الرياضية

آمال كولومبية وسنغالية وحلم ياباني

27 يونيو 2018
27 يونيو 2018

يبدو المنتخب السنغالي مطالبا أكثر من أي وقت مضى بوضع حد للأخطاء الدفاعية وتزويد مهاجمه ساديو مانيه بالكرات، في حال أراد تخطي كولومبيا اليوم في ختام الدور الأول للمجموعة الثامنة، وبلوغ الدور ثمن النهائي لكأس العالم في كرة القدم في روسيا.

وطالب المدرب آليو سيسيه من لاعبيه رفع وتيرة أدائهم، لاسيما بعد المباراة في الجولة الثانية ضد اليابان الأحد الماضي، والتي انتهت بالتعادل 2-2.

ولخص سيسيه الذي قاد السنغال لاعبا إلى الدور ربع نهائي في مشاركتها الوحيدة في النهائيات عام 2002 الوضع قائلا “بصراحة، لم نكن جيدين”.

أدرك المهاجم الاحتياطي الياباني المخضرم كيسوكي هوندا التعادل لمنتخب بلاده قبل 12 دقيقة من النهاية، مستفيدا من إخفاق الحارس السنغالي كاديم نداي في السيطرة على كرة عرضية. كان الفوز الضائع كفيلا بوضع السنغال في الدور ثمن النهائي، إلا أن تأهلها الآن بات مرتبطا بنتيجة مباراتها مع كولومبيا التي أحيت آمالها بالتأهل بعد فوزها 3-صفر على بولندا ونجمها روبرت ليفاندوفسكي وإخراجهما من المنافسة.

وتتساوى اليابان والسنغال نقاطا في ترتيب المجموعة (4)، مقابل 3 لكولومبيا، ما يعني أن التعادل يكفي السنغال للعبور إلى الدور ثمن النهائي في مشاركتها الثانية فقط في تاريخها (بلغت ربع النهائي في 2002).

وعلى رغم تسجيل مانيه هدف التقدم في المباراة مع اليابان، فإن المنتخب السنغالي لم يكن مقنعا. ولم يتفاءل سيسيه بأداء مهاجمه الذي سجل 10 أهداف لناديه ليفربول الانجليزي في دوري أبطال أوروبا في الموسم المنصرم، ويسعى إلى إيجاد طريقة لإعادة تفعيله. وقال “لاعب مثل مانيه يعوّل عليه كثيرا، وهو أحد اللاعبين الذين سلطت الأضواء عليهم”.

- كولومبيا الأنيقة - خلافا للسنغال، تبدو كولومبيا في وضع أفضل عشية لقاء المنتخبين في سامارا.

باتت كولومبيا أول منتخب أمريكي جنوبي يخسر أمام منتخب آسيوي في نهائيات كأس العالم، بسقوطها أمام اليابان 1-2 في الجولة الأولى. لكن الهزيمة أتت مع أسباب مخففة: خاضت غالبية المباراة بعشرة لاعبين بعد طرد كارلوس سانشيز في الدقيقة الثالثة اثر قطعه الكرة بيده لمنع تسجيل هدف محقق، وتسببه بركلة جزاء تقدمت من خلالها اليابان.

كذلك لم يتمكن المدرب الأرجنتيني للمنتخب خوسيه بيكرمان من الاعتماد على خاميس رودريغيز سوى كبديل بسبب عدم تعافيه الكامل من الإصابة.

لكن كولومبيا ظهرت بشكل مختلف أمام بولندا، وفازت 3-صفر في مباراة برز فيها خاميس بعد مشاركته كأساسي، وصنع تمريرتين حاسمتين، كما سجل فيها نجم الهجوم راداميل فالكاو أول أهدافه في مشاركته الأولى في المونديال، وكان الهدفان الآخران من ييري مينا وخوان كوادرودو.

وألمح بيكيرمان إلى احتمال إجراء تبديلات في تشكيلته لمباراة الخميس، معتبرا أن خياره يعتمد على “الإطار الذي نجد أنفسنا فيه” قبل المباراة.

- نيشينو والحلم الياباني - في فولغوغراد، سيكون مدرب اليابان أكيرا نيشينو تصالحا مع نفسه، في حال انتزع منتخب بلاده نقطة التعادل أمام المنتخب البولندي.

قبل شهرين فقط، لم يكن المدرب نيشينو ربانا للساموراي الأزرق، كذلك لم يكن المهاجم هوندا في الحسابات اليابانية للنهائيات الروسية.

أما الآن وبفضل هدف التعادل الذي سجله هوندا أمام السنغال، باتت اليابان على مشارف التأهل، وتكفيها نقطة التعادل أمام بولندا في فولغوغراد. حتى الخسارة قد تحملها إلى ثمن النهائي في حال فوز السنغال على كولومبيا.

مصير اليابان بين يديها خلافا لما كان الأمر عليه في التصفيات الآسيوية.

قبل شهرين من النهائيات، أقدم الاتحاد الياباني على مخاطرة كبرى بالاستغناء عن المدرب البوسني وحيد خليلودزيتش وتعيين نيشينو بديلا.

لم يكن هوندا، المهاجم السابق لميلان الإيطالي وسسكا موسكو الروسي ليشارك في نهائيات المونديال، لو استمر المدرب البوسني الفرنسي في منصبه. إلا أن صاحب الشعر الأشعث

إلا أن صاحب الشعر المصبوغ باللون الأشقر والتسريحات المميزة، استعاد الروح في إشراف نيشينو. بات لاعب فريق باتشوكا المكسيكي، أول ياباني يسجل في ثلاث نهائيات لكأس العالم، بعدما نجح في ذلك اثر دخوله احتياطيا في المباراة الأخيرة في يكاتيرينبورغ وتحقيقه التعادل أمام السنغال.

وكان الأمر مختلفا للغاية في ‏أغسطس الماضي، عندما شهد هوندا من مقعد اللاعبين الاحتياطيين تأهل اليابان للنهايات بفوزها على استراليا.

أمام بولندا، تحتاج اليابان الى الفوز للتأهل بصرف النظر عن مباراة السنغال وكولومبيا، وستكون قادرة على العبور الى ثمن النهائي حتى في حال خسارتها، بشرط فوز السنغال على كولومبيا.

على الضفة البولندية، حث ليفاندوفسكي رفاقه على تقديم أداء جيد في مباراتهم الأخيرة أمام اليابان، لحفظ كبريائهم بعد مسيرة فاشلة في النهائيات وخروج مبكر.

وحضر المنتخب البولندي إلى روسيا آملا في التأهل للأدوار الإقصائية للمرة الأولى منذ نهائيات 1986 بالمكسيك، إلا أنه خرج بعد السقوط أمام كولومبيا الذي تلا خسارة أولى أمام السنغال 1-2.

وقال مهاجم بايرن ميونيخ الألماني خلال مؤتمر صحفي أمس الأول في سوتشي “لدينا مباراة لحفظ ماء الوجه، ونريد أن نثبت أننا نفس الفريق الذي تألق في التصفيات”. قبل سفره الى اليابان، أدلى هوندا بتصريحات لا تقل جرأة عن تسريحاته: وعد اليابانيين بالعودة إلى البلاد مع الكأس الذهبية للمونديال. فوز “الساموراي الأزرق” أو تعادله اليوم مع بولندا، يبقي على جعل حلم ابن الـ 32 عاما، والذي يشارك على الأرجح في آخر مونديال له.