الرياضية

البرازيل تبحث عن تأكيد الصعود في مواجهة صربيا

26 يونيو 2018
26 يونيو 2018

سوتشي، (أ ف ب) - بعد ما قدم نيمار، دموعه! كمسلسل أمريكي لاتيني طويل ومعقد، تبحث البرازيل اليوم عن تأكيد عبورها للدور ثمن النهائي لمونديال كرة القدم 2018، والحفاظ على سمعتها وجدارتها بإحراز لقبها السادس عندما تلاقي صربيا في الجولة الثالثة الأخيرة من منافسات المجموعة الخامسة.

السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح هو أن هذا المنتخب البرازيلي هو هش معنويا كما كان عام 2014؟ تصدرت صورة أغلى لاعب في العالم البرازيلي نيمار جاثيا على ركبتيه يذرف الدموع عقب الفوز الصعب على كوستاريكا في الجولة الثانية (2-صفر)، مختلف وسائل الإعلام، وذكرت بمشهد مماثل في التاريخ الحديث للـ «سيليساو»: دموع المدافع تياجو سيلفا.

أجهش الأخير في البكاء دون الأخذ في الاعتبار انه حامل شارة القائد واللاعب الذي يتطلع الجميع إليه، عندما حان موعد ركلات الترجيح ضد تشيلي في الدور ربع النهائي للنسخة الأخيرة. لم يشارك تياجو سيلفا في الركلات. عبرت البرازيل، إلا أنها تلقت هزيمة مذلة على أرضها أمام ألمانيا في نصف النهائي بنتيجة 1-7، بغياب نيمار الذي أصيب في ربع النهائي.

قبل مواجهة صربيا في موسكو، وجهت الانتقادات إلى نيمار لعدم تمكنه من السيطرة على مشاعره عقب الفوز على كوستاريكا، في مشهد اعتبر «مقلقا» من قبل أكثر الصحف شعبية في البرزيل «أو غلوبو».

قالت الصحيفة: «من غير الطبيعي البكاء في المباراة الثانية من كأس العالم»، مضيفة: «صادقة كانت أم لا، دموع نيمار مقلقة (...) كانت إما دليلا على عدم استقرار مقلق، أو إعادة ظهور لنرجسية تمكن نيمار من السيطرة عليها خلال كامل المباراة تقريبا».

واعتبر آخرون أن الدموع كانت مقصودة للتأثير على الناس، بينما رأى البعض أن نيمار حاول «سرقة» الأضواء من زميله فيليبي كوتينيو، مسجل الهدف الأول ضد كوستاريكا في الوقت بدل الضائع، ومنقذ البرازيل للمرة الثانية تواليا بعدما كان قد سجل هدفها الوحيد ضد سويسرا (1-1).

حاول نيمار العائد منذ أسابيع بعد غياب طويل بسبب الإصابة، أن يخفف من وقع ما قام به في تغريدة عقب المباراة، قال فيها: «الجميع يعلم ما مررت به لأصل إلى هنا. كانت هذه دموع فرح (...) دموع قوة».

الأحد، زالت آثار الدموع عن خدي نيمار، واستعاد لاعب باريس سان جرمان الفرنسي ابتسامته في الحصة التدريبية بمعسكر البرازيل في سوتشي. ينتظر منه ملايين البرازيليين أن يتصرف اليوم كقائد حقيقي في الميدان للسيليساو، وهو دور يبدو أن من يشغله حاليا بجدارة كاملة هو كوتينيو لاعب برشلونة الأسباني.

ألمانيا في ثمن النهائي

تتصدر البرازيل حاليا المجموعة الخامسة برصيد 4 نقاط، وتدخل مواجهة مع صربيا (3 نقاط) في موقف قوة لإدراكها أن التعادل سيكون كافيا للتأهل.

لكن المهمة لن تكون سهلة أمام صربيا التي لا تملك سوى الفوز لضمان بطاقتها إلى الدور الثاني، لأن التعادل لن يكفيها على الأرجح. المنافس الجدي الآخر في المجموعة هو سويسرا شريكة البرازيل في نقاط الصدارة، والتي ستلعب مباراة سهلة نسبيا مع كوستاريكا الأخيرة التي خرجت من السباق.

الموعد الذي بدأ متابعو المونديال يهمسون به حاليا هو مواجهة ثأرية بين البرازيل وألمانيا بطلة العالم في ثمن النهائي، نظرا لأن المانشافت يعاني أيضا في المجموعة السادسة بعد خسارة أولى أمام المكسيك 1-صفر وفوز بشق النفس على السويد 2-1. لم يضمن أي من المنتخبين الكبيرين حتى الآن صدارة مجموعته، وفي حال تصدر أحدهما وأنهى الثاني مجموعته في مركز الوصافة، فالمواجهة بينهما في ثمن النهائي واقعة.

وسيعرف البرازيليون مركز الألمان قبل مواجهة صربيا كون أبطال العالم يلعبون قبلهم وبالتالي سيتضح مدى استعداد نيمار ورفاقه للثأر من «البعبع» الألماني مبكرا أو تفاديه.

مثل نيمار، يبدو المنتخب البرازيلي كله بعيدا عن المستوى الذي ظهر به في المباريات الإعدادية. بعد المباراة الأولى ضد سويسرا، أقر مدربه تيتي بثقل الضغط والقلق. وللتخلص من هذا الضغط، لا شيء يضاهي النصر والفوز المقنع إن أمكن أمام صربيا، وذلك لإثبات أن هذا المنتخب قادر على إحراز اللقب للمرة السادسة في التاريخ والأولى مند 2002.