1373556
1373556
العرب والعالم

لمواجهة الأزمات قرب حدود أوروبا - فرنسا تدشن قوة عسكرية مشتركة مع بريطانيا ودول أخرى

26 يونيو 2018
26 يونيو 2018

لوكسمبورج- (رويترز): دشنت فرنسا أمس قوة عسكرية مع دول أخرى من بينها بريطانيا خارج إطار الاتحاد الأوروبي، فيما تحاول باريس الإبقاء على لندن قرب الدفاعات الأوروبية بعد خروجها من التكتل.

وتهدف القوة التي تعرف باسم مبادرة التدخل الأوروبية إلى تشكيل تحالف من جيوش مستعدة لمواجهة الأزمات قرب حدود أوروبا خارج إطار حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة.

وتأتي الخطوة بعد أشهر من المفاوضات مع ألمانيا التي تريدها فرنسا أيضا في محور القوة الجديدة.

وأقامت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورنس بارلي احتفالا في لوكسمبورج، حيث وقعت ألمانيا وبلجيكا وبريطانيا والدنمارك وإستونيا وهولندا وإسبانيا والبرتغال خطاب نوايا. وقالت للصحفيين بعد الاحتفال: «قناعتنا.. أن الأوروبيين ينبغي أن يكونوا أقوياء وأكثر قدرة..على حماية أنفسنا وسيادتنا».

وطرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الفكرة خلال خطاب ألقاه في سبتمبر الماضي.

وقوبل الاقتراح بتشكك في البداية؛ لأن الاتحاد الأوروبي وقع في ديسمبر اتفاقا دفاعيا بارزا يهدف إلى تطوير مشترك للقوات والأسلحة.

وأوضحت بارلي أنه كان من المقرر أيضا أن تنضم إيطاليا لكنها انسحبت بعد انتخاب حكومة جديدة هناك من أحزاب اليسار واليمين المتطرف المناهضة للمؤسسات.

ورغم المخاوف من احتمال التداخل مع مبادرات دفاعية أوروبية أخرى رحب ينس ستولتنبرج الأمين العام لحلف شمال الأطلسي بالقرار قائلا: إنه سيدعم تحديث جيوش أوروبا وجعلها أكثر قدرة على الحشد السريع.

وقال للصحفيين بعد اجتماع مشترك لوزراء الدفاع والخارجية في الاتحاد في لوكسمبورج: «أعتقد أن بإمكانه تعزيز جاهزية القوات؛ لأننا بحاجة لأن نكون على أهبة الاستعداد».

وقالت بارلي: إن المبادرة التي تقودها فرنسا تتماشى على نحو ما مع دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؛ لأن تبذل أوروبا المزيد فيما يتعلق بأمنها.

واتفق وزراء دفاع دول الاتحاد الأوروبي أمس على قواعد الاتفاق المعروف باسم (التعاون الهيكلي الدائم) الذي سيدعمه صندوق دفاع جديد بعدة مليارات يورو اعتبارا من عام 2021.

لكن هذا الاتفاق لن يشمل بريطانيا؛ لأنها ستنسحب من الاتحاد الأوروبي فعليا في نهاية مارس من العام المقبل.

وبدا أن دور بريطانيا في القوة ساعد على تخطي خلافات بين ألمانيا وفرنسا بشأن التدخل العسكري.

وتقاوم ألمانيا فكرة المهام العسكرية التي تستخدم القوة فيما تريد فرنسا استجابة أسرع لأزمات مثلما حدث عام 2012 في مالي؛ حيث تدخلت باريس حتى تتصدى لإسلاميين متشددين.

وتريد برلين أن تكون القوة التي اقترحها ماكرون في إطار الاتفاق الدفاعي للاتحاد الأوروبي الذي يشمل كل الدول الأعضاء في التكتل عدا بريطانيا ومالطا والدنمارك.

ومن ناحية أخرى تصر فرنسا على أن تكون خارج إطار اتفاق الاتحاد الذي يركز أكثر على تطوير الأسلحة والعتاد.

وبدا وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أيضا نافد الصبر على بطء اتخاذ القرار في الاتحاد الأوروبي، إذ قال: إن برلين ترغب في أن يتم اتخاذ القرار مستقبلا فيما يتعلق بالسياسة الخارجية للاتحاد بغالبية الأصوات، وليس الإجماع الذي يسمح لبلدان بوقف القرارات.

وتسعى بريطانيا رغم انسحابها من الاتحاد إلى إبرام معاهدة أمنية مع التكتل بحلول العام المقبل في إطار حرصها على الحفاظ على إمكانية الوصول لقواعد بيانات الاتحاد الأوروبي وعقود الأسلحة وتبادل معلومات المخابرات.

وتساند الكثير من دول الاتحاد الأوروبي الفكرة.