صحافة

الوفاق: الحرب الخفية

01 يوليو 2018
01 يوليو 2018

هل تكسر الصين هيمنة واشنطن على التجارة الدولية.. تحت هذا العنوان كتبت صحيفة «الوفاق» تحليلا جاء فيه:

رغم سخونة المشهد السياسي على الصعيدين الإقليمي والدولي، وتصدُّره لعناوين الصحف والأخبار كما الإعلام عموما، يبدو أن الجانب الاقتصادي للصراع العالمي بين الدول والأقطاب بات يأخذ منحا تصاعديا في ظل وضع افتصادي عالمي يكاد يوصف بالأزمة.

وقالت الصحيفة: في حين لا يَخفى على أحد أن المصالح الاقتصادية كانت وما زالت السبب الرئيسي للكثير من الصراعات في العالم.

الأمر الذي يكشف حقيقة ما يجري اليوم بين الصين وروسيا من جهة، وواشنطن وحلفائها من جهة أخرى، مع ملاحظة أن العلاقة بين الصين وروسيا هي علاقة ندِّية أيضا ولا تلتقي إلّا في المواجهة لأمريكا، بحسب الصحيفة.

وأشارت الصحيفة إلى التوجه المشترك بين الصين والهند لفرض توازن جديد في منظمة أوبك بهدف التأثير في إدارة أسعار النفط خصوصا أن البلدان يستهلكان 17% من النفط العالمي ما يجعلهما أطرافا مؤثرة في السوق العالمي، وهو ما يُعتبر حربا تجارية مع أمريكا بالتحديد، والتي باتت تمتلك طفرة في إنتاج النفط وتحديدا النفط الصخري، ما يجعلها قادرة أيضا على التأثير على أوبك.

ما يعني أن الصين قرّرت خوض حرب لن تكون خفية ولكنها مقدمة لصراع دولي تجاري واقتصادي.

وأعربت الصحيفة عن اعتقادها بأن الصين تتعاطى من منطلق أنها من بين الدول القوية اقتصاديا في العالم إن لم تكن الأقوى.

وهي بالتالي تعتبر أن الحرب التجارية التي تخوضها مع واشنطن، ستؤثر حتما على مصالح الكثير من الدول.

ما يُمكن اعتباره نقطة قوة للصين، خصوصا حين حذّر مراقبون أمريكيون من أن الحرب التجارية التي تخوضها إدارة الرئيس «دونالد ترامب» مع الصين لن تكون في صالح واشنطن أيضا.

وتابعت الصحيفة مقالها بالقول: تعيش الدول اليوم أزمات اقتصادية لا تقل أهميتها عن الأزمات الأخرى إن لم تكن أهم.

فالاقتصاد كان سبب الكثير من الحروب ولا يزال، وهو أيضا منطلق التحالفات السياسية بين الأطراف في الصراعات.

إذن هي لعبة المصالح، التي دفعت على سبيل المثال أمريكا اليوم إلى وضع مُخطط يفصل أوروبا عن الشرق لتسهيل احتكارها كسوق للنفط الصخري الأمريكي.

وهو ما يلتقي مع سياسة فرض العقوبات على إيران والتي تُشكل السوق الأوروبية ما يُقارب 22% من صادراتها، ما يوضح خفايا السياسة الدولية وأسباب الصراعات الحقيقية.

يُضاف إلى ذلك أن إيران استطاعت أن تبقى بعيدة عن الحاجة لواشنطن، وبالتالي فلا يمكن احتواؤها، بحسب الصحيفة.