1375489
1375489
المنوعات

سحب الحاجز المرجاني في بيليز من قائمة التراث المعرض للخطر

27 يونيو 2018
27 يونيو 2018

سان بيدرو (بيليز)، «أ.ف.ب»: - سحب الحاجز المرجاني في بيليز، وهو ثاني أكبر حاجز من هذا النوع في العالم بعد نظيره الأسترالي، من قائمة اليونسكو للتراث المعرض للخطر. وقد صدر قرار السحب خلال اجتماعات الدورة الثانية والأربعين للجنة التراث العالمي في اليونسكو في العاصمة البحرينية المنامة والتي تستمرّ حتى الرابع من يوليو.

وكان هذا الحاجز المرجاني مدرجا في هذه القائمة منذ عقد من الزمن تقريبا إثر الاستغلال النفطي الذي كان يهدده.

ويضمّ الحاجز المسجل على قائمة التراث العالمي منذ 1996 تنوعا حيويا كبيرا وتنتشر فيه أنواع كثيرة من الأسماك الاستوائية والسلاحف وسمك القرش.

ولم تكن بيليز تتمتع بقوانين صارمة في مجال حماية البيئة، ما دفع اليونسكو إلى الإعلان أن هذا الحاجز معرض للخطر في عام 2009. وشمل تحذير منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة أيضا غابات المانغروف المعرضة للخطر إثر التوسع الحضري العشوائي على امتداد الساحل.

واعتمد برلمان بيليز في عام 2017 تجميدا لاستخراج النفط من المناطق الساحلية لحماية الحاجز المرجاني.

وكان المدافعون عن البيئة أول من طالب بهذا التجميد، منظمين استفتاء غير رسمي سنة 2012 بيّن أن 96 % من السكان يعارضون أنشطة التنقيب عن النفط.

وقال معاون رئيس الوزراء باتريك فابر «من الطبيعي أن يكون البعض قد أراد استغلال هذا النوع من الموارد بما يعود علينا بالنفع». وصرح «غير أننا سعداء جدا بأن البلد، حكومة وشعبا، قرر عدم المخاطرة على هذا النحو».

- المعركة متواصلة - هذا الحاجز المرجاني الذي يمتد على 380 كيلومترا بن المكسيك وغواتيمالا وهندوراس والمتمركز خصوصا قبالة سواحل بيليز، لا يبعد عن الشاطئ في بعض المواقع سوى بضع مئات من الأمتار.

بات معلما سياحيا بارزا يستقطب خصوصا من هواة الغوص. كما انه مصدر رزق رئيسي للصيادين. وقالت الطاهية جيني ستاينز صاحبة مطعم سان بيدرو الذي يقدم أطباقا تقليدية مستمدة من حضارة المايا ومأكولات محلية « نحن نسترزق من الحاجز»، لافتة «كان نشاطنا يقتصر على الصيد قبل سنوات ... لكننا بتنا الآن نكسب رزقنا من السياحة».

وبحسب التقديرات المحلية، يكسب 20 % من سكان بيليز البالغ عددهم الإجمالي 367 ألفا، رزقهم من الحاجز المرجاني، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، ما يدر حوالي 37 مليون دولار في السنة الواحدة. وأكدت ستاينز أن الحاجز هو «أهم معلم بالنسبة للسياح».

ترى كارن وايت كانول التي تملك متجرا لمعدات الغطس أن توعية السياح على أهمية هذا الحاجز تمرّ بالسكان المحليين. وهي قالت إن «السياح هم بمثابة أطفال القطاع. ونحن نهتم بهم ونقوم مقام المعلمين»، مشددة «نحن على دراية بالنظام البيئي والموقع ويمكننا أن ننقل لهم هذه المعارف». غير أن الكفاح لحماية هذا الحاجز المرجاني لم ينته بعد، إذ تتعهد الموقع عوامل أخرى من قبيل النفايات ومخلفات رحلات الاستجمام والإقبال المتزايد على الموقع.

وصرحت ناديا بود مديرة الفرع المحلي من الصندوق العالمي للطبيعة «لا بد من محاسبة الحكومة لضمان ألا تقوم بأي خطوة تتعارض مع الإجراءات المتخذة لسحب الموقع من القائمة».