1372586
1372586
المنوعات

الأوقاف والشؤون الدينية تحتفي بالفائزين في برنامج مسابقة المواهب «الطائر المحكي»

24 يونيو 2018
24 يونيو 2018

سالم البلوشي الأول في الشعر وعبدالعزيز الجابري الأول بالإنشاد -

منال الرواس: بعد نجاح التجربة الأولى نتطلع لرؤية المرأة تسابق الرجل في الميدان -

كتب: سالم بن حمدان الحسيني -

نظّمت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بفندق كمبينسكي بالموج مساء أمس حفل ختام لمسابقة المواهب (الطائر المحكي) تحت رعاية معالي عبدالعزيز بن محمد الرواس مستشار جلالة السلطان للشؤون الثقافية.

وصرح معالي راعي الحفل قائلا: «أنا سعيد بما شاهدته اليوم وما سمعته وما عبر عنه الحضور في الساعة القصيرة اختصرت لنا ثلاثين يوما من العمل الجبار الكبير الذي بذله المسؤولون بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية وعلى رأسهم معالي الشيخ عبدالله بن محمد بن عبدالله السالمي الذي ترجم حقا أيقونة الفكر السامي للنهوض بالمجتمع العماني عبر شبابه ومواهبه وقدراته وهذا الشيء يصدر أمامنا أعمالا حية تقشعر لها أبداننا فخرا واعتزازا، وأهنئ الجميع».

وألقت منال بنت عبدالعزيز الرواس المشرفة العامة للطائر المحكي كلمة أكدت فيها أن الإبداع يولد من مجهول لا يراه إلا ذو بصيرة، وكما هو الحال فالطائر المحكي ولد بفكرة شبابية صادقة من فريق مركز إنماء الشباب، وأنه بعد نجاح التجربة الأولى لمسابقة المواهب نتطلع لرؤية المرأة وهي تسابق الرجل في الميدان، في بيئة ترضي الله وتواكب متطلبات العصر وتطوره، فالطائر المحكي سيسعى لرسم القيم والأخلاق بمختلف المواهب والقدرات، فمخرجات مسيرة الخير والنماء تزخر بالهمم العالية، وهذا الوطن الغالي حافل بالخيرات، وبين جنباته مختلف المواهب والملكات.

وقالت في مستهل كلمتها: سأحكي لكم حكاية، حكاية طير فتح عينيه وسط عش الأمان، في أحضان أمّ.. اسمها عمان، نسائمها لطائف الإحسان وبين جنباتها طمأنينة ترعش الوجدان، لا يراها عابر سبيل أو مقيم إلا سبّح بحمد من خلق هذا الجمال، راعيها قابوس العز والمجد أحاطها بجميل المحبة والاهتمام، حتى أشرقت وبانت قمم الشموخ للعيان، وذات يوم أخذ طائرنا يتأمل حال الإنسان، الذي أعطاه الله الحيلة والبيان، وسواعد قوة تبني أعالي العمران، فقال الطير بوداعة الإيمان متفكرا في خلقه:

يا أم ما حيلتي في هذه الدنيا، وأنا صغير ضعيف لا أقوى حتى على جمع قطرات الماء. فضمته عمان ولسان الحال يقول:

مـن كـان له عـزم … لا يبالي تعثـرات الزمان

ومن كان عنده صبر .. لم يكسره ألم ولا فقدان

والشجاعة درع فخ … لا يجعل للخوف عنوان

والكلمة الطيبة شجرة مثمرة تطيب ثمارها لكل وجدان

وحسـبك مـن الأمـان.. أنك تحـيا فـي أرض عمان

فاعصم النفس بالجهد.. ودع عنك النحيب والنكـران

وكـن كما أنت.. فأنت الطائر المحكي لهذا الزمان

فحـلق واكـتب قصـصـا بأفـعـال الخــير والإحســـــــان

واحكيها زهوا لتُنهض الهمم في كل آن ومكان

ثقةً بأن الله لن يضيعك.. وإنما قد يبتليك لترتقي بأمان

وأشارت في كلمتها إلى أن الطائر المحكي حلّق في سماء عمان بادئا بالإنشاد، زاهيا بأعذب الأصوات، مترنما بأصدق الكلمات، فتعالت أصوات الخير والولاء في كل مكان، تسايره طربا وفرحا، حتى جاء ذلك اليوم الذي أدرك فيه طائرنا أن الحكاوى لا تُقال فقط بالكلمات، فصناعة الخير سبلها متنوعة، وبحور المعرفة شواطئها متعددة، ومختلف المواهب والقدرات تحكي أمجاد المستقبل أن وجدت من يرعاها، هكذا فرد طائرنا أجنحته في كبد السماء، يقلب بصره بين الزقاق والسطوح باحثا عن كل موهبة قد تبلغ القمم أن وجدت مصباحا يُضيء لها الدروب، فكل شارع يحكي مئات المواهب قد نجدها مرسومة على الجدران أو تلعب أمام الشطآن أو قد نرتديها بأبهى الألوان أو مفروشة على سفرة الأهل والأرحام، أو مطوية بين أوراق الزمان، فاخذ طائرنا يطير ويطير بحثا عنها هنا وهناك، في مختلف الولايات ليروي حكاويها في كل مكان.

