1383357
1383357
المنوعات

كهف الهوتة.. رحلة طبيعية داخل قلب الجبل تضم أسرارا وحكايات

06 يوليو 2018
06 يوليو 2018

تم افتتاحه في 2006 بعد 5 أعوام من التجهيز -

زارته: خلود الفزارية -

كهف الهوتة أحد أهم المزارات السياحية التي تحويها السلطنة وتعتبر من الأماكن الخلابة التي تستقطب هواة الجبال والتسلق والسياحة الطبيعية.

حين تقرر زيارته ستعبر عددا من الولايات العمانية الشهيرة بالأماكن السياحية كإزكي ونزوى وبهلا، حيث يتواجد الكهف في ولاية الحمراء، ولن تجد صعوبة في إيجاده لما تحويه الولاية من لوحات إرشادية لأبرز المناطق والمزارات السياحية بلونها البني الذي يعرف الزائر بوجود مقصد سياحي.

ومع أن ساحة مواقف السيارات ليست كبيرة، كما أن المكان غير مزدحم إلا أن موظفي الاستقبال يرحبون بالزائر بوجه منشرح ويشرعون بالمساعدة والإجابة على أي استفسار، وللدخول إلى الكهف يجب أن تقوم بالحجز المسبق أو الانتظار قليلا لأن ساعات الدخول محددة، حيث ينتظر المنظمون اجتماع عدد من السياح بما يتسع له القطار للدخول إلى داخل الكهف، ويكون الدخول بتذاكر مدفوعة تتراوح بين ثلاثة ريالات للمواطن وستة ريالات ونصف لغير العماني بغض الطرف إن كان مقيما أو سائحا.

بعد حجز التذاكر يتم التوجه إلى قاعة الانتظار المزودة بدورات مياه رجالية ونسائية بالإضافة إلى مقهى قريب من غرفة الانتظار التي تحتوي على عدد لا بأس به من الكراسي بالقرب من طاولة الموظف الذي يفتح لهم باب القطار.

وحين يحين موعد صعود القطار ينادي الموظف الزوار الذين قدموا حجزهم لتلك الساعة ويساعدهم على معرفة أماكنهم في القطار، حيث تحتوي كل (كابينة) على باب خاص بها، وتتسع لأربعة أشخاص أو ستة كحد أقصى.

تبدأت رحلة القطار إلى داخل الكهف بالخروج من المبنى متوجها إلى قلب الجبل، حيث ينزل القطار من على سكة حديد تربطه بالمبنى لعدة دقائق حتى يدخل الكهف، ثم يقف القطار في الموقف المخصص له أمام فوهة الكهف.

ما إن تدخل الكهف حتى تشعر باختلاف درجة الحرارة عن درجة الحرارة في الخارج، ويقوم المرشد الذي كان هو نفسه سائق القطار بإعلام الزوار بدرجة الحرارة ومستوى الرطوبة، وكانت درجة الحرارة في يوم رحلتنا 27 درجة مئوية داخل الكهف في حين كانت 46 درجة مئوية في الولاية من خارج الكهف، وأخبرنا المرشد أن مستوى الرطوبة هو 70 بالمائة، كما أخبرنا نبذة سريعة عن تاريخ الكهف وهي أن عمره يقدر بمليوني عام وتم اكتشافه منذ فترة طويلة، إلا أن افتتاحه كان في عام 2006 حيث فتح أبوابه للزوار بعد سنوات عمل دامت خمسة أعوام من التهيئة السياحية بعمل الممرات وتنظيم المكان، إضافة إلى توفير القطار.

الطريق مهيأ للمشي من خلال خطوط سير مزودة باستراحات أربع وكرس لمن يرغب بالجلوس، حيث إن الرحلة تلزم الزائر بالمشي السريع صعودا ونزولا، مع اختلاف الضغط، وهي رحلة ممتازة للشباب والأطفال مع وجود المرشد ليعرفهم على ما يحويه هذا الكهف من كنوز.

وما يلفت نظر الزائر أول الأمر ويشد انتباهه روعة التكلسات الصخرية على جدران الكهف، وكثرة الحفر المائية التي صنعتها مياه الأمطار، حيث أشار المرشد إلى أن هذه الحفر في اتساع يوما عن يوم وبعد مليون عام قد يختفي الكهف بسبب هذه العوامل الطبيعية.

سقف الكهف يحتوي على عدد من الخفافيش التي تستوطن الكهف، وهي نائمة بشكلها المقلوب، كما أطلعنا المرشد أن الكهف يحتوي على نوع نادر من العناكب لا توجد إلى فيه وبها ثمان أعين، أطلق عليها اسم عناكب كهف الهوتة، وخلال المشي تعرفنا على عدد من الصخور التي نحتتها المياه وكانت بأشكال رائعة وكأن نحاتا قام بتصويرها، لأشكال حيوانات وأوجه، وأدوات.

وانتهت الرحلة إلى البحيرة التي تمتد أربعة كيلو مترات أسفل الكهف والتي يقع خلفها الجو الخارجي للمنطقة فيدخل الهواء إلى داخل الكهف مما يدفع بتيار بارد يرطب جو الكهف ويدخل الأكسجين إلى الداخل، وتحتوي هذه البحيرة على أسماك صغيرة ذات جلد شفاف يكشف الهيكل العظمي للسمكة.

وبعد الانتهاء من البحيرة تكون الرحلة داخل الكهف قد اكتملت ويتم التوجه إلى طريق العودة من طريق مخصص للخروج حتى نصل إلى موقف القطار وبعدها العودة إلى المبنى.

ويوجد في المبنى معرض طبيعي للصخور والأحجار التي اكتشفت عبر ملايين السنين، كما يحتوي المعرض على عدد من النباتات والحشرات والمجسمات والمحنطات، بالإضافة إلى البكتيريا والرخويات والأسماك، وخرائط للعالم القديم والحديث وأشكال هندسية فلكية وطبيعية تعرف الزائر بتاريخ المنطقة وكهف الهوتة بالتحديد وما يحتويه من أسرار وكائنات وطبيعة آسرة تجذب الزائر إلى زيارة الكهف للوقوف على أحد الملامح الطبيعية التي تزخر بها السلطنة.