1374707
1374707
العرب والعالم

نهج أردوغان السياسي يتعزز بعد الانتخابات

27 يونيو 2018
27 يونيو 2018

أنقرة - لوانا سارميني بوناكورسي:

يرى محللون أن السلطات المعززة التي حظي بها الرئيس رجب طيب أردوغان بعد فوزه في الانتخابات التركية ستسهل عليه المضي قدما في نهجه السياسي وتعزيزه.

وسيتم بعد هذه الانتخابات الانتقال من نظام برلماني إلى آخر رئاسي يحتكر فيه الرئيس مجمل السلطات التنفيذية مع إمكان الحكم عبر مراسيم تضعف دور البرلمان.

تقول الدكتور جنى جبور من مركز الدراسات الدولية في كلية العلوم السياسية في باريس «بعد حصوله على شرعية سياسية جديدة سيقيم أردوغان أخيرا نظاما رئاسيا وينخرط في سياسته على الصعيدين الوطني والدولي».

أجريت الانتخابات بعد عام فقط على استفتاء أبريل 2017 الذي تم على اثره إقرار التعديل الدستوري وفقا لرغبة الرئيس. منذ عامين وأردوغان يخوض حملة بشكل شبه متواصل في البدء من أجل الفوز بالاستفتاء ثم للانتخابات التي كانت مقررة في في نوفمبر 2019.

وخلال هذه الفترة انتهج أردوغان سياسة شرسة ضد معارضيه في إطار حملات التطهير التي تلت محاولة انقلاب يوليو 2016 وشهدت أعمال قمع على كل الأصعدة كانت نتيجته توتر شديد في علاقاته مع الغرب.

وأدى هذا الوضع قبل الاستفتاء إلى أزمة خطيرة مع الاتحاد الأوروبي الذي وجه انتقادات عدة حول انتهاكات الحريات الفردية ما أثار ردودا عنيفة من أردوغان. يقول محللون إن الرئيس التركي استغل هذا التوتر خصوصا لاستمالة القوميين قبل الانتخابات.

بعد تحقيق الفوز، يمكن أن يلجأ أردوغان إلى المرونة لتهدئة الرأي العام المنقسم لكن مثل هذا الانفتاح يمكن أن يواجه معارضة من حلفائه القوميين في حزب الحركة القومية الذين يؤيدون نهجا متشددا خصوصا في ما يتعلق بالملف الكردي.

تفيد النتائج المؤقتة للانتخابات التشريعية أن حزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان حصل على 295 مقعدا من أصل 600 في البرلمان ولا يمكنه الحصول على غالبية الا بالتحالف مع حزب الحركة القومية الذي أحدث مفاجأة بحصوله على 49 مقعدا. تقول اصلي ايدنتاشباش الخبيرة لدى المجلس الأوروبي للعلاقات الدولية «بما أن أردوغان بحاجة للقوميين في البرلمان، سيكون من الصعب عليه تحسين شروط حرية التعبير أو تليين موقفه إزاء قضية الأكراد». وتضيف ايدنتاشباش «اعتقد انه من غير الوارد المضي في هذا الاتجاه على ضوء هذه النتائج».

ودعا محرم اينجه المنافس الرئيسي وزعيم حزب الشعب الجمهوري أردوغان إلى أن يكون «رئيسا ل81 مليون تركيا» في محاولة منه لتفادي انقسام آخر للمجتمع التركي.

وتبدي جبور ايضا تشاؤما حول المسألة وتقول: «سيتم التعامل مع الملف الكردي بقبضة من حديد وعلينا توقع عمليات عسكرية ضد الأكراد في سوريا وفي العراق».

وتضيف: إن عمليات التطهير «ستتخذ بعدا أكبر» كما «سيسطر أردوغان على القضاء ويفرض قيودا على الحريات المدنية والفردية». وكان أردوغان تعهد خلال حملته انه وفي حال الفوز سيرفع حالة الطوارئ السارية منذ محاولة الانقلاب، الا ان ايدنتاشباش تقول انه «لم يذكر الأمر سوى مرة واحدة»، وتعرب عن الشك في أن يفي بوعده وهو من شأنه أن «يشكل ارتياحا عارما للأسرى السياسيين».

على الصعيد الدولي شهدت لهجة تركيا مرونة أكبر منذ مطلع العام إذ يبدو وكأن أردوغان يسعى إلى التهدئة مع الاتحاد الأوروبي.

تقول ايدنتاشباش إن «أردوغان بوسعه لو شاء تطبيع (علاقاته مع الغرب)»، إلا أنها تتساءل ما إذا كان سيتحلى «بما يكفي من المرونة» للمضي في هذا الاتجاه.

وتضيف: «اعتقد أن هناك ميلا لدى الغرب لمنحه فرصة وإعادة بناء العلاقات مع تركيا الان وهو يبدو كلي القدرة».

لكن هنا أيضا يمكن أن يطرح تحالفه مع القوميين مشاكل ويقول سونير تشاغابتاي الباحث في معهد الشرق الأدنى للسياسة في واشنطن ان «التحالف الجديد مع حزب الحركة القومية ... الذي يلعب دور المنقذ لأردوغان سيثير مشاكل مع الولايات المتحدة»، حول المقاتلين الأكراد حلفاء واشنطن في سوريا والذي تصنفهم أنقرة «إرهابيين».

ويضيف تشاغابتاي: إن «هامش المناورة سيكون أضيق أمام أردوغان حول هذه القضايا بالمقارنة مع السابق ... أقله على المدى القصير».