1370572
1370572
العرب والعالم

الأمم المتحدة: حركة نزوح على نطاق واسع من مدينة الحديدة

22 يونيو 2018
22 يونيو 2018

مشاورات للمبعوث الأممي لتجنب المزيد من التصعيد -

صنعاء- «عمان- جمال مجاهد - (وكالات):-

تشهد مدينة الحديدة في غرب اليمن حركة نزوح كبيرة مع احتمال اندلاع معارك في شوارعها بين القوات الموالية للحكومة وأنصار الله، حسبما أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في بيان أمس.

وقال البيان: إن المدينة التي تضم ميناء رئيسيا تدخل عبره غالبية المساعدات والمواد التجارية «تشهد منذ يومين حركة نزوح على نطاق واسع»، من دون أرقام محددة.

وكان مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أعلن الاثنين أن أكثر من 30 ألف شخص فروا من محافظة الحديدة بسبب المعارك منذ بداية يونيو، بينهم أكثر من ثلاثة آلاف شخص من مدينة الحديدة، مركز المحافظة.

وتخوض القوات الموالية للحكومة مدعومة بالتحالف العسكري بقيادة السعودية معارك ضد أنصار الله على ساحل البحر الأحمر منذ أسابيع، وأطلقت في 13 يونيو هجوما باتجاه مدينة الحديدة بعد أن وصلت إلى مشارفها.

وسيطرت القوات الموالية للحكومة التي تساندها الإمارات -الشريك الرئيسي في التحالف- على مطار الحديدة الواقع في جنوب المدينة بعد نحو أسبوع من المعارك التي قتل فيها 374 من الطرفين.

وبدأت هذه القوات تستقدم تعزيزات إلى المطار استعدادا لدخول المدينة والتقدم نحو الميناء على بعد نحو 8 كلم من المطار، بينما عمد أنصار الله إلى قطع شوارع بالسواتر الترابية وحفر الخنادق ونشر دبابات، بحسب سكان.

وتخشى الأمم المتحدة ومنظمات دولية أن تؤدي الحرب في مدينة الحديدة إلى وقف تدفق المساعدات عبر الميناء الذي بقي مفتوحا رغم الهجوم.

وتعاني أحياء في المدينة التي يبلغ عدد سكانها نحو 600 ألف نسمة انقطاعا للمياه منذ الثلاثاء، بحسب ما أعلنت منظمة «المجلس النروجي للاجئين» وسكان.

وأكد مكتب تنسيق المساعدات التابع للأمم المتحدة في بيانه أمس استمرار تدفق المساعدات إلى مدينة الحديدة، لكنه ذكر أن الوصول إلى المنازل «أصبح صعبا بسبب المعارك وإغلاق الطرقات».

وفي محافظة حجة شمال شرق الحديدة تلقى سكان مخيمات للنازحين من معارك محافظة الحديدة مساعدات غذائية قدمها برنامج الغذاء العالمي، حسبما أفاد مصور فرانس برس.

سياسيا، أكد المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث أنه سيواصل مشاوراته مع جميع الأطراف لتجنب المزيد من التصعيد العسكري في الحديدة، معرباً عن خشيته من أن يكون له عواقب خطيرة على الصعيدين السياسي والإنساني.

وقال غريفيث في بيان صحفي أمس: إن أولويته اليوم هي «تجنب مواجهة عسكرية في الحديدة، والعودة بسرعة إلى المفاوضات السياسية».

وأضاف: «لقد شجعني الانخراط البناء لقيادة أنصار الله في صنعاء، وأتطلع إلى لقاءاتي المقبلة مع الرئيس هادي وحكومة اليمن. أنا واثق من أننا نستطيع التوصل إلى اتفاق لتجنب المزيد من العنف في الحديدة».

وجدد غريفيث التزام الأمم المتحدة بالتوصل إلى تسوية سياسية يتم الاتفاق عليها، للنزاع في اليمن، مرحباً بالتزام واستعداد الأطراف للانخراط في عملية سياسية يمنية داخلية بتيسير من الأمم المتحدة.

وخلال زيارته إلى صنعاء قدم أيضاً إحاطة إلى مجلس الأمن في 18 يونيو، وأعلن عزمه استئناف المفاوضات السياسية في الأسابيع المقبلة.

وقالت مصادر: إن جماعة أنصار الله ألمحت إلى استعدادها تسليم إدارة ميناء الحديدة إلى الأمم المتحدة، في انفراجة محتملة لصراع أثار أسوأ أزمة إنسانية في العالم.

وقال مصدر عسكري يمني مؤيد للتحالف لرويترز «الخطة هي تأمين المطار ثم التقدم على الطريق غير الساحلي من بيت الفقيه للسيطرة على الطريق السريع المؤدي إلى صنعاء وكذلك طريق حجة».

وقال مسؤول أمريكي: إن الولايات المتحدة تحث السعوديين والإماراتيين على قبول اقتراح. وذكر مصدر دبلوماسي بالأمم المتحدة أن التحالف أبلغ جريفيث بأنه سيدرس الاقتراح.

وأضاف المصدر أن أنصار الله ألمحوا إلى أنهم سيقبلون بسيطرة الأمم المتحدة الكاملة على إدارة الميناء وعمليات التفتيش فيه.

وذكر دبلوماسي غربي أن الأمم المتحدة ستشرف على إيرادات الميناء وستتأكد من إيداعها في البنك المركزي اليمني. ويقضي التفاهم بأن يظل موظفو الدولة اليمنية يعملون إلى جانب الأمم المتحدة.

وقال الدبلوماسي الغربي: «أعطى السعوديون بعض الإشارات الإيجابية في هذا الصدد وكذلك لمبعوث الأمم المتحدة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية. وصدرت عن الإماراتيين أيضا همهمات إيجابية لكن لا يزال الطريق طويلا أمام الاتفاق».

وحذرت المصادر من أن الخطة ما زالت بحاجة لموافقة كل أطراف الصراع، ولن تؤدي في مراحلها الأولية على الأقل إلى وقف فوري لإطلاق النار.

ميدانيا أعلنت قوات الجيش الوطني «الموالي للشرعية» مسنودة بالمقاومة الشعبية وطيران التحالف العربي بقيادة السعودية أنها استكملت تحرير مديرية نعمان شمال محافظة البيضاء بالكامل بعد معارك متواصلة مع مسلحي «أنصار الله».

ونقل المركز الإعلامي للقوات المسلحة عن مصدر عسكري أمس أن أفراد الجيش تمكنوا من تحرير منطقة مفرق الجريبات وحصير الجار ومنطقة عراء وقرى الغول، وصولاً إلى تحرير جبل الأشعر الاستراتيجي التابع لمديرية الملاجم الذي يطل على منطقة فضحة.

وكانت قوات الجيش مسنودة بالتحالف العربي قد أطلقت الأربعاء عملية عسكرية واسعة تمكنت خلالها من تحرير عدد من المواقع المهمة منها «عقبة القنذع» التي تعد من أهم المواقع الاستراتيجية بالمنطقة.

وأضاف المصدر أن المعارك مستمرة حتى اللحظة، وأن طلائع الجيش الوطني دخلت أولى مناطق مديرية الملاجم، حيث ستلتحم جبهة نعمان آل عواض مع جبهة ناطع بمنطقة فضحة التابعة لمديرية الملاجم. وذكر المصدر أن المعارك أسفرت عن مقتل أكثر من 25 مسلحاً من أنصار الله وجرح آخرين، فيما تمكنت قوات الجيش من أسر 20 آخرين، كما دمرت مقاتلات التحالف العربي تعزيزات ومواقع متفرقة لأنصار الله.