1374717
1374717
العرب والعالم

55 قتيلا في الحديدة و«التحالف» يُصرُّ على انسحاب «أنصار الله»

27 يونيو 2018
27 يونيو 2018

جريفيث يزور عدن.. والصحة العالمية تحذر من تفاقم الوضع الإنساني

صنعاء- ل عُمان - جمال مجاهد - (أ ف ب):

قتل 55 شخصا في غارات وقصف متبادل في محافظة الحديدة اليمنية في الساعات الـ24 الماضية، بينهم 14 لقوا حتفهم في غارتين أمس، حسب ما أفادت مصادر عسكرية وطبية ومحلية في المحافظة الواقعة في غرب اليمن.

ووقعت أعمال العنف الجديدة عشية توجه مبعوث الأمم المتحدة لليمن مارتن جريفيث إلى عدن، العاصمة المؤقتة للسلطة المعترف بها دوليا، لاستئناف محادثاته مع أطراف النزاع في هذا البلد سعيا لإيجاد حل سياسي يجنّب مدينة الحديدة، مركز المحافظة التي تحمل الاسم ذاته، الحرب. وكانت القوات الموالية للحكومة أطلقت في 13 يونيو بمساندة التحالف العسكري بقيادة السعودية، هجوما على ساحل البحر الأحمر باتجاه ميناء الحديدة الذي تمر عبره غالبية المساعدات والمواد التجارية الى البلد الغارق في نزاع مسلح.

ويسيطر أنصار الله على الميناء الذي يعتبره التحالف ممرا لتهريب الأسلحة ولمهاجمة سفن في البحر الأحمر. ويؤكد التحالف ان الهجوم الذي بلغ مطار المدينة الواقع في جنوبها، لن يتوقف إلا في حال انسحاب أنصار الله من المدينة ومينائها.

وقالت مصادر في القوات الموالية للحكومة لوكالة فرانس برس إن هذه القوات تبادلت في الساعات الـ24 الماضية القصف المدفعي مع أنصار الله في منطقتي الجراحي والتحيتا جنوب مدينة الحديدة، وفي المطار.

وذكرت مصادر طبية في المحافظة ان القصف المتبادل أدى إلى مقتل 38 من أنصار الله وثلاثة عناصر من القوات الحكومية. وعلى طريق منطقة زبيد جنوب مدينة الحديدة أيضا، استهدفت غارتان جويتان آلية عسكرية أمس ما أدى إلى مقتل ستة من أنصار الله كانوا على متنها، كما أصيبت حافلة ركاب مدنية قتل فيها ثمانية أشخاص، حسب ما أفادت مصادر طبية ومحلية في المنطقة.

ولم تؤكد المصادر ما إذا كان ركاب الحافلة من المدنيين. ولم يرد المتحدث باسم التحالف العسكري على أسئلة فرانس برس حيال الغارتين. وعادة ما تشن طائرات التحالف غارات ضد أهداف لأنصار الله في محافظة الحديدة وفي محافظات أخرى.

ومنذ بداية هجوم القوات الحكومية باتجاه مدينة الحديدة قبل نحو أسبوعين، قتل 429 شخصا، بحسب المصادر الطبية والمحلية في محافظة الحديدة. وأمس، شددت الإمارات على أن التحالف الذي أعلن السيطرة على مطار الحديدة قبل نحو أسبوع، لن يقبل بأي حل لوقف التقدم نحو ميناء المدينة يبقي على أنصار الله في المدينة بأي شكل من الأشكال.

وقالت وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي الإماراتية ريم الهاشمي للصحفيين أمس «نحن متفائلون ونؤمن بالعملية السياسية»، لكنها أكدت «لا يمكننا تخيل وضع يكون به أنصار الله في المدينة».

وجاءت التصريحات عشية زيارة لجريفيث إلى عدن حيث من المتوقع ان يلتقي الرئيس المعترف به عبد ربه منصور هادي، بعد زيارة إلى صنعاء الخاضعة لسيطرة أنصار الله.

وقال بيان صادر عن فريقه أمس «يواصل المبعوث الخاص الى اليمن مساعيه لتجنيب الحديدة مواجهة عسكرية واستئناف المفاوضات السياسية»، مضيفا ان جريفيث سيطلع هادي «على جهوده الأخيرة الرامية الى تجنب المزيد من التصعيد العسكري والعودة الى طاولة المفاوضات».

وحذرت منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة أمس من تفاقم الوضع الإنساني والصحي المتدهور جراء تصاعد القتال في محافظة الحديدة في غرب اليمن.

وقالت المنظمة، في تقرير لها أمس، إن محافظة الحديدة، تعاني بالفعل من أعلى معدلات سوء التغذية في اليمن، وأن تصاعد القتال هناك قد يزيد من عدد الحالات المصابة بسوء التغذية.

وأضافت أن «منظمة الصحة العالمية، استجابت لمعالجة حالات سوء التغذية الحاد في الحديدة، مشيرة إلى أن هناك سبعة مراكز تغذية علاجية تعمل بكامل طاقتها في المحافظة، وأفادت بأن» القتال في الحديدة، استمر على نطاق أقل حدة، مع انخفاض في التأثير على الصحة العامة في المحافظة».

ويشهد اليمن منذ 2014 حربا بين أنصار الله والقوات الموالية لهادي، تصاعدت مع تدخل السعودية على رأس تحالف عسكري في مارس 2015 دعما للحكومة المعترف بها دوليا بعدما تمكن أنصار الله من السيطرة على مناطق واسعة من اليمن بينها العاصمة صنعاء.

وأدى النزاع إلى مقتل نحو عشرة آلاف شخص في ظل أزمة إنسانية تعتبرها الأمم المتحدة الأسوأ في العالم حاليا. ودفعت أعمال العنف في محافظة الحديدة في غرب اليمن نحو 32 ألف شخص إلى النزوح في يونيو الحالي، بحسب الأمم المتحدة، بينهم أكثر من ثلاثة آلاف شخص في مدينة الحديدة، مركز المحافظة.