1381678
1381678
الرياضية

مفاجآت وأهداف بالجملة ومضيف يواصل احتفاليته

04 يوليو 2018
04 يوليو 2018

موسكو،(أ ف ب) : قد يكون ما خرج به جاري نيفيل أبرز انعكاس لما عاشه عشاق كرة القدم في مونديال روسيا. غرد الدولي الانجليزي السابق قائلا: “هذه البطولة من بين الأفضل التي شاهدتها على الإطلاق، روسيا تنظم المونديال على أعلى مستوى...”. كانت نهائيات النسخة الـ21 التي اختتم دورها ثمن النهائي أمس الأول، على موعد مع كل شيء: من إثارة إلى مفاجآت وأهداف بالجملة (العديد منها في الثواني القاتلة)، وصولا إلى الاحتفالات المتواصلة للبلد المضيف الذي خالف التوقعات ببلوغه ربع النهائي على حساب المنتخب الإسباني الذي كان من أبرز المرشحين للفوز باللقب. ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو والكرات الذهبية العشر التي تشاركاها في الأعوام العشرة الأخيرة أصبحا خارج النهائيات بخسارة الأرجنتين والبرتغال في ثمن النهائي أمام فرنسا (3-4) والأوروجواي (1-2) تواليا. كانت النهائيات على موعد مع مفاجأة مدوية قبل الأدوار الإقصائية حتى، بتنازل المنتخب الألماني عن اللقب الذي أحرزه قبل أربعة أعوام، بخسارته في مباراته الأخيرة في دور المجموعات أمام... كوريا الجنوبية صفر-2. خروج ميسي (31 عاما) ورونالدو (33 عاما) لم يترك فراغا في البطولة، بصعود نجم لاعب لا يتجاوز التاسعة عشرة من عمره بشخص الفرنسي كيليان مبابي الذي كان سببا في خروج الأرجنتين من ثمن النهائي.

تنح جانبا يا ميسي

بحسب مجريات المباراة والنتيجة النهائية التي أودت بميسي خارج كأس العالم، بدا وكأن نجم برشلونة الإسباني يمرر شعلة النجومية لجيل جديد، على غرار غريمه في ريال مدريد قائد البرتغال رونالدو الذي ودع المونديال في اليوم ذاته بالخسارة أمام إدينسون كافاني والأوروجواي (1-2). سرعة مبابي قضت على حلم ميسي بإحراز لقب أول في بطولة كبرى مع المنتخب، وثبتت موقع فرنسا ضمن المرشحين الجديين للقب ثان في تاريخها، بعد أول على أرضها عام 1998 بقيادة زين الدين زيدان. أصبح نجم باريس سان جرمان أول لاعب شاب منذ الأسطورة البرازيلية بيليه عام 1958، يسجل هدفين على الأقل في مباراة إقصائية بالمونديال. لخصت صحيفة «صنداي تايمز» الانجليزية صراع الأجيال على العشب الأخضر: “تنحَ جانبا يا ميسي، لقد ولد نجم عالمي جديد في كأس العالم”. اختير مبابي أفضل لاعب في المباراة التي أصبح خلالها أول لاعب في هذا العمر يسجل هدفين، منذ ثلاثية بيليه في مرمى فرنسا في نصف نهائي مونديال السويد 1958، حين كان لا يزال في السابعة عشرة من العمر. وقال مبابي : «أنا سعيد جدا، هي مدعاة للإطراء أن أكون ثاني لاعب بعد بيليه، لكن علينا أن نضع الأمور في إطارها: بيليه يمثل فئة أخرى». وتلقى مبابي تهنئة من بيليه نفسه عبر “تويتر”، وتمنيات بالتوفيق في المباريات المقبلة “باستثناء ضد البرازيل!”. برز لاعبون آخرون كانوا خارج الحسابات في المونديال الروسي، مثل حارس مرمى روسيا ايغور اكينفيف (32 عاما) ونظيره الكرواتي دانيال سوباشيتش (33 عاما)، بعدما صد الأول ركلتين ترجيحيتين لإسبانيا والثاني ثلاث ركلات ترجيحية للدنمارك، فكانا صاحبي إنجاز التأهل لربع النهائي. نأت البرازيل بنفسها عن المفاجآت وقدمت أداء تصاعديا عزز مكانتها كأبرز المرشحين للفوز باللقب للمرة السادسة في تاريخها، كما حال نجمها نيمار الذي بدأ النهائيات بعرض متواضع أمام سويسرا (1-1)، لكن سرعان ما وضع خلفه الإصابة التي أبعدته 3 أشهر عن الملاعب، وسجل في مرمى كوستاريكا (2-صفر) ثم قاد بلاده إلى ربع النهائي بالتسجيل مجددا في مرمى المكسيك (2-صفر)، دون أن يتخلى عن مبالغته في السقوط أرضا ما جعله محط انتقاد مدربين وسخرية مشجعين عبر وسائل التواصل.

الاستعراض على الموعد

تجلى ذلك بأفضل صوره خلال مباراة بلجيكا واليابان في ثمن النهائي حين تقدمت الأولى بهدفين نظيفين واعتقدت أنها في طريقها إلى ربع النهائي للمرة الأولى في تاريخها. استفاق «الشياطين الحمر» من سباتهم في الدقائق العشرين الأخيرة، وباتوا أول منتخب يحول تخلفه في الأدوار الإقصائية بفارق هدفين إلى فوز خلال الوقت الأصلي منذ 1966. العام المذكور شهد تتويج انجلترا بلقبها الوحيد في كأس العالم، وهي عادت في المونديال الروسي إلى ربع النهائي للمرة الأولى منذ 2006، والأهم أنها تصالحت مع ركلات الترجيح للمرة الأولى في كأس العالم بعد ثلاث محاولات فاشلة، وذلك بالتغلب على كولومبيا. في 56 مباراة أقيمت حتى الآن، سجل 146 هدفا، بمعدل 2.6 هدفين في المباراة، علما أن معدل مونديال البرازيل 2014 بأكمله كان 2.67.

وسيكون الدور ربع النهائي على موعد مع المزيد من الإثارة بعدما وقعت فرنسا على نفس مسار الأوروجواي التي تواجهها غدا في نيجني نوفغورود، والفائز منهما سيكون على موعد في نصف النهائي مع الفائز من المواجهة الأخرى المرتقبة بين البرازيل وبلجيكا. أما في القسم الثاني، فيلتقي المضيف مع كرواتيا، والسويد مع انجلترا بعد غد. ما يجعل النهائيات الـ21 أكثر حيوية هي الاحتفالات الروسية المتواصلة مع بقاء المنتخب في بطولة دخلها وهو الأدنى تصنيفا بين المشاركين الـ32، لكن ذلك لم يمنع رجال المدرب ستانيسلاف تشيرتشيسوف من مفاجأة العالم وبلوغ ثمن النهائي للمرة الأولى منذ انهيار الاتحاد السوفييتي.

تواصل الحلم الروسي بإقصاء إسبانيا ونجومها من ثمن النهائي بركلات الترجيح، وبفضل دهاء تشيرتشيسوف الذي أقفل المنافذ على أبطال 2010، ويأمل المضيف أن يواصل مفاجآته حين يلتقي كرواتيا ونجومها.

والسؤال المطروح: هل سيجد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نفسه مجبرا على الحضور بعد غد إلى مدرجات ملعب فيشت الأولمبي في سوتشي لمؤازرة لاعبيه، بعدما اقتصر حضوره حتى الآن على المباراة الافتتاحية؟