1382291
1382291
العرب والعالم

جدار على الحدود الأمريكية المكسيكية يثير حنق السكان الأصليين

04 يوليو 2018
04 يوليو 2018

سان بنيتو (الولايات المتحدة) - (أ ف ب): لا تشعر ألويزا تاميز بأنها مكسيكية أو أمريكية، بل هي تنتمي إلى قبائل السكان الأصليين أباتشي ليبان، وكان أسلافها قبل قرن من الزمن يملكون مساحات واسعة من الأراضي قبل أن تقسّمها الحرب بين تكساس والمكسيك، وهي تصف الجدار الأمريكي الذي يجتاز أراضيها بأنه اعتداء.

وتمتد أراضي ألويزا في جوار مدينة إل كالابوز الحدودية جنوب شرق تكساس، وهي منطقة صحراوية يخترقها سياج بارتفاع خمسة أمتار.

ولأنه من المستحيل بناء جدار في وسط ريو غراندي، الحدود الطبيعية بين المكسيك والولايات المتحدة، عمدت السلطات الأمريكية إلى بناء الجدار على بعد خمسة كيلومترات إلى الشمال، على ضفاف النهر، لكن عددا من الأراضي التي يمرّ فيها الجدار هي لقبائل من السكان الأصليين ومزارعين.

وهذا ما جرى قبل نحو عشر سنوات مع إلويزا تاميز، وهي ناشطة حقوقية في الثالثة والثمانين من العمر تدرّس في جامعة تكساس.

وتروي لوكالة فرانس برس أن :«ما جرى معي يشعرني بالحزن، كانت الأرض عزيزة على والديّ، ليس فقط لقيمتها المالية، ولكن لما قدّمته لنا أيضا، لأن والدي كان مزارعا»، وتضيف «لقد سرقوا الأرض، أنا حزينة جدا لرؤية ما يجري وأنا سعيدة لأن والديّ لم يعيشا ليشاهدا ذلك».

وأعطت السلطات الأمريكية ألويزا مفتاحا يمكّنها من فتح الباب وغلقه للانتقال من جانب إلى آخر من السياج ضمن أرضها الممتدة على 1.2 هكتار في الصحراء التي ينبت فيها الصبّار والأكاسيا.

وهذه المساحة من الأرض هي كلّ ما تبقّى لها من خمسة هكتارات كانت مملوكة لأجدادها في القرن الثامن عشر، بعد الانفصال عن أسبانيا.

في العام 2009، خسرت ألويزا دعوى في المحاكم الأمريكية واضطرت للموافقة على أخذ 56 ألف دولار كتعويض، دفعته كمنح في دراسة التمريض على اسم والديها.

وعلى غرار ألويزا، أعطت السلطات الأمريكية مالكي أراض آخرين مفاتيح، علما أن أراضيهم تقع كلّها في الجانب الجنوبي من السياج. ومن شأن هذه الحالات أن تزداد إن نجح الرئيس الأمريكي في بناء جدار على طول الحدود مع المكسيك، علما أن ثلث الحدود مسيّج الآن.

وبين أكتوبر 2016 وأكتوبر 2017 أوقفت السلطات الأمريكية على الحدود 310 آلاف و531 شخصا، أكثر من نصفهم في تكساس.

ولذا، تركّز السلطات الأمريكية علمها في مكافحة الهجرة غير القانونية في تكساس، وخصوصا في ريو غراندي حيث تعيش ألويزا تاميز. ومنذ مايو الماضي، فصلت السلطات الأمريكية 2300 طفل عن والديهم الذين عبروا بهم الحدود بصورة غير قانونية، ضمن سياسة ترامب القاضية بعدم التساهل بتاتا مع المهاجرين.

وإذا كان ترامب أمر بالكفّ عن هذا الإجراء الذي أثار انتقادات واسعة، إلا أن ألفي طفل ما زالوا مفصولين عن عائلاتهم المهاجرة.

وتقول ألويزا «أزمة الهجرة الحالية في نتيجة لعجز الكونجرس عن تطبيق القوانين منذ عقود»، وتضيف «فقدان أراضينا لبناء جدار هو بمثابة تضميد للمشكلة وليس حلا لها».