1378983
1378983
العرب والعالم

حزب الرابطة الشعبوي يحتفل وسط شعار «الإيطاليون أولا»

01 يوليو 2018
01 يوليو 2018

بونتيدا - (إيطاليا) - (أ ف ب): للتجمع السنوي الذي يعقده حزب (الرابطة) في بونتيدا في شمال إيطاليا نكهة خاصة هذه السنة لأنصاره، إذ لا يحضره زعيمه ماتيو سالفيني كمعارض بل بصفته وزيرا في الحكومة الشعبوية.

وأعلن سالفيني (45 عاما) للصحفيين لدى وصوله إلى بونتيدا أمس مرتديا قميصا أزرق، «أريد أن أرفع معارك العمل والأمن إلى المستوى الدولي، وبالتالي سأجول على العواصم، ليس الأوروبية فحسب، لإنشاء بديل من أوروبا هذه المبنية على الاستغلال والمال والهجرة الجماعية».

وتابع: «الرابطة هي الحزب الأكثر شعبوية، وهذه العبارة برأيي إطراء، الحزب الأهم في أوروبا. ثمة أحزاب أخرى تنمو، والانتخابات الأوروبية العام المقبل ستكون استفتاء بين النخب وعالم المال، وعالم العمل الفعلي، بين أوروبا بلا حدود وهجرة جماعية وأوروبا تحمي مواطنيها». وينعقد التجمع في بونتيدا وسط شعارات (المنطق في الحكومة) و(الإيطاليون أولا).

ويشارك في هذا الحدث نحو 50 ألف شخص من كافة أنحاء إيطاليا إذ أن الرابطة اللومباردية هي تحالف مدن شمالية ضد الامبراطور فريديريك برباروسا تشكل في 1167 في بونتيدا قرب بيرغامو.

ونجح سالفيني نائب رئيس الوزراء الذي أصبح قبل شهر وزيرا للداخلية، في فرض ملف المهاجرين على جدول الأعمال الأوروبي من خلال إغلاق الموانئ الإيطالية أمام المنظمات غير الحكومية الناشطة في المتوسط.

وهو قرار وراء الأزمة الدبلوماسية مع فرنسا التي اتهمت إيطاليا بـ(عدم المسؤولية) فرد سالفيني إن إيطاليا لا تحتاج إلى دروس من دولة لم تحترم التزاماتها لاستقبال المهاجرين.

لم يغير سالفيني خطابه، وان كانت العلاقات بين الدولتين الجارتين تحسنت في الأيام الأخيرة اثر لقاءات بين رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون.

وأكد الجمعة أن «المنظمات غير الحكومية سترى إيطاليا هذا الصيف فقط على بطاقات بريدية» ونصح ماكرون «بان يفكر جيدا قبل الانتقاد لان إيطاليا فعلت اكثر بكثير من الفرنسيين الذين لا يزالون يبعدون أفرادا في فينتيميليا» على الحدود الفرنسية-الإيطالية.

وهو نهج متشدد زاد شعبيته بحسب استطلاعات رأي اعد معهد (ايبسوس) آخرها منتصف يونيو وأظهر أن غالبية من الإيطاليين (59%) تؤيد خياراته في مجال الهجرة.

وتستفيد الرابطة حليفة الجبهة الوطنية الفرنسية بزعامة مارين لوبن من ذلك فبعد أن وصلت إلى سدة الحكم في الرابع من مارس بعد أن حصلت على 17% من الأصوات في الانتخابات التشريعية (المرتبة الثالثة) حصلت السبت الماضي على 31.2% من الأصوات ما يجعل من هذا الحزب المشكك في أوروبا الأول في إيطاليا.

وتقدم الحزب حتى على حليفه في التحالف الحكومي حركة خمس نجوم (المناهضة للمؤسسات) التي حلت في المرتبة الأولى في الانتخابات مع 30% من الأصوات.

والسبت كتبت صحيفة «ال كورييريه ديلا سيرا» لدى نشرها تحقيقا «حان وقت الرابطة وقوتها تبقى خصوصا رهنا بمتانة استمرارية استراتيجية ماتيو سالفيني الإعلامية بالنسبة إلى الحملة الانتخابية وهي استراتيجية تقوم على خيار دقيق للمواضيع الحساسة (المهاجرون ومسؤولية أوروبا) وأيضا على اللهجة الهجومية حيال قادة سياسيين في مقدمهم ماكرون».

ورغم انه كان الفائز الكبير في الاقتراع التشريعي تقدم سالفيني على لويجي دي مايو زعيم حركة خمس نجوم الذي اصبح أيضا نائبا لرئيس الوزراء (ووزير العمل)، إذ أن العناوين الاجتماعية التي طرحتها الحركة كانت حتى الآن في المرتبة الثانية.

وسالفيني الذي تولى زعامة الرابطة في 2013، قاد حزبا انفصاليا على شفير الهاوية (حصل على 4% من الأصوات) وحوله إلى حزب قومي ذي شعبية حصد أصوات الناخبين في الشمال معقله التاريخي، وأيضا في جنوب إيطاليا.