1373322
1373322
العرب والعالم

أردوغان يبدأ ولاية جديدة بسلطات معززة ويتعهد بإقرار النظام الرئاسي الجديد

26 يونيو 2018
26 يونيو 2018

المفوضية الأوروبية تأمل أن تظل تركيا شريكا ملتزما

باريس - بروكسل - (أ ف ب - رويترز): حقق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نصرا كبيرا بعد فوزه من الدورة الأولى من الانتخابات بولاية جديدة بسلطات معززة، في وجه معارضة نشطة أقرت بهزيمتها منددة بحملة غير عادلة.

وبعد فوزه على معارضة شرسة في الانتخابات العامة التي جرت أمس الأول، ألقى أردوغان منذ ساعات الصباح الأولى أمس خطاب نصر رمزيا من شرفة مقر حزبه «حزب العدالة والتنمية» في أنقرة.

وقال متوجها إلى آلاف الأنصار الذين هتفوا اسمه ملوحين بأعلام «تركيا أعطت العالم درسا في الديموقرطية».

ونجح أردوغان الذي يحكم تركيا منذ 2003 كرئيس للوزراء أولا ثم اعتبارا من 2014 كرئيس، في فرض نفسه كالزعيم التركي الأكثر شعبية غير أنه الأكثر إثارة للاستقطاب في العقود الأخيرة.

وسيتسلم أردوغان الذي يتهمه معارضوه بالتسلط، ولاية رئاسية جديدة من خمس سنوات يتمتع فيها بسلطات وسعها بموجب تعديل دستوري أقر العام الماضي في استفتاء.

وقال أردوغان في كلمته إنه سيعمل «سريعا» على إقرار النظام الرئاسي الجديد الذي نص عليه الإصلاح الدستوري.

وأعلن رئيس اللجنة الانتخابية العليا سادي غوفن ليل الأحد الاثنين أن أردوغان حصل بحسب النتائج المؤقتة على الغالبية المطلقة من الأصوات في الانتخابات الرئاسية، ما يعني فوزه من الدورة الأولى.

واقر خصمه الرئيسي الاجتماعي الديموقراطي محرم إينجه بهزيمته الاثنين داعيا الرئيس إلى أن يمثل «جميع» الأتراك.

وأوردت وكالة الأناضول الرسمية للأنباء أن أردوغان حل في المقدمة بحصوله على 52.5 في المائة بعد فرز أكثر من 99 في المائة من صناديق الاقتراع، مشيرة إلى نسبة مشاركة بحوالي 88%.

أما في الانتخابات التشريعية، فحصل التحالف الذي يقوده «حزب العدالة والتنمية» بزعامة أردوغان على 53.6% في الانتخابات التشريعية، بحسب النتائج الجزئية ذاتها، مستندة بصورة خاصة على أداء غير متوقع لشريكه الأقلي «حزب الحركة القومية» (11%).

وفرض أردوغان نفسه كأقوى قيادي منذ عهد مؤسس الجمهورية التركية كمال أتاتورك. وتمكن من إحداث تحول في تركيا بواسطة مشاريع بنى تحتية عملاقة وجعل من أنقرة لاعبا دبلوماسيا أساسيا.

ومع دخول التعديل الدستوري حيز التنفيذ، فقد يبقى أردوغان في السلطة حتى 2023 وربما إلى ما بعد ذلك.

وينص هذا التعديل على نقل جميع السلطات التنفيذية إلى الرئيس الذي سيعود له أن يعين الوزراء وكبار القضاة وأن يقرر الميزانية ويحكم بواسطة مراسيم، على أن يلغى منصب رئيس الوزراء.

وقد ترك فوز أردوغان ردود فعل دولية واسعة فقد شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أن «نتائج الانتخابات دليل واضح على النفوذ السياسي الكبير لأردوغان والدعم الواسع الذي تحظى به قيادته حول نهجها إزاء المسائل الاجتماعية والاقتصادية التي تواجهها تركيا ولتعزيز موقف البلاد على صعيد السياسة الخارجية».