وأضافت قائلة: بالتأكيد هنا لنا وقفة مع هذا السؤال: لما لم يفتح الطائر المحكي المجال أمام المرأة؟ أو بشكل آخر: أين المرأة بين مواهب الطائر المحكي؟ فكانت الإجابة بسيطة جدا: إن تجربة مسابقة المواهب هي الأولى من نوعها تبث على الهواء مباشرة، ولا يمكن للتجربة الأولى أن تشمل الجميع حتى لا يسقط من فيها أجمعون، فللمرأة حضور يجب أن يحفظ ويراعى حتى يطمئن لمشاركتها الأهل وأولياء الأمور، ولا يمكن بحال مهما كانت الأحوال ومهما كثرت الأقوال، أن نغامر بمشاركة المرأة في وضع مجهول لا ندرك أبعاده.

وأكدت منال الرواس في كلمتها على أن بعد نجاح التجربة الأولى لمسابقة المواهب فإننا نتطلع لرؤية المرأة تسابق الرجل في الميدان، في بيئة ترضي الله وتواكب متطلبات العصر وتطوره، فاشحذوا الهمم استعدادا للقادم بمشيئة الله وعونه. فالطائر المحكي منكم ولكم، فافسحوا له الطريق، وادعموه، فإنما هو يحلق ليحكي لنا عن أبطال هذا الزمان، فقصصه من حواري وشوارع عمان، من السهول والجبال، من الشواطئ والصحاري، من القصور والخيام، ليخبر العالم عن مخرجات مسيرة الخير، وبأن أمجاد عمان ليست فقط تاريخا يروى، وإنما هو حاضر يُرى ومستقبلا يرقى بإذن الله تعالى.

ووجهت المشرفة العامة للطائر المحكي في كلمتها رسالتين: الأولى لصاحب الموهبة، يا من أودع الله فيك حكمة تُرتجى، لنا في قصص الأنبياء عبر ومواعظ عن الكفاح، وهم أنبياء الله وخواصه، فلا تتخذ من المعيقات والصعوبات مطارق للهدم، وإنما ابنِ منها سلماً لبلوغ القمم. أما الرسالة الثانية فهي للداعمين - والكل له القدرة على الدعم ولو بابتسامة تشجيعية أو كلمة تحفيزية - بأن لا ننتظر المنظومة المتكاملة حتى نقدم الدعم، فالإبداع يولد من مجهول لا يراه إلا ذو بصيرة، وكما هو الحال فالطائر المحكي ولد بفكرة شبابية صادقة من فريق مركز إنماء الشباب، آمن بها معالي الشيخ وزير الأوقاف والشؤون الدينية، وفي حينها لم تكن منظومة متكاملة تبهر العقول وتشرئب لها الأعناق، إنما تلمس فيها خيرا لأبناء هذا الوطن، وبالبصيرة الفذة أدرك معاليه أنها قد تكون إشراقات لولادة شيء عميق، وافقته وناصرته بصيرة سعادة الشيخ سالم بن عوفيت رئيس بلدية ظفار، فتبناها وحمل أثقالها وأطلقها ضمن فعاليات مهرجان صلالة السياحي ٢٠١٦م تحت إشراف محمد بن عمر الرواس، ومن هناك كانت ولادة الطائر المحكي، ليحلق في سماء عمان بأناشيد المحبة والوئام، واليوم ها هو الآن يقف بحلته الجديدة زهوا وفخرا بتكاتف جهود وزارة الأوقاف والشؤون الدينية مع الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، لفتح الأبواب أمام المواهب المختلفة، فهل بلغنا المرام؟.. كلا، فالطائر المحكي سيسعى - إن شاء الله تعالى - لأنْ يرسم القيم والأخلاق بمختلف المواهب والقدرات، فمخرجات مسيرة الخير والنماء لمولانا - حفظه الله وأبقاه - تزخر بالهمم العالية، وهذا الوطن الغالي حافل بالخيرات، وبين جنباته مختلف المواهب والملكات، وحسب هذا البلد أن له نبراسا بيد قابوس بن سعيد أشعل به الهمم فأضاءت كافة الزوايا والأركان لبلوغ أعالي القمم.

بعد ذلك تم إعلان نتائج المراكز الثلاثة الأولى لفئة المواهب، والإنشاد، حيث جاء في المركز الأول في المواهب سالم بن سلطان البلوشي وذلك في موهبة الشعر، وحاز على المركز الثاني هزاع بن محمد العبري في مجال الإلقاء الشعري، وحصل سالم بن أحمد البرعمي على المركز الثالث في مجال الشعر.

وفي مجال الإنشاد جاء في المركز الأول عبدالعزيز بن حسين الجابري، وفي المركز الثاني حسن بن جعفر العجمي، وثالث المركز ذهب لـ رشاد بن سرور البدري.

كما قدمت المسابقة جائزتين شرفيتين، إحدها لـ عبدالملك بن عبدالله الكندي موهوب في مجال الإلقاء، والثانية ذهبت لفريق «سكيت تيم».

وفي ختام الحفل قام راعي المناسبة بتكريم الفائزين وتقديم الهدايا وشهادات التقدير لأعضاء فريق العمل ولجنة التحكيم والطاقم الفني لمسابقة المواهب والطائر المحكي الذي تم تقديمه خلال شهر رمضان المبارك.