المنوعات

موسيقى إغريقية ممزوجة بألحان تركية تطرب جمهور مهرجان عالمي بالمغرب

27 يونيو 2018
27 يونيو 2018

فاس (المغرب) «الأناضول»: أتحفت فرقة «أون شوردي» (تضم جنسيات مختلفة)، جمهور مهرجان الموسيقى العالمية العريقة (الروحية)، في دورته الـ24، بمدينة فاس، بمقاطع موسيقية من التراث الإغريقي ممزوجة بألحان تركية، مساء الثلاثاء. وتقدم فرقة «أون شوردي» الموسيقى الإغريقية كمهد حقيقي لشرق وغرب المتوسط، تم إثرائها بشكل مركب بتقاليد أخرى من حوض الأبيض المتوسط، بينها تركيا.

ولقيت عروض الفرقة تفاعلا لافتا من الجمهور الذي توافد بكثافة على دار عديل (قصر تاريخي بفاس أصبح حاليا معهدا للموسيقى العتيقة الموروثة من أندلس العصور الوسطي) بالمدينة المغربية.

وتقدم الفرقة كذلك مسارا متنقلا رائدا في الأوساط الموسيقية الراقية في أوروبا والشرق الأوسط، ومنذ عدة سنوات انضم موسيقيون مهمون من العالم العربي وتركيا وإيران إلى عمل الفرقة.

وحددت الإسهامات المتبادلة لعناصر الفرقة الإشعاع المدهش للموسيقى الإغريقية الكلاسيكية التي انبثقت منها الموسيقى الكنائسية البيزنطية وموسيقى عريقة وعالمة أو شعبية.

وبحديقة جنان السبيل (تاريخية تعود للقرن 18 تقام فيها بعض سهرات المهرجان) بفاس، قدمت أيضا فرقة أخرى تتشكل من ثلاثة مغنين من دول إفريقية مقاطع موسيقية راسخة من تقاليد البلدان الثلاث التي ينتمي إليها المغنون.

وباستعمال آلات وثرية منقورة برعت الفرقة التي تتشكل من المالي «بلاكي سيسوكو» عازف آلة كورا (قيثارة) والمغربي «إدريس الملومي» عازف آلة العود والمدغشقري «راجري» عازف آلة فاليحا (شبيهة بالقيثارة)، في جذب أنظار الجمهور الغفير.

وفي إطار ذات الفعاليات، وداخل دار عديل أيضًا، قدم العازف المغربي على قصبة الناي رشيد زروال مختارات تلامس دواخل الروح. وتمكن «زروال» صاحب أسطوانة «نفس الروح» من الارتحال بالجمهور في سفر موسيقي كلاسيكي ينهل من أصول أمازيغية ورومانية وإفريقية وعربية وأندلسية.

و«زروال» حاصل على وسامين من طرف اليونسكو سنة 2012 وافتتحت الدورة الـ24 لمهرجان الموسيقى العالمي العريقة (الروحية)، الجمعة، وتستمر فعالياتها حتى 30 يونيو الجاري، برعاية الملك محمد السادس، تحت شعار «معارف الأسلاف»، وهي من تنظيم مؤسسة روح فاس (غير حكومية).

وأقيم المهرجان أول مرة سنة 1994، وفي عام 2001 اعتبرته الأمم المتحدة من أهم الأحداث المساهمة في حوار الثقافات. ويشارك في المهرجان أكثر من 40 فرقة موسيقية من 20 دولة عربية وأوروبية وإفريقية وآسيوية ومن الأمريكيتين، إلى جانب المغرب.

وتحتفي دورة هذا العام بـ«معارف الأسلاف»، من أجل الوقوف عند ثقافات وممارسات وخبرات وفنون وحرف تشكل السلوك اليومي ونمط الحياة والعلاقات التي تنتقل من جيل إلى جيل، وفق المنظمين.