صحافة

الاستقلال: هل تشكل «غزة أولا» الممر الإجباري لـ«صفقة القرن»؟!

27 يونيو 2018
27 يونيو 2018

في زاوية أقلام وآراء كتب سمير أحمد مقالا بعنوان: هل تشكل “غزة أولا” الممر الإجباري لـ”صفقة القرن”؟!، جاء فيه:

اختتم الوفد الرئاسي الأمريكي، المسؤول عن العملية السياسية في الشرق الأوسط التي تضم صهر دونالد ترامب ومستشاره وجيسون غرينبلات مبعوثه لعملية “التسوية”، جولته التي بدأت في العاصمة الأردنية ومرت بالرياض والقاهرة واختتمت في تل أبيب، بلقاء مع رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو امتد على مدى أربع ساعات. وبرزت خلال هذه الجولة التي بدأت في 19 يونيو واختتمت في 22 منه، أن قطاع غزة كان الحاضر الأبرز على طاولات المفاوضات، نتيجة لموقعه وموقفه وحراكه المؤثر على مسار “صفقة القرن”، بما تمثله من مخطط مكشوف لتصفية القضية الفلسطينية. وتحت العنوان “الإنساني”: الاحتوائي - الإغرائي، دعا الموفدان الأمريكيان لإنجاز مشاريع القطاع “الإنسانية” المرجح إقامتها في سيناء المصرية، بدلا من القطاع، على أمل تخفيف حدة التوتر وإيجاد أجواء إيجابية قبل عرض الصفقة الأمريكية!..

وكعادته بعد كل لقاء، قال مكتب نتانياهو في تصريح مكتوب إن “الطرفين بحثا دفع عملية السلام قدما والتطورات الإقليمية والأوضاع الأمنية والإنسانية في قطاع غزة”.

وحسب الموقع الإلكتروني لصحيفة «يديعوت أحرونوت» فإن الاجتماع، الذي عُقد في مكتب نتانياهو في القدس المحتلة، ناقش قضايا سياسية مهمة لمدة أربع ساعات. وكتب السفير الأمريكي في كيان العدو، ديفيد فريدمان، الذي شارك في الاجتماع في «تويتر»: «لقاء عظيم بعد ظهر هذا اليوم في مكتب رئيس الوزراء نتانياهو».

وفي ظل هذا التعتيم الإعلامي، تبقى صحافة العدو ومواقعها الإلكترونية هي مصدر تسريب المعلومات، والأسرار. وبهذا الخصوص، كشفت صحيفة «هآرتس» أن خطة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، المرتقبة لتسوية القضية الفلسطينية، تتضمن عرض قرية أبو ديس عاصمة للدولة الفلسطينية المفترضة بدلاً من مدينة القدس (وهو ما سبق أن سُرِّب في أكثر من صحيفة)، في مقابل انسحاب إسرائيلي من 3 إلى 5 قرى من بلدات عربية واقعة شماليّ المدينة المقدسة وشرقيّها، على أن تبقى البلدة القديمة تحت السيطرة الإسرائيلية.

ولفتت «هآرتس» إلى أن إعلان «صفقة القرن» بات وشيكا، وأنها لا تتضمن إخلاء البؤر الاستيطانية في الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك المستوطنات «المعزولة»، وعلى أن تبقى منطقة الأغوار تحت السيطرة الكاملة للاحتلال الإسرائيلي. استناداً إلى ذلك، رأت الصحيفة أن الدولة الفلسطينية، وفق «صفقة القرن»، ستكون «دولة ناقصة»، ومن دون جيش أو أسلحة ثقيلة، مقابل «حزمة من الحوافز المادية الضخمة».

عودة لشعار: غزة أولا

ونتيجة موقع غزة ودورها الفاعل والمؤثر في مواجهة مخطط «صفقة القرن» التصفوية، بفعل تعاظم قدرات فصائل المقاومة، أدرك صناع القرار في البيت الأبيض بأن إخضاع الشعب الفلسطيني والتمهيد لتصفية قضيته يمر بشكل حتمي في قطاع غزة، إما احتواءً أو ضغطاً أو إغراءً… ولهذه الغاية، كان من الطبيعي أن يكون قطاع غزة على طاولة اللقاء الذي جمع الوفد الأمريكي مع مسؤولي الدول التي زارها. وسبق للبيت الأبيض أن عقد مؤتمرا دوليا خص به قطاع غزة تحت العناوين “الإنسانية”.

إن قطاع غزة، بناسه ومقاومته، المستهدف اليوم بالتصعيد العسكري الإسرائيلي، من جهة، وبإغراءات الإدارة الأمريكية “الإنسانية”، من جهة أخرى، ستبقى له الكلمة الفصل فيما ستؤول إليه صفقة ترامب…

وقوى المقاومة التي أجبرت رئيس وزراء العدو الأسبق أرئيل شارون على الفرار من غزة، في العام 2005، والتي واجهت الحصار على مدى 12 عاما، وتصدت للحروب الإسرائيلية العدوانية، مدعوة اليوم للاستعداد التام لمواجهة التحديات والاحتمالات الآتية التي تتراوح بين الجزرة الأمريكية والعصا الإسرائيلية… بين الإغراءات الإنسانية وبين التهديد بالعدوان والمزيد من الحصار!.