولي (45 عاما) السبت الماضي في امزبيري، البلدة الصغيرة في مدينة سالزبري حيث تسمم الجاسوس الروسي سيرغي سكريبال وابنته يوليا في الرابع من مارس، ما أثار المخاوف مرة أخرى بين السكان المحليين.

وقالت الشرطة: إنها تأكدت من أن الزوجين، وهما في حالة حرجة في المستشفى، تعرضا لغاز أعصاب بعد أن «تعاملا مع غرض ملوث».

ولم تستبعد الشرطة احتمال تعرض أشخاص آخرين إلى السم الذي تشتبه الشرطة بأنه من مخلفات المحاولة الفاشلة لقتل سكريبال وابنته، رغم أنها ليست متأكدة من ذلك.

وقال جيفري (66 عاما) أحد السكان المحليين لوكالة فرانس برس: الأمر مخيف جدا.

وأضاف إنه مادة وليس مسدسا أو سكينا تستطيع العثور عليه والتخلص منه.

أنه شيء مختلف، ويمكن أن يكون على ذلك المقعد..هذا أمر يقلقني.

أما طبيبة الأسنان جين تيرنر (57 عاما) فقالت: إنها قلقة بشأن الأطفال الذين يمكن أن يلتقطوا الأشياء بدون تفكير.

توتر دبلوماسي

تلقي لندن باللوم على روسيا في الهجوم على سكريبال، حيث اتهم وزير الداخلية ساجد جاويد موسكو الخميس باستخدام بريطانيا «مكباً للسم».

ونفت روسيا بشدة هذه الاتهامات.

وقال جاويد للبرلمان: حان الوقت لكي تقدم الدولة الروسية تفسيرا لما حدث بالضبط.

وأضاف: من غير المقبول بتاتا أن يصبح شعبنا هدفا سواء متعمدا أو عرضيا، وأن تصبح شوارعنا وحدائقنا وبلداتنا مكبات للسم.

إلا أن روسيا سارعت إلى الرد واتهمت بريطانيا بممارسة «ألعاب سياسية قذرة» ومحاولة «تعكير المياه» و«تخويف موطنيها».

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زخاروفا للصحفيين : ندعو أجهزة تطبيق القانون البريطانية إلى عدم التورط ب«ألاعيب سياسية قذرة».

وقالت في مؤتمر صحفي: ندعو قوات الأمن البريطانية إلى عدم التورط في ألاعيب سياسية قذرة بدأتها بعض الجهات في لندن وإلى التعاون أخيرا مع قوات الأمن الروسية حول التحقيق.

وتابعت زاخاروفا: إن على حكومة تيريزا ماي وممثليها الاعتذار عن كل ما صدر منهم أمام روسيا وأيضا أمام الأسرة الدولية، لكن ذلك سيحصل لاحقا. ووصف المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف القضية بأنها «مقلقة للغاية» إلا أنه أكد أن روسيا ليست لديها أي معلومات «حول المواد المستخدمة وكيف تم استخدامها».

وأدى حادث سكريبال إلى أزمة دبلوماسية كبيرة دفعت بريطانيا وحلفاءها إلى سحب موظفين دبلوماسيين من موسكو، فيما قامت موسكو باتخاذ خطوات مماثلة.

حادث خطير

نوفيتشوك هو غاز أعصاب له استخدامات عسكرية، طوره الاتحاد السوفياتي خلال الحرب الباردة.

وصرح عالم يعمل في الحكومة لشبكة بي بي سي الخميس أن حدة هذه المادة تقل بفعل الماء وأشعة الشمس، ما يعني أنه من غير المرجح أن حادث التلوث وقع في العراء، وقال إن هذه المادة سامة لدرجة أنه يمكن للجلد أن يمتصها.

وأعلنت الشرطة الأربعاء الماضي عن «حادث خطير» بعد انهيار ستورغيس وراولي السبت الماضي.

وافترضت الشرطة في البداية أنهما تناولا كمية ملوثة من المخدرات غير القانونية، إلا أن اختبارات جرت في مختبر تابع لوزارة الدفاع أظهرت أنهما تعرضا لغاز نوفيتشوك.

وقال أحد أصدقاء راولي لفرانس برس أنه كان يستخدم المخدرات و أن ستورغيس تعيش في نزل للمشردين في سالزبيري.

ويعمل نحو 100 محقق في مكافحة الإرهاب حاليا إلى جانب الشرطة في التحقيق.

كما يشاهد عناصر شرطة يرتدون المعدات الواقية في شوارع سالزبري الهادئة.

وتم إغلاق العديد من المواقع في المدينة وفي امزبيري المجاورة والتي زارها الزوجان ومن بينها حديقة، ونزل المشردين الذي كانت تقيم فيه ستورغيس في سالزبري، إضافة إلى صيدلية وكنيسة ومنزل في امزبيري.

وقال مسؤولون: إن الخطر على عامة الناس «محدود» إلا أنهم دعوا جميع من زاروا المواقع المتضررة إلى غسل ملابسهم ومسح أغراضهم الشخصية.

وقالت الشرطة: إنه لا يوجد دليل على أن الزوجين زارا أيا من المواقع المرتبطة بسكريبال وابنته والتي تم تنظيفها.

إلى ذلك ذكر تقرير صحفي أمس أن شرطة مكافحة الإرهاب التركية اعتقلت بريطانيين اثنين من أصل عراقي في مطار في جنوب غرب تركيا بتهمة «الترويج للإرهاب» لصالح نشطاء في حزب كردي محظور.

وقالت وكالة دوغان الخاصة للأنباء إن الشقيقين اللذين قالت إن اسمهما أيمن برزان وهريم برزان، تم توقيفهما الخميس في مطار دالامان بعد أن استجوبتهما وحدة في الشرطة تابعة لقوة مكافحة الإرهاب على خلفية «سلوك مثير للشكوك».

وأضافت الوكالة إن الشرطة قامت بتفحص حساباتهما على مواقع التواصل الاجتماعي «حيث كانا يقومان بنشر الدعاية المفترضة» لحزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية.

وتتهم تركيا وحدات حماية الشعب بأنها الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني الذي يقود تمردا دمويا على السلطات منذ 1984 وتصنفه أنقرة وحلفاؤها الغربيون على قائمة «المنظمات الإرهابية». وأضافت الوكالة إن محكمة محلية أمرت باحتجاز الشقيقين اللذين اعتقلتهما الشرطة، في انتظار إجراءات المحاكمة.