1375633
1375633
العرب والعالم

هادي يلتقي المبعوث الأممي ويشدّد على الانسحاب الكامل من الحديدة

27 يونيو 2018
27 يونيو 2018

مؤتمر باريس يبحث الحلول الملائمة للأزمة الإنسانية -

صنعاء- «عمان»- جمال مجاهد:-

التقى الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أمس بالعاصمة المؤقتة عدن، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة مارتن غريفيث والوفد المرافق له بحضور رئيس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر.

ورحّب الرئيس اليمني بالجهود الكبيرة التي يبذلها المبعوث الخاص للأمم المتحدة لتنفيذ بنود مبادرة الحديدة والمقدّمة في 31 مايو الماضي، في ضوء التعديلات التي أجريت عليها ضمن رؤية الحكومة اليمنية بأن المبادرة هي حزمة متكاملة تقوم في الأساس على مبدأ الانسحاب الكامل لـ«أنصار الله» من ميناء ومدينة الحديدة ودخول قوات من وزارة الداخلية إلى المنطقة لضمان الأمن فيها واستمرار الأعمال الإغاثية والتجارية الجارية في ميناء الحديدة وحماية المنشآت المدنية والسكان المدنيين وكمدخل لتطبيق القرار 2216 بالانسحاب وتسليم السلاح.

وقال وزير الخارجية خالد حسين اليماني في تصريح صحفي نقلته وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» أمس «لا يمكن تصوّر إدارة الميناء وتوفير الأمن فيه بمعزل عن مدينة الحديدة، بل لا يمكن تحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الساحل الغربي وحماية الملاحة الدولية دون مغادرة كافة الميليشيات للمحافظة كاملة بما في ذلك خروجها من مينائي الصليف ورأس عيسى ومؤسّسات الدولة».

ويعرض «أنصار الله» القبول بوضع ميناء الحديدة فقط تحت إشراف الأمم المتحدة مقابل دفع مرتّبات موظّفي الدولة المتوقّفة منذ أكثر من عام ونصف.

وأفادت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» بأنه جرى خلال اللقاء «تناول جملة من القضايا والموضوعات المتصلة بالشأن اليمني وتطورات الأوضاع على مختلف الصعد».

وقال الرئيس اليمني: «سنظل دوما دعاة سلام ووئام باعتباره خيارنا الدائم وانطلاقا من مسؤولياتنا الوطنية والإنسانية تجاه وطننا وشعبنا، ومن أجل ذلك قدّمنا ولازلنا التنازلات تباعا لمصلحة الأمن والسلام والاستقرار المنشود المرتكز على قرارات الشرعية الدولية وفي مقدّمتها القرار 2216 والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني». وأضاف «نقول مجدّداً على الميليشيات أن تنصاع لقرارات الشرعية الدولية وتفك الحصار عن تعز وكل المدن».

وقال: «معركة الحديدة هي جزء من معركتنا الوطنية مع الانقلابيين في صعدة وصنعاء وتعز وغيرها حتى تحقيق تطلّعات شعبنا في السلام وتطبيق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة وتسليم السلاح والجنوح للسلام باعتبار لا خيار غيره لمصلحة الشعب اليمني».

وأكد الرئيس اليمني أن «الرغبة في السلام ووقف الحرب ليست مجرّد فكرة للنقاش بل هدفاً وغاية أكيدة بالتعاون مع الأشقّاء في دول التحالف العربي ووفقا والمرجعيات الثلاث وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة».

وقال: إن «أنصار الله اليوم يحفرون الخنادق في الحديدة ويقطعون الخدمات عن المواطنين بهدف المتاجرة والمزايدة بمعاناتهم التي يعبثون بها وتسويقها لمصلحة مشروعهم الإقصائي الظلامي».

في غضون ذلك، أعلن الجيش الوطني «الموالي للشرعية» أمس أن قواته أحرزت تقدّما كبيرا في جبهة مقبنة «غرب محافظة تعز»، بعد معارك عنيفة ضد مسلّحي جماعة «أنصار الله».

وقال مصدر عسكري: إن قوات الجيش الوطني حرّرت مواقع ذات أهمية كبيرة في جبهة مقبنة بعد معارك عنيفة خاضها أفراد الجيش، تمكّنوا خلالها من السيطرة على نقطة وادي الجسر الرابطة بين مديريتي جبل حبشي ومديرية مقبنة.

وأضاف: إن قوات الجيش شنّت هجوما واسعا من اتجاهات متعدّدة، وتمكّنت من تحرير تبّة البوتير وجبل الفضال المطل على قرى الأخلود التابعة لمديرية مقبنة.

وأشار المصدر إلى أن المعارك على أشدّها وتجري بوتيرة عالية وسط انهيار كبير في صفوف المسلّحين وتكبّدهم خسائر مادية وبشرية كبيرة.

كما أكد قائد جبهة القبّيطة العميد حسن سالم أحمد في تصريح للمركز الإعلامي للقوات المسلّحة أن قوات الجيش «حقّقت انتصارات ساحقة ضد أنصار الله في مناطق مختلفة من مديرية القبّيطة في إطار العملية العسكرية التي انطلقت الجمعة الماضية».

إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع اليمنية «الموالية للشرعية» أمس مقتل رئيس عمليات اللواء 153 مشاة العقيد أحمد بن عبد الله العقيلي، متأثّرا بجراحه أثناء إصابته وهو برفقة قائد اللواء العميد أحمد صالح العقيلي في المعارك الدائرة بمنطقة فضحة في محافظة البيضاء «وسط اليمن».

من ناحية أخرى، أعربت السفارة اليمنية لدى الولايات المتحدة الأمريكية عن أسفها لاستمرار العمل بقرار الحظر على المواطنين اليمنيين وما ترتّب عليه من معاناة للمواطنين العالقين خارج بلادهم والراغبين بالالتحاق بأقربائهم في الولايات المتحدة، إضافة إلى كونه «يغذّي ما يتم الترويج له من أفكار معادية للغرب ولتعاليم ديننا السمحة من قبل المنظّمات الإرهابية ويصب في مصلحة التطرّف ومفاهيمه الضالة».

من جهة أخرى، استضافت مدينة باريس أمس اجتماع الخبراء المعنيين بالوضع الإنساني في اليمن.

وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان إن هذا الاجتماع «يرمي إلى معاينة الوضع الإنساني في اليمن والبحث عن الحلول الملائمة. ويترافق الاجتماع مع تطور الأحداث الميدانية ولا سيّما في الحديدة، ممّا يستدعي ردّا دوليا وعملياتيا على حالة الطوارئ».

وتصنّف الأمم المتحدة الأزمة اليمنية من بين أفدح الأزمات في العالم، إذ يعاني 8.4 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي، ويخشى سقوط مئات الأشخاص منهم في براثن المجاعة.

وقالت الخارجية الفرنسية: «شارك في هذا الاجتماع ممثّلون عن الدول والوكالات الدولية الأكثر حضورا على الساحة اليمنية، ويتعيّن عليها أن تعمل معا على إيجاد الحلول الملائمة للأزمة الإنسانية».

ويتمثّل الهدف الأساسي في تحديد سبل إزالة العوائق التي تحول دون التمكّن من توصيل المساعدات وتوزيعها في المرافئ والمطارات وفي الداخل اليمني.

وأكد البيان أن المشاركين أولوا أهمية خاصة للمعابر المؤدية إلى مرفأ الحديدة الذي تنقل عبره أكثر من 80% من المساعدات الإنسانية الدولية إلى اليمن والحصّة الأكبر من البضائع التجارية.