1374240
1374240
الرياضية

إنجــلترا تبتكر أســلوبا جــديـدا

26 يونيو 2018
26 يونيو 2018

سان بطرسبرج، ( رويترز) - لسنوات حاولت إنجلترا وفشلت في تقليد أسلوب أنجح المنتخبات الأوروبية لكن بدا أن المدرب جاريث ساوثجيت عثر على طريقة لتكرار أداء أفضل فرق الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

وفازت إنجلترا 6-1 على بنما الأحد الماضي ضد أحد أضعف فرق البطولة ولذلك سيكون من الحكمة عدم التسرع في الخروج باستنتاجات لكن الطريقة التي فازت بها أظهرت الجهود التي قام بها ساوثجيث مع الفريق.

ورغم وصف طريقة وتشكيلة ساوثجيت بأنها متحررة وحديثة فهناك لمسة تقليدية إنجليزية حول نقاط قوة الفريق.

وبعدما فشل السويدي سفين جوران إريكسون الذي صنع اسمه في دوري الدرجة الأولى الإيطالي في محاولة غرس «أسلوب لعب قاري» أخفق الإيطالي فابيو كابيلو في فرض طريقته الصارمة.

وتحت قيادة روي هودجسون وهو مدرب آخر صاحب خبرة أوروبية كبيرة كانت إنجلترا بطيئة ومرتبكة وهو ما أثار تساؤلات الجماهير حول لماذا يلعب اللاعبون بثقة وفاعلية مع أنديتهم في الدوري الممتاز وكأنهم في حالة جمود بقميص إنجلترا.

وفي إطار الشرح كان هناك الحديث الدائم عن «عامل الخوف» بسبب الضغط والتوقعات الكبيرة وعدائية وسائل الإعلام وتأخر إنجلترا في العديد من الجوانب.

لكن ساوثجيت أثبت أنه لو حصل لاعبو إنجلترا على حرية اللعب كما يفعلون مع أنديتهم فيمكنهم تقديم الحماس والإثارة التي تجعل من الدوري الإنجليزي بطولة مميزة.

وأخيرا تملك إنجلترا فريقا يقدم معه اللاعبون الأداء ذاته وبالحماس والإيجابية التي يظهرون بها مع أنديتهم في كل أسبوع.

ومن الناحية الخططية فطريقة ساوثجيت ليست ثورية وفي إيطاليا 1990 عندما بلغت إنجلترا الدور قبل النهائي أشرك المدرب بوبي روبسون لاعبه مارك رايت ولعب بثلاثة في قلب الدفاع.

وهذه الخطة مثالية لأنها تعطي حرية للظهيرين وهو دور تقليدي في كرة القدم الإنجليزي حيث يسير كيران تريبيير على خطى ستيوارت بيرس وكيني سانسوم.

ونقطة قوة أخرى تقليدية لإنجلترا هي التمريرات العالية وتحدث المدافع جون ستونز قبل مباراة بنما بأن الفريق يتدرب بقوة عليها وخاصة الركلات الركنية.

وجاء هدفا إنجلترا ضد تونس من ركلتين ركنيتين نفذهما تريبيير وبالطريقة ذاتها افتتحت التسجيل ضد بنما عندما حول ستونز الكرة بضربة رأس قوية داخل المرمى وهددت إنجلترا المرمى من الركلات الحرة طيلة المباراة.

أما الهدف الثالث بتسديدة رائعة من جيسي لينجارد بدأ من اللعب السلس والمباشر ولمسة واثقة وهو الأمر المعتاد في الدوري الإنجليزي لكنه ظهر بشكل نادر في مباريات إنجلترا.

وللتأكيد على القوة في الكرات العالية ظهر الهدف الرابع لإنجلترا كأنه في التدريب بوجود ثلاثة لاعبين على الأقل يستطيعون لعب ضربات رأس من بينهم لمسة ستونز الأخيرة في المرمى.

ثم هناك هاري كين الذي أحرز ثلاثية في بنما ليرفع رصيده في البطولة إلى خمسة أهداف.

لكن الجديد في نظام ساوثجيت هو دور الهجوم الحر بوجود جيسي لينجارد ورحيم سترلينج وديلي آلي وروبن لوفتوس-تشيك خلف كين وهو أسلوب استخدمه بيب جوارديولا في الموسم المنصرم مع مانشستر سيتي.

وبالطبع فالدوري الإنجليزي نفسه مليء بالأساليب والتأثيرات من كل مكان في أوروبا وحول العالم وتعلم ساوثجيت كمشاهد دائم للمباريات الكثير منها. وقال عشية انطلاق كأس العالم «لدينا مجموعة من أفضل المدربين في العالم يعملون في الدوري في بلادنا وجاءوا ببعض الأفكار المذهلة.

«مشاهدة كل هذه المباريات تشكل ميزة ومشاهدة خطط مختلفة وأساليب ضد أخرى. هذا الموسم شهد عدة أساليب وطرق لعب مختلفة».

وسيكون الاختبار الحقيقي له في أدوار خروج المغلوب بمجرد انتهاء مباراة بلجيكا في ختام المجموعة السابعة.

لكن على الأقل ستكون جماهير إنجلترا سعيدة بفريق يلعب بطريقة يعرفونها ويستمتعون بها.