Masood
Masood
أعمدة

سمااوات - هناك حيث تضيء القصيدة وتغفو النجوم

03 يوليو 2018
03 يوليو 2018

مسعود الحمداني -

[email protected] -

(1)

في أي أرض تعيش القصيدة؟!!..

هل تحيا في الجبل حيث تلامس الحب؟!!..أم في الغيم حيث تسقط على هيئة ماء؟!!..أم في الأرض حيث تعشب كزهرة برية؟!!..أم في البحر حيث تعود إلى الشاطئ كحورية لا تشبه أحدا؟!!..أم هي حيّة في كل تلك المخلوقات، تسكنها، لتنفخ فيها من روحها، وتجعل الحياة ممكنة أكثر لأولئك الذين لا يحلمون بغير البياض؟!!

(2)

حين تورق القصيدة يزهر الشاعر..

لعل بين السماء والأرض حكاية تزرعها الكلمات..

لعل في الكهوف الجليدية يحلو لها (البيات) لتقوم بعد حين أكثر صلابة.. وهيبة.

(3)

شاءت القصيدة أن تكون وحيا لا تهبط إلا على الكائنات التي تروق لها، وتجالسها، وتسامرها كنجمتين لا يفصل بينهما سوى خطوات قليلة.. عاشقان يحضنان الكون.. ولا يفترقان..

هكذا هي باسطة ذراعيها وقلبها للأحبة والحياة.

(4)

عبر الأساطير الإغريقية يأتي (هوميروس) متأبطا كتاب ذكرياته، وباعثا شظايا الملحمة التي لا تنتهي..تراود القصيدة فتاها عن نفسه، لقد شغفها حبا، حتى كادت أن تتناثر كحبات قمح في الفضاء..حيث الحمام يحوم في ملكوته..وحيث يتحوّل القمح إلى قصيدة وعطر.

(5)

رحلة الشِعر لا تنتهي، إنه يخرج من الرماد كعنقاء لا تموت، يتحول إلى عيون وآذان وأقلام وأقدام، يشاهد ويسمع ويكتب ويمشي، ليرى العالم بقلب مفتوح، وعقل لا يؤمن بما هو واقع.. واقفا على حافة العالم، ناظرا إلى الأعلى..لعل السماء تمطر شاعرا وقصيدة.