العرب والعالم

الحرب تجبر عشرات الأسر على النزوح من الحُديدة إلى صنعاء

23 يونيو 2018
23 يونيو 2018

السعودية : استعادة 85 % من الأراضي اليمنية -

صنعاء- «عمان»- جمال مجاهد - وكالات -

نزحت عشرات الأسر اليمنية أمس، إلى العاصمة صنعاء من مدينة الحديدة الساحلية غرب اليمن، التي تشهد منذ أسابيع تصعيدا عسكريا بين القوات الحكومية المدعومة بطيران التحالف العربي من جهة، ومسلحي جماعة «أنصار الله» من جهة أخرى.

وأفاد سكان محليون لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ)، بأن «العشرات من الأسر وصلت - أمس - إلى عدة أحياء في العاصمة صنعاء، بعد أن نزحت من مدينة الحديدة، بحثا عن السلامة، وهروبا من ويلات الحرب».

وأضافوا أن « هذه الأسر، بعضها استقرت لدى أقارب لها، في حين مازالت أسر أخرى تبحث عن مأوى أو عن شقق صغيرة للعيش».

وأوضحوا أن «حي عصِر الواقع بالقرب من قلب العاصمة صنعاء، شهد اختناقا مروريا كبيرا، بسبب قدوم هذه الأسر النازحة، الباحثة عن مأوى وأمان».

وذكر السكان أن« العديد من الأسر كانت قد وصلت أيضا، خلال الأيام الماضية، إلى صنعاء قادمة من الحديدة، في سبيل البحث عن الأمان». وفي مدرسة في صنعاء، تروي أمّهات انهن قررن ترك الحديدة خشية على أولادهن من مخاطر الحرب. ووصلت بعض النازحات الى مدرسة «ابو بكر الصديق» بالحافلات، وأخريات بسيارات الاجرة، وبدأن فور وصولهن محاولة التأقلم مع حياة النزوح في المدرسة الواقعة عند الأطراف الجنوبية لصنعاء بين مجموعة من الجبال الصخرية.

وقالت درّة اسماعيل لوكالة فرانس برس «الوضع سيئ جدا جدا، لا يوجد إلا الطائرات والقنابل والصواريخ. حرمنا من النوم والأكل، فأخذنا أطفالنا وتوجهنا نحو صنعاء».

ويشير مكتب تنسيق الشؤون الانسانية التابع للامم المتحدة الى ان أكثر من 30 ألف شخص فروا من محافظة الحديدة بسبب المعارك منذ بداية يونيو، بينهم أكثر من ثلاثة آلاف شخص من مدينة الحديدة، مركز المحافظة.

وقال بيان للمكتب الخميس الماضي ان المدينة التي يبلغ عدد سكانها نحو 600 ألف نسمة «تشهد منذ ايام حركة نزوح على نطاق واسع» نحو مناطق قريبة أكثر أمنا. وروت أم أحمد وهي تجلس على الأرض بين مجموعة من الأطفال معاناتها مع الحرب في مدينة الحديدة.

وقالت لفرانس برس «قصفوا بيوتنا وقطعوا الشوارع والمياه عنا. لم يكن لدينا لا طعام ولا شراب»، مضيفة «الأطفال كانوا جائعين يبكون طوال الليل». وذكرت نازحة أخرى مفضلة عدم الكشف عن اسمها «خفنا على أطفالنا وعلى أنفسنا ،الطفل أول ما يسمع صوت الطائرة يبكي»، مضيفة «هذا هو حالنا منذ زمن، مبعثرون ومشتتون».

وتعاني أحياء في مدينة الحديدة اليمنية من انقطاع المياه، حسب ما أفادت الأربعاء الماضي منظمة إنسانية وشهود في المدينة التي تتحسب من حرب شوارع.

