1381487
1381487
الرياضية

إنجلترا تتخلص أخيرا من نحس ركلات الترجيح

04 يوليو 2018
04 يوليو 2018

موسكو( رويترز): بينما ابتعد القائد هاري كين عن احتفال مشجعي إنجلترا بعد فوز فريقه بركلات الترجيح في كأس العالم لكرة القدم على كولومبيا أمس الأول بدا مرتاحا جدا لدرجة أنه كان بإمكانه التجول في متجر بحثا عن زجاجة من الحليب.

ثم اتضح له كل شيء.

أغلق كين عينيه في ارتياح تام ونظر إلى السماء شاكرا انتهاء مسيرة فريقه البائسة من الهزائم في ركلات الترجيح بالبطولات الكبرى.

وحافظ القائد وزملاؤه على تماسكهم عندما تطلب الأمر لمدة 120 دقيقة في مباراة متوترة أقيمت في استاد سبارتاك الذي وكأنه كان في العاصمة الكولومبية بوجوتا مانحا السيطرة للجماهير المتحمسة من الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية.

وحافظ المنتخب الإنجليزي، وبالأخص كين الذي وضعه في المقدمة من نقطة الجزاء في الدقيقة 57، على أعصابه في نقاط التحول الحاسمة في المباراة، وأظهر نضجا غير متوقع من أصغر فريق متبق في البطولة.

وتجنب لاعبو إنجلترا فقدان هدوئهم خلال لحظات من الاستفزاز من جانب لاعبي كولومبيا وأثناء فترات فقد فيها الحكم الأمريكي مارك جايجر سيطرته على المباراة. والأهم أنه نجح في الصمود والقتال عندما تلقى لطمة قوية بهدف التعادل الذي سجله ييري مينا في الوقت المحتسب بدل الضائع.

وبعد ذلك في مواجهة اختبار ركلات الترجيح، الذي فشلت فيه المنتخبات الإنجليزية لمدة طويلة جدا، حافظ الفريق على تماسكه وأزال التاريخ من ذهنه وركز على المهمة التي تنتظره.

وكان عبء التاريخ ثقيلا جدا، فالمنتخب الإنجليزي يملك أسوأ سجل في ركلات الترجيح في عالم كرة القدم، إذ خسر بركلات الترجيح في كأس العالم 1990 و1998 و2006 وفي بطولة أوروبا 1996 و2004 و2012. وكان ينبغي محو كل ذلك من أذهان اللاعبين.

وكُلف كين بمهمة تنفيذ الركلة الأولى لفريق المدرب جاريث ساوثجيت ونجح في الاختبار بكل هدوء.

كما نفذ ماركوس راشفورد بنجاح محاولته وبعد إنقاذ تسديدة جوردان هندرسون، تقدم ثنائي توتنهام هوتسبير كيران تريبيير وإيريك داير ليهزا شباك الحارس ديفيد أوسبينا بينما أخفقت كولومبيا في آخر محاولتين.

وبعد تحقيق الفوز، اختفى الهدوء على الفور.

هدوء واثق

وكاد ساوثجيت، الذي ترك هدوؤه الواثق وسكونه أثره على فريقه، أن ينهار وانثنت ركبتاه في اللحظة التي سدد فيها داير الكرة لتمر من فوق أوسبينا إلى الشباك. ونجح مساعدو ساوثجيت في الإمساك به قبل السقوط وكان يمكن رؤية كل شيء على وجهه.

ويستحق ساوثجيت قدرا كبيرا من الإشادة على كسر هذا النحس. ومنذ مارس تأكد الرجل، الذي أهدر ركلة الترجيح الحاسمة في قبل نهائي بطولة أوروبا 1996 أمام ألمانيا، من أن فريقه مستعد لهذه اللحظة.

وكان ساوثجيت (47 عاما) ذكيا بما يكفي لإدراك أن في الوقت الذي ربما يعتبر فيه النقاد ركلات الترجيح مقامرة، فإنها في الحقيقة الاختبار الأصعب للأعصاب والمهارة.

وأدرك مدرب إنجلترا أن المران وحده سيساعد في ذلك وأن إعداد لاعبيه فنيا ونفسيا لهذه اللحظة هو استثمار للوقت والموارد قد يجني ثماره. وكان الأمر كذلك بالفعل.

ويستطيع المنتخب الإنجليزي الآن التطلع إلى مواجهة في دور الثمانية ضد السويد بعد التخلص من نحس ركلات الترجيح.

وفي الواقع هذا فريق مختلف تماما لإنجلترا. ولم يتخلص فقط من الرهبة والميل إلى الفزع، وهي أمور تسببت في إنهاء مسيرته في بطولات سابقة، بل نجح أيضا في الحصول على شيء آخر كان موجودا دائما عند منافسيه الأكثر نجاحا وهم بالتحديد ألمانيا وإيطاليا وإسبانيا والأرجنتين.

وأظهر المنتخب الإنجليزي دهاء وذكاء وسيطرة على الموقف ليضمن أن ينتبه الحكم لكل دفعة وشد وجذب داخل منطقة الجزاء حتى احتسب أخيرا ركلة جزاء حين سقط كين تحت ضغط من كارلوس سانشيز.

وسمح، وربما ضغط من أجل ذلك في بعض الأحيان، للمنتخب الكولومبي بفقدان أعصابه مع تماسكه وحفاظه على هدوئه على الجانب الآخر.

وقال ساوثجيت «نصبح أكثر ذكاء وربما لعبنا بالقواعد نفسها مثل بقية العالم.

لكننا حافظنا على كرامتنا وروحنا الرياضية. أنا فخور بهذا الانضباط».