abdullah
abdullah
أعمدة

رماد: أستطيع

27 يونيو 2018
27 يونيو 2018

عبدالله بن محمد المعمري -

[email protected] -

انكسار العكاز الذي تمشي عليه عند إصابة قدمك اليسرى، لا يعني أنك لن تقدر على السير مرة أخرى؛ فهو وسيلة يمكن استبدالها، كما أن هذه الوسيلة ذاتها مؤقتة، ستنتهي حينما تشفى إصابة القدم. وأن تعطل مركبتك في الشارع لا يعني عدم مقدرتك على الوصول إلى وجهتك، فكل ما عليك حينها هو التفكير في وسيلة نقل أخرى، فالتركيز على أن تصل ولو متأخرا خير من أن لا تصل.

إن تعدد ضياع الفرص المرتبطة بالوسيلة لا يجب أن تمنعك من التخلي عن غايتك ومقصدك، فالوسائل متعددة وإن كانت بخيارات أقل وفترات زمنية تأخرك عن الوصول إلى غايتك، فالمهم هو الغاية لا الوسيلة.

الحياة مليئة بالوسائل التي قد تكون مرتبطة بغاية واحدة، ولكن من النادر جد أن تجد وسيلة واحد مرتبطة بمجموعة غايات في آن واحد، وهذا ما يجعلك «تستطيع»، تستطيع ان تبحث عن بدائل لأي وسيلة توصلك لغايتك أو هدفك أو تحقيق حلمك إن تعطلت أو تعثرت وسيلة كنت تأخذ بها لتوصلك إلى تلك الغاية أو الحلم.

أنت بلا شك تستطيع أن تمتلك خيارات التغيير، لكن عليك فقط أن تمتلك قوة ذاتية منبعها نفسك، أعماقك التي تحرك فيك مَلَكة التفكير بوعي وإدراك لما أنت تريد، ولما لغيرك ما يريد منك، قوة تمنحك الاستطاعة لبلوغ الهدف، فشتان ما بين أن تسير برجل واحدة لتصل لخط النهاية وما بين أن تقعد على الرصيف وتقول في ذاتك «لا أستطيع السير».

إن امتلاكك لقوة التغيير واستبدال الوسيلة بأخرى في أقل وقت زمني وبتفكير جيد، يتناسب مع ذات الغاية: يمنحك فرصة أكبر بالفوز لبلوغ الهدف وتحقيق ما تصبو إليه، لهذا لا تحرم نفسك من هذا الحق، ولا تتخاذل أمام ضعف أو نهاية وسيلة، فالبدائل بلا شك موجودة، فقط امعن النظر حولك وفي داخلك، فستجد أنك «تستطيع».