hamed
hamed
أعمدة

عين على الثقافة المرورية: تتابع السير في خط التجاوز .. خطأ من يصوبه؟

23 يونيو 2018
23 يونيو 2018

حمد بن سالم العلوي/خبير مروري -

[email protected] -

تأخذك الحيرة ماذا تفعل، وأنت تسير في طريق بمسربين؟ فالذي يسير أمامك لا يرتضي فك خط التجاوز، إلا إذا أراد الخروج إلى جهة اليمين، أما إذا كان لديه نية في الانعطاف يساراً، فإنه لا يجد حرجاً أن يستمر في نفس الخط من التقاطع إلى التقاطع القادم، حتى لو سار به الطريق مسافة خمسة كيلومترات، وأنت السائر خلفه عليك أن تلتزم نفس سرعته، لأنك لو استخدمت كل الوسائل المتعارف عليها، فلن تجعله يفك ذلك المسار «حتى لو نقعت خلفه مدفع الصفر» وهذه كناية قديمة عن قوة المدفع، فإذا تجاوزته من اليمين، فإن قانون المرور يفرض عليك مخالفة قاسية، والحقيقة أن قانون المرور يُجرِّم كذلك من يستمر في السير على خط التجاوز دون مبرر.

ترى ما الحل لجعل الناس ينصاعون لقانون المرور؟ أم أن هناك مراعاة لمشاعر الناس الذين تعودوا في بلدانهم على السير في خط اليسار، لأن ذلك هو الصحيح لنظامهم المحلي، ولكن ماذا نقول عن الذين نظام بلادهم يخالف اليساريين، وإنما يهملون الالتزام بالسير على خط اليمين تقليداً للآخر، أو تكاسلاً وحجزاً للمسار الأيسر، وبذلك التصرف يكون الطريق محكوماً بقاعدة «من سبق لبق» ثم لماذا لا تكون مخالفة من يعطل مسار التجاوز دون مبرر، ضعف مخالفة من يتجاوز من اليمين في الطرق ذات المسربين؟! وهنا سيجبر الناس على احترام نظام المرور قسراً، أما الطرق التي تضم ثلاث حارات فأكثر، فلا يعد الاستمرار بالسير في نفس الخط تجاوزاً، هذا للعلم والمعرفة بمفردات القانون، عدا الاستمرار في خط التجاوز دون مبرر فهو خطأ.

أقول للمكلفين بالإشراف على تطبيق قانون المرور، فإن هذا القانون وأي قانون آخر، لن يطبقه كل الناس طوعاً منهم، إذن من لا يلزم نفسه بنفسه تطبيق قواعد المرور وآدابه، فيجب على الجهة المعنية إجبار المخالفين للنظام على طاعته، ولو بقوة القانون الجبرية، وأن كثرة غض الطرف، إنما تزيد من تمادي البعض، بل وتعود الآخرين على نفس السلوك الخاطئ، وسيزيد التعدي على حقوق مستخدمي الطريق، وبمرور الوقت ربما تناسى السائقون، أن هناك قانوناً للمرور يلزم الناس باتباعه .. هذا، والله ولي التوفيق.

إعلم أخي السائق:{ان القيادة، فنٌّ، وذوقٌ، وأخلاق، وأنت عقل السيارة، فهي لا عقل لها} وقال تعالى:{.. وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} البقرة (195).

(*) - خبير جدول معتمد في تخطيط حوادث المرور مؤسس مركز طريق الأمانة لخدمة السلامة المرورية.