أفكار وآراء

تعزيز الخدمات اللوجستية

27 يونيو 2018
27 يونيو 2018

بخيت بن مسن الكثيري -

[email protected] -

مبادرات جديدة أعلنت عنها وزارة النقل والاتصالات في الأيام الماضية أمام القطاع الخاص لتعزيز خدمات النقل البري واللوجستي في السلطنة من خلال دعوة شركات القطاع الدخول في مزايدات بناء وتطوير محطات متخصصة لوسائل النقل الثقيلة في مواقع استراتيجية على طول الطرق الرئيسية في البلاد وفق اتفاقية نموذج البناء والتشغيل.

ويعد هذا الاستثمار فرصة واعدة أمام القطاع الخاص والاستفادة من النمو المتوقع في نشاط اللوجستيات خاصة أن نشاط النقل البري يعد من المكونات الرئيسية لهذا القطاع ويؤدي دورا محوريا في العجلة التجارية مع الخدمات اللوجستية الأخرى التي تتطلب تنفيذ مبادرات تواكب الخطط الطموحة لهذا القطاع والذي نتوقع أن يفتح المجال الاستثماري أمام قطاع الأعمال لاستثمارها في المشاريع والخدمات المرتبطة بالطرق في مسار يحقق مزيدا من النمو ويدعم الجهود المرتبطة بالاستراتيجية الوطنية للخدمات اللوجستية لتقوم بالدور المنوط منها وتبادر بمزيد من الخدمات لبناء مراكز لوجستية على الطرق الرئيسية وتحقيق القيمة المضافة من هذا النشاط في المحافظات وحركتها التجارية وتساهم لمواكبة النشاط العمراني والاستثماري في البلاد.

والذي سوف يكون لها انعكاس جيد لحركة وسائل النقل الثقيلة التي يتخطى عددها 64 ألف شاحنة وفق البيانات الرسمية بالإضافة لحركة النقل الدولي التي تدخل البلاد يوميا في الاستفادة من الخدمات المقدمة لها والسلامة المرورية والأوزان المحدد لها ويساهم بزيادة إنتاجية النشاط في الحركة التجارية.

ومن المتوقع أن تساهم هذه المحطات في بناء مراكز لوجستية في المحافظات وتحفز إضافة توسعات مستقبلية سوف يكون لها الأثر الواضح في النمو واستثمار الإمكانيات والموارد في المحافظات وربطها مع المناطق الاقتصادية والصناعية والحرة الحاضنة للمشاريع الاستراتيجية كما هو الآن في ميناء صحار والدقم وصلالة التي نعول عليها تسريع خطوات البرامج الطموحة المخطط لها لمواكبة نمو وسائل النقل المختلفة ونشاط الحركة التجارية على الطرق الرئيسية وتساهم بتشجيع القطاع الخاص في المشاريع ذات الجدوى الاقتصادية وتعزيز استثماراتها لبناء الشراكة بين القطاعين العام والخاص وتحقق المكاسب الاقتصادية للوطن والمواطن.

وهذه دعوة للقطاع الخاص لاستثمار الفرص المتاحة في قطاع الخدمات اللوجستية الذي يشهد مبادرات استثمارية حقيقية وهناك نماذج ناجحة لدعم المنظومة اللوجستية في السلطنة مثل محطة مسقط للحاويات التي تعتبر أول ميناء بري معتمد بالرميس الذي يقوم بدور حيوي في تسهيل وتبسيط وسرعة استلام وتسليم الحاويات والبضائع المجزأة التي ترد من ميناء صحار وتختصر المسافة والوقت والجهد في تسليم الحاويات والبضائع لزبائنها.

وهذه الخطوة جيدة تحقق مكاسب ونقلة نوعية في الجانب الاقتصادي والاجتماعي في مساراتها التجارية لدعم مقومات النجاح في بيئة تنافسية متناغمة مع الاقتصاد الخارجي الذي سوف يكون له انعكاس إيجابي على إنعاش الحركة الاستثمارية وخاصة المحافظات الحاضنة لهذه المشروعات الكبرى سوى في قطاع النقل البحري أو البري وسكة الحديد والمطارات وشبكات الكهرباء وتحلية المياه والصرف الصحي ..إلخ المتأمل أن تحقق الأهداف المخطط لها.

فنتأمل مزيدا من النجاح لهذه المبادرات خاصة أن السلطنة تبذل جهودا واضحة في قطاع اللوجستيات والأنشطة المرتبطة بها أمام الاستثمارات المحلية والخارجية في ظل الموارد الطبيعية والإمكانيات التي يمتلكها الاقتصاد الوطني.