الاقتصادية

النفط يتأرجح في تعاملات متوترة بعد زيادة مفاجئة في مخزونات الخام الأمريكية

06 يوليو 2018
06 يوليو 2018

سي.إن.بي.سي الصينية توقع اتفاقا للتنقيب عن النفط مع أدنوك -

سنغافورة ـ عواصم ـ وكالات: تأرجحت أسعار النفط أمس في سوق اتسمت بالتوتر مع تطبيق الولايات المتحدة مجموعة من الرسوم الجمركية على بضائع صينية، في إجراء قد يدفع بكين إلى الرد برسوم مماثلة قد تشمل وارداتها من الخام الأمريكي.

وهبطت أسعار النفط في التعاملات المبكرة أمس مع تراجع أسواق الأسهم.

لكن بحلول الساعة 0528 بتوقيت جرينتش، ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 13 سنتا، أو ما يعادل 0.2 بالمائة، عن التسوية السابقة إلى 73.07 دولار للبرميل. وانخفضت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت ستة سنتات، أو ما يعادل 0.1 بالمائة، إلى 77.33 دولار للبرميل. ويخيم النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين بظلاله على أسواق النفط. وفرضت واشنطن رسوما جمركية على سلع صينية من الساعة 0401 بتوقيت جرينتش أمس. وقالت الصين إنها سترد على تلك الرسوم، وأجلت موانئ صينية كبرى بالفعل تخليص بضائع قادمة من الولايات المتحدة وفقا لما ذكرته عدة مصادر.وفي إطار رد الفعل الانتقامي، هددت بكين بفرض رسوم جمركية نسبتها 25 بالمائة على واردات الخام الأمريكية على الرغم من أنها لم تحدد موعدا لذلك.ويبلغ حجم شحنات الخام الأمريكية إلى الصين نحو 400 ألف برميل يوميا بقيمة تصل إلى مليار دولار شهريا بالأسعار الحالية. ومن شأن فرض الرسوم الجمركية عليها أن يفقد الخام الأمريكي تنافسيته في الصين. وهبطت أسعار النفط بأكثر من واحد في المائة أمس الأول بعد بيانات من الحكومة الأمريكية أظهرت زيادة مفاجئة في مخزونات الخام.وأنهت عقود خام القياس الأمريكي غرب تكساس الوسيط جلسة التداول منخفضة 1.2 دولار، أو 1.62 بالمائة، لتبلغ عند التسوية 72.94 دولار للبرميل بعد أن سجلت يوم الثلاثاء أعلى مستوى في ثلاث سنوات ونصف فوق 75 دولارا.وتراجعت عقود خام القياس العالمي مزيج برنت 85 سنتا، أو 1.09 بالمائة، لتغلق عند 77.39 دولار للبرميل.وأظهرت بيانات من إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن مخزونات النفط التجارية في الولايات المتحدة زادت بمقدار 1.3 مليون برميل الأسبوع الماضي، مخالفة توقعات المحللين التي كانت تشير إلى هبوط قدره 3.5 مليون برميل.وقالت صحيفة وول ستريت جورنال أمس: إن الاستعدادات للطرح العام الأولي لشركة أرامكو السعودية توقفت. وقال محللون: إن ذلك قد يقلل الضغوط على المملكة للإبقاء على أسعار النفط مرتفعة. من جهة أخرى قالت أربعة مصادر مطلعة: إن من المتوقع أن توقع شركة سي.إن.بي.سي الصينية اتفاقا مبدئيا مع شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) في وقت لاحق من هذا الشهر للاستثمار في التنقيب عن النفط والغاز ومشروعات التكرير.

وسيكون توقيع الاتفاق خلال زيارة رسمية يقوم بها مسؤولون صينيون رفيعو المستوى إلى دولة الإمارات من بينهم رئيس مجلس إدارة سي.إن.بي.سي وانغ يي لين. وقال أحد المصادر، وهو مسؤول تنفيذي بقطاع النفط مقيم في بكين على دراية برحلة وانغ المزمعة: «سيكون اتفاقا أوليا حول التعاون الواسع يغطي استثمارات المنبع والمصب».

وسي.إن.بي.سي إنترناشونال، هي ذراع الاستثمار الخارجي للشركة الكبرى المملوكة للدولة في قطاع التنقيب عن النفط والغاز وإنتاجهما. وقال المسؤول التنفيذي إنها تقود المباحثات مع أدنوك. وأحجم متحدث باسم سي.إن.بي.سي عن التعليق على الصفقة. وقال متحدث باسم أدنوك: إن الشركة تلقت «اهتماما كبيرا» من السوق ومن الشركاء القائمين والجدد منذ أن أعلنت عن خطتها لتوسعة نموذج شراكتها الاستراتيجية، لكنه أحجم عن التعليق على اتفاق بعينه.وعلى صعيد آخر قال دبلوماسي صيني كبير أمس: إن على إيران أن تبذل المزيد من الجهد لضمان الاستقرار في الشرق الأوسط والانسجام مع جيرانها بعد أن حذر الحرس الثوري الإيراني من احتمال أن يمنع تصدير النفط عبر مضيق هرمز.

والسعودية والعراق والكويت بين أهم موردي النفط للصين بينما تمدها قطر بالغاز الطبيعي المسال وبالتالي فإن أي إغلاق للمضيق ستكون له عواقب وخيمة على اقتصادها. لكن بكين اضطرت للتعامل بحذر مع دول عربية مثل السعودية لارتباط الصين بعلاقات وثيقة مع إيران. وهدد الرئيس الإيراني حسن روحاني وبعض كبار قادة الجيش بمنع مرور شحنات النفط من دول الخليج إذا حاولت واشنطن وقف الصادرات الإيرانية.ويمر في مضيق هرمز ثلث صادرات العالم من النفط التي تنقل عبر البحار يوميا وهو يربط الدول المنتجة للخام في الشرق الأوسط بالأسواق الرئيسية في مناطق آسيا والمحيط الهادي وأوروبا وأمريكا الشمالية وغيرها.ولدى سؤاله عن التهديد الإيراني بغلق المضيق قال مساعد وزير الخارجية الياباني تشين شياو دونغ: إن الصين أجرت اتصالات وثيقة بالدول العربية بشأن السلام في الشرق الأوسط بما في ذلك قضية إيران.وأضاف في إفادة صحفية قبل قمة كبرى بين الصين والدول العربية والتي تعقد في بكين الأسبوع القادم «تعتقد الصين أن على الدولة المعنية بذل المزيد من الجهد للإسهام في السلام والاستقرار بالمنطقة والمشاركة في حماية السلام والاستقرار هناك».