وعبر الرئيس الإيراني حسن روحاني عن أمله في أن تتطور العلاقات الثنائية «بشكل إضافي استنادا إلى الروابط الثابتة التاريخية والثقافية والدينية وحسن الجوار والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة والتعاون المسؤول الوثيق بين البلدين بخصوص التطورات في المنطقة والعالم الإسلامي من أجل تمهيد الطريق بشكل أفضل لحل القضايا وإرساء السلام والاستقرار وكذلك رفاه شعوب المنطقة».

هنأ الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج الرئيس التركي على إعادة انتخابه.

وقال: «أتقدم بالتهاني للرئيس أردوغان على إعادة انتخابه كرئيس وللشعب التركي على نسبة المشاركة المرتفعة في الانتخابات».

وأضاف: إن الحلف «مبني على بعض القيم الجوهرية: الديموقراطية وسيادة القانون والحرية الفردية.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية غينغ شوانغ: «إن الصين تعلق أهمية كبرى على علاقاتها مع تركيا في السنوات الماضية. تحت إشراف رئيسي الدولتين شهدت علاقاتنا الثنائية والتعاون بيننا في كل المجالات تقدما وحققت الكثير من النتائج الإيجابية»، وأضاف: «الصين ترغب في زيادة العمل مع تركيا من أجل المضي قدما في تعاوننا الاستراتيجي من أجل خدمة مصالح بلدينا وشعبينا».

فيما أعلن المتحدث باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أن «بريطانيا تتطلع لمواصلة علاقاتها الوثيقة مع تركيا».

وأضاف: «إن البلدين لديهما مجموعة واسعة من المصالح المشتركة لا سيما أمن المنطقة ومكافحة الإرهاب والاستثمارات والتجارة الثنائية.

سنتعاون مع الرئيس أردوغان وحكومته لتطوير هذه العلاقة الثنائية المهمة».

واكتفى وزير الخارجية اليوناني نيكوس كوتزياس بالقول ردا على أسئلة الصحفيين: «آمل أن يصبح (أردوغان) بعد هذا الفوز الانتخابي أقل عصبية».

بدوره اعتبرت وزيرة خارجية السويد مارغو والستروم أن «تركيا ليست في موقع إعطاء دول أخرى دروسا في الديموقراطية في وقت يقبع زعيم المعارضة (الكردي) في السجن منذ فترة طويلة».

وكانت تشير إلى خطاب الفوز الذي ألقاه أردوغان وقال فيه: إن نحو 90% من الناخبين «أعطوا العالم بأسره درسا في الديموقراطية».

وقالت وزيرة خارجية السويد قبل اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورج: إن «القضية الكردية والتطورات الاقتصادية في تركيا تطرح تحديا جديا.

وقال الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش أردوغان: إن بلغراد «ستبقى شريكا موثوقا لتركيا ولدورها كقائد مستعد للدفاع عن القيم والمبادئ في هذه الأوقات الصعبة جدا». وقال: «أنا مقتنع بأننا سنعمل معا لتعزيز العلاقات بين بلدينا في مجال الهجرة وكذلك من أجل السلام والاستقرار في المنطقة».

وهنأ رئيس الوزراء المجري فيكتور اوربان الرئيس التركي على إعادة انتخابه معتبرا أن «استقرار تركيا نبأ سار» لأوروبا. ووجه أوربان برقية تهنئة إلى الرئيس التركي قال فيها: إن «قارتنا تواجه مشاكل أمنية خطيرة، ومن الضروري تجاوزها من أجل تعاون فعال مع تركيا». في السياق قالت المفوضية الأوروبية أمس: إنها تأمل أن تظل تركيا شريكا ملتزما بعد انتخابات منحت الرئيس رجب طيب أردوغان سلطات تنفيذية واسعة. وقال متحدث باسم المفوضية في إفادة صحفية دورية: «نأمل أن تظل تركيا تحت قيادة الرئيس أردوغان شريكا ملتزما للاتحاد الأوروبي في قضايا رئيسية ذات اهتمام مشترك مثل الهجرة والأمن والاستقرار الإقليمي ومحاربة الإرهاب». وبعد فرز جميع الأصوات تقريبا حصل أردوغان على 53 في المائة بينما حصل حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه على 42.5 في المائة من الأصوات في الانتخابات البرلمانية، وحصل حلفاؤه بحزب الحركة القومية على 11 في المائة متجاوزا التوقعات.