hamda
hamda
أعمدة

.. حَبَا ومَشَى

24 يونيو 2018
24 يونيو 2018

حمدة بنت سعيد الشامسية -

[email protected] -

توجهت كل العيون إلى الرضيع الذي استيقظ من النوم للتو، وبدأ يجاهد لأخذ خطواته الأولى باتجاه والدته، علت ابتسامات على تلك الوجوه الجادة، نظرة فخر لم تخطئها عين ظهرت على وجه الأم الشابة، وهي تراقب ردة فعل الحضور على إنجاز صغيرها، سقط الطفل مرات عدة، ولم يزد ذلك الحضور إلا بهجة وابتساما، وتعلقت عيون الجميع عليه وهو يجاهد ليصل إلى أمه، على أصوات التصفيق و(تأتى حَبَا ومشى) إلى أن وصل إلى أمه فألقى بنفسه في حضنها ونظرة انتصار مع بسمة كبيرة علت وجهه وهو ينظر للجميع.

استوقفني المشهد هذا كوني كنت خلال تلك الجلسة أحاول إقناع الحضور من أفراد أسرتي باتخاذ خطوة نحو التغيير، لكن سمعت كثيرا من الأعذار في تلك الجلسة، مدركة أنها تخفي وراءها خوفا من التجربة، لأن التجربة تحتمل الفشل والسقوط، تماما مثل تجربة الطفل وهو يتعلم المشي، فهو سيسقط مرارا وتكرارا أمامنا، فنبتسم له بحب، وغالبا لا نمد له يدا للمساعدة، فالمنظر مسل وجميل، لكن عندما نتعلم مهارة جديدة ونفشل، نتعامل مع أنفسنا بقسوة شديدة، نتوقف عن المحاولة أمام أول عثرة تعترض طريقنا، متوقعين النجاح من التجربة الأولى وهذا غالبا لا يحدث.

كل مهارة جديدة نتعلمها، سنفشل في المرة الأولى وربما لعدة مرات أيضا سواء كانت هذه المهارة المشي أو قيادة السيارة أو اكتساب عادة جديدة؛ لأن الفشل سنة الحياة، وهو الذي يجعلنا ننهض بعد كل سقوط، ونجرب تارة تلو أخرى حتى تتحول تلك التجربة إلى سلوك وجزء لا يتجزأ من شخصياتنا، وسمة نعرف بها بين أقراننا.

نحتاج أن نتعلم كيف نكون أكثر رفقا بذواتنا، أمام أية خطوة تغيير نتخذها، نشجعها ونحفزها، فالتحفيز يأتي من الداخل قبل كل شيء، علينا التصفيق لأنفسنا قبل أن ننتظر التصفيق من الآخرين، فغالبا لا يدرك الآخرون مقدار الجهد المبذول في اكتساب عادة جديدة أو إنجاز ما، فالناس من حولك سيلاحظون المنتج النهائي فقط، والمنتج النهائي (النجاح) لا يظهر القصة كلها، أنت وحدك من تملك التفاصيل.