المنوعات

هامش التحرّك يزداد ضيقا لإنقاذ الفتيان العالقين في مغارة تايلاندية

06 يوليو 2018
06 يوليو 2018

ماي ساي، (تايلاند)، (أ ف ب) - يجدّ عناصر الإسعاف لإخراج الفتيان الاثني عشر العالقين مع مدربهم لكرة القدم في مغارة تايلاندية منذ 13 يوما، لكن «الوقت بات محدودا»، بحسب ما أقروا للمرة الأولى أمس.

وصرح أباكورن يوكونغكاي رئيس قوات الكومندوس البحرية وأحد المسؤولين في خلية الأزمة: «في بداية الأمر، كنا نظن أنه في وسع الصبيان البقاء لفترة طويلة، لكن الوضع تغير وبات الوقت محدودا».

وهو أوضح في مؤتمر صحفي أن قوارير الأكسجين نشرت على طول المسلك لتزويد الفتيان ومرافقيهم بها، لكنه لم يؤكد إذا ما كانت عملية الإجلاء المحفوفة بالمخاطر ستنفذ، في حين أن الأمطار الموسمية عادت تهطل بغزارة في هذه المنطقة الجبلية.

وبسبب هذه الأمطار الموسمية علق الأطفال في المغارة في 23 يونيو بعدما توجهوا إلى الموقع عقب الانتهاء من تمارين لكرة القدم مع مدربهم الشاب البالغ 25 عاما.

وأتت هذه التصريحات بعد ساعات على إعلان وفاة عنصر إسعاف تايلاندي كان يزود الفتيان بالأكسجين.

وقال باساكورن بونيالوك نائب حاكم منطقة شيانغ راي: «بعدما سلّم قارورة أكسجين، لم يعد معه هو ما يكفي من الأكسجين لطريق العودة».

وفقد هذا العنصر السابق في قوات الكومندوس البحرية التايلاندية «الوعي على طريق العودة وحاول مرافقه أن يقدّم له المساعدة»، بحسب يوكونغكاي.

وقال هذا الأخير بصوت مرتجف: «لا نزال نؤمن بهذه المهمة بالرغم من خسارة أحد رجالنا». وتعكس هذه الحادثة صعوبة عملية الغطس التي قد يضطر الفتيان ومدربهم إلى القيام بها.

وكان عناصر الإسعاف يأملون خفض منسوب المياه في المغارة بواسطة مضخات كي لا يتوجب على الصبية الغوص.

ويستغرق الأمر راهنا لغواص مخضرم 11 ساعة ليتوجه إلى الفتيان، ست ساعات ذهابا وخمس إيابا. ويمتد المسار على عدة كيلومترات وسط أراض وعرة وممرات ضيقة تغمرها المياه.

وكان عناصر الإسعاف يفضلون انتظار انخفاض منسوب المياه، حتى لو اقتضى الأمر تزويد الفتيان بمواد غذائية وأدوية طوال أسابيع كي يتمكنوا من الخروج سيرا على الأقدام من دون الحاجة كثيرا إلى معدات غوص.

وقد ساهمت شبكة المضخات التي صممت بالتعاون مع مهندسين يابانيين، في سحب من هذه المغارة الممتدة على حوالي 10 كيلومترات ما يوازي 50 حوض سباحة أولمبيا.

وتسعى السلطات قدر المستطاع إلى تفادي عملية إجلاء معجلة.

وقد شكلت وفاة رجل الإسعاف امس ضربة قوية أثّرت على معنويات المئات من العناصر المشاركين في هذه العملية، ومن بينهم الكثير من الأجانب من بريطانيا وأستراليا مثلا.

كان الفتيان البالغة أعمارهم بين 11 عاما و16 دخلوا مع مدرّبهم لكرة القدم إلى مغارة تهام لوانغ الواقعة شمال تايلاند عند الحدود مع بورما ولاوس، مساء الثالث والعشرين من يونيو بعد إنهاء تدريبهم الرياضي.

وأثناء وجودهم في داخلها، هطلت أمطار موسمية غزيرة أغرقت أجزاء منها.

وتطرقت عائلاتهم إلى فرضية أن يكونوا قد أرادوا الاحتفال بعيد ميلاد أحد الزملاء الذي بلغ في الثالث والعشرين من يونيو عامه السادس عشر.

وما زال عناصر الإسعاف يبحثون عن منفذ من أعلى الجبل يؤدي بسهولة من خلال حفريات إلى الموقع الذي يتواجد فيه الفتيان في المغارة.

لكن يبدو أن الوقت يلعب ضد احتمال نجاح هذا السيناريو.