1382508
1382508
الرياضية

جنود في الخفاء

05 يوليو 2018
05 يوليو 2018

عادة ما تكون كل الأعين شاخصة والأضواء مسلطة على النجوم والأسماء اللامعة التي تتصدر العناوين عندما يتأهل فريق ما إلى أدوار متقدمة في بطولة كُبرى مثل كأس العالم . لكن بلوغ ربع النهائي في مثل هذه البطولات لا يتأتى إلا بتضافر جهود وتضحيات العديد من الفاعلين داخل الملعب وخلف الكواليس.

وفي الطريق إلى مواجهات الدور ربع النهائي، هناك جنود مجهولين في صفوف المنتخبات الثمانية.

في الأوروجواي: لم يلعب ماكسيميليانو بيريرا دقيقة واحدة في روسيا، ولكن تأثيره في كتيبة لاسيليستي يبقى استثنائياً، حيث قال الكابتن دييجو جودين في حق زميله الذي يحمل الرقم القياسي لعدد المشاركات مع منتخب أوروجواي: «لقد كان ولا يزال عنصراً مهماً للغاية في هذا الفريق على مدى سنوات عديدة، رغم أنه لا يلعب في الوقت الحالي. تجربته تساعد كثيراً اللاعبين الأصغر سناً.

وفي منتخب فرنسا: غي ستيفان هو مساعد ديدييه ديشامب والعنصر المقرب منه، حيث يعرف الاثنان بعضهما منذ عام 2000، علماً أنهما يعملان جنباً إلى جنب في قيادة الطاقم الفني للديوك منذ ست سنوات. ويُنظر إلى ستيفان باعتباره أباً روحياً داخل المعسكر الفرنسي، حيث يقول رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم نويل لو غرايت: «الناس مثله نادرون جداً. ثلاث كلمات لا تكفي لوصفه: إنه أمين ونزيه وفعّال وذكي.

وفي المنتخب البرازيلي: عمل مساعد المدرب البرازيلي كليبر شافيير مع تيتي لمدة 17 عامًا. وشارك شافيير في مؤتمرات صحفية مع تيتي، بالتناوب مع مساعد المدرب الآخر سيلفينيو – وذلك في خطوة تعكس ثقة تيتي واحترامه لأعضاء فريق المدربين في السيليساو. وقال كليبر شافيير في هذا الصدد: «أنا رجل عملي وتيتي رجل أفكار. تيتي ليس بالشخصية المركزية التي تستفرد بكل شيء، لذا فأنا مثل مدرب ثانٍ يتمتع بنفس السلطة، بينما هو لديه الكلمة الأخيرة. أما المنتخب البلجيكي: فان من دكة البدلاء إلى أرض الملعب... ليس من المبالغة القول: إن أكسيل فيتسل يضطلع بدور بالغ الأهمية في صفوف منتخب بلجيكا، حيث يضطلع بمسؤولية ضبط الإيقاع في خط الوسط، مُجسداً صورة اللاعب المتعدد الخصائص الذي يحبه المدربون. ويقول ابن التاسعة والعشرين في هذا الصدد: «من طبعي أن أكون هادئًا. إنه أمر يُساعدنا في الملعب عندما نواجه لحظات يطغى عليها التوتر، وأحاول أن أنقل هذه السكينة لبقية اللاعبين عندما يكونون في حاجة إليها».

وفي المنتخب الروسي: يستحق المخضرم يوري جيركوف كل التقدير على دوره في المشوار الرائع لمنتخب البلد المضيف الذي تأهل إلى دور الثمانية. وعلق على غيابه، قائلاً: «حتى قبل المباراة شعرت بألم في وتر العرقوب. بعد الشوط الأول أصبح الألم قوياً جداً، لذا كان علي أن أطلب استبدالي». وكما أكد المدرب ستانيسلاف تشيرتشيسوف، من غير المرجح أن يظهر جيركوف مجدداً في روسيا، إلا إذا تمكنت روسيا من بلوغ النهائي.

أما الكرواتية : إيفا أوليفاري هي مديرة منتخب كرواتيا وهي رائدة في هذا المجال، باعتبارها أول امرأة تجلس على مقاعد البدلاء لمنتخب وطني في كأس العالم . فبعدما كانت بطلة وطنية في رياضة التنس في فئة تحت 14 سنة، تتولى أوليفياري الآن الإشراف على الجوانب اللوجستية والتخطيط لرحلات الفريق، علماً أنها تعمل في الاتحاد الكرواتي لكرة القدم منذ عام 1992. وعلق حارس مرمى كرواتيا دانييل سوباسيتش، بالقول: «إن إيفا إنسانة عظيمة حقاً. إنها دائماً معنا مثل الملاك الحارس! إنني أعرفها منذ عشر سنوات. ليس من السهل إدارة شؤون جميع هؤلاء اللاعبين. إنها تحب المزاح ونحن بدورنا نكن لها كل الحب والاحترام».

وفي المنتخب السويدي: فقد تجلى جزء كبير من نجاح السويديين في وحدتهم وقوة عقليتهم بفضل مستشارهم النفسي دانييل إيكفال، الذي يشرح طبيعة عمله بالقول: «أخصص وقتي للمحادثات الفردية، كما نعقد جلسات جماعية كذلك. من خلال ما يقوله اللاعبون خلالها، أقوم بإعداد خطة ذهنية للمباراة القادمة. أعرف جيداً أننا لن نحقق المبتغى إلا بتضافر جهود بعضنا البعض».

أما المنتخب الانجليزي: فإن جزءا كبيرا من فعالية الأسود الثلاثة أمام المرمى في روسيا يرجع الفضل فيه إلى عمل مدرب المهاجمين ألان راسل. وقال مدرب المنتخب الإنجليزي جاريث ساوثجيت في هذا الصدد: «هناك عدد قليل جداً من الأشخاص الذين يعملون بالفعل على هذا المستوى من التفاصيل والجزئيات، حيث ينظر إلى الجوانب الفنية بدقة متناهية ويركز على الجهات التي تأتي منها الأهداف أكثر. في ظل وجود عدد أكبر من اللاعبين الكبار، يحدث هذا بوتيرة أقل لأنك تنتقل بسرعة من مباراة إلى أخرى. لكن ألان يركز بشكل خاص على الجوانب الفنية».