وقالت منظمة «المجلس النرويجي للاجئين» في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه أنه منذ الثلاثاء الماضي «تعطلت إمدادات المياه في عدة أحياء والسكان أصبحوا يعتمدون على المياه التي توفرها المساجد». وأضافت المنظمة أن «الحصول على المياه النظيفة والكافية مصدر قلق رئيسي خصوصا في ظل حالة الطوارئ الصحية بسبب الكوليرا» الذي أدى إلى وفاة أكثر من ألفي شخص منذ نحو عام في اليمن.

وروى سكان لفرانس برس ان «أنصار الله» عمدوا منذ الاثنين الماضي إلى قطع شوارع رئيسية في مدينة الحديدة بالسواتر الترابية وحاويات النفايات الفارغة.

وفي المدرسة التي احتشدت في صفوفها وفي باحتها الخارجية العائلات النازحة، قالت صباح محمود «لم نكن نستطيع ان نرسل أي أحد إلى الخارج لشراء المواد الغذائية». وأضافت أنها قررت مع بناتها التوجه الى صنعاء في سيارة أجرة في رحلة كلفتها 32 ألف ريال يمني (نحو 60 دولارا)، أي ما يعادل راتب موظف حكومي .

وبانتظار مساعدات تأتي من منظمات غير حكومية ومن الأمم المتحدة، قدّم سكان في صنعاء مواد غذائية وأدوية وبطانيات إلى نحو 70 أسرة نازحة في المدرسة. وقالت درّة إسماعيل «هذه أول مرة في حياتي أدخل فيها صنعاء. لماذا؟ بسبب الحرب في الحديدة».

ويأتي نزوح هذه الأسر، في الوقت الذي يشهد فيه محيط مدينة الحديدة، هدوءا حذرا ، بالتزامن مع استمرار جلب التعزيزات العسكرية من الطرفين، استعدادا لمواجهات جديدة.

وكانت القوات الحكومية اليمنية، قد أطلقت قبل أكثر من 10 أيام، عملية عسكرية، تحت مسمى (النصر الذهبي)، بهدف السيطرة على مدينة الحديدة ومينائها الاستراتيجي، الواقعين تحت سلطة (أنصار الله)، منذ العام 2014 .

الى ذلك ، قتل خمسة أشخاص بينهم أطفال ونساء أمس «السبت» في أربع غارات للطيران السعودي على منزلين في منطقة لية بمديرية الظاهر الحدودية في محافظة صعدة «شمال اليمن». كما استهدفت غارتان منطقة شعبان بمديرية رازح الحدودية بصعدة.

ودمّرت سيّارة بغارتين للطيران السعودي على منطقة غمار في المديرية نفسها.

وأفادت وكالة الأنباء اليمنية «التي يديرها أنصار الله» بمقتل نجل نائب رئيس «الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد» محمد نبيل العزّاني في المواجهات الدائرة ضد القوات الموالية للشرعية.

كما أعلنت وزارة الداخلية اليمنية «التابعة لأنصار الله» مقتل مدير أمن الطويلة في محافظة المحويت النقيب بندر يحيى معيض ومرافقيه عبد الغني علي وعدنان محمد سلامة في جبهة الساحل الغربي. من جهتها أعلنت الرئاسة اليمنية مقتل العقيد جعفر راجح أبو اصبع في المعارك الدائرة ضد «أنصار الله».

في الأثناء، أعلن وزير الإعلام السعودي الدكتور عواد بن صالح العواد أن تحالف دعم الشرعية في اليمن ، الذي تقوده المملكة، تمكن من استعادة وتحرير ما يزيد عن 85 % من الأراضي اليمنية من جماعة «أنصار الله» .

وقال العواد ، خلال اجتماع عقده وزراء إعلام الدول الأعضاء في تحالف دعم الشرعية في اليمن في جدة أمس ، إن «أنصار الله» قاموا بإطلاق أكثر من 152 صاروخا باليستيا تصدت لها قوات الدفاع الجوي السعودي قبل الوصول إلى مستهدفاتها خاصة مكة المكرمة .