1370665
1370665
العرب والعالم

حكومة جنوب السودان تسعى إلى استبعاد مشار من المفاوضات

22 يونيو 2018
22 يونيو 2018

أديس أبابا - (أ ف ب): اتخذت محادثات السلام في جنوب السودان منحى سيئا امس عندما بدا أن الرئيس سلفا كير يسعى الى تهميش زعيم المتمردين رياك مشار وان وافق على عقد لقاء جديد معه الاثنين في الخرطوم. وكان اجتماع بين الرجلين مساء الأربعاء الماضي أثار آمالا في إمكانية التوصل الى حل تفاوضي قريبا.

ونشر مكتب رئيس الوزراء الأثيوبي احمد ابيي الذي يرئس الهيئة الحكومية للتنمية (ايغاد) المنظمة الإقليمية التي تسعى الى إحياء عملية السلام، نشر صورا لابيي ومشار وكير وهم يتعانقون.

وعقدت قمة امس الأول في اديس ابابا لعدد من قادة دول «ايغاد» وخصوصا السوداني عمر البشير والكيني اوهورو كينياتا والصومالي محمد عبد الله محمد لتعزيز الضغط غلى كير ومشار. لكن لم يحضر القمة الرئيس الأوغندي يوييري موسيفيني الذي يلعب دورا أساسيا.

لكن حكومة السودان خيبت آمال الأكثر تفاؤلا امس بتأكيدها أن مشار زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان-معارضة- لا مكان له في حكومة وحدة وطنية.

وقال وزير الإعلام في جنوب السودان مايكل ماكوي في مؤتمر صحفي امس في اديس ابابا إن حكومة جوبا «نفد صبرها» من زعيم المتمردين رياك مشار، وأضاف «نفد صبرنا من رياك مشار، من الأضرار التي سببها لأهل جنوب السودان».

وقال ماكوي الذي يعد من المتشددين في نظام جنوب السودان «بصفتي جنوب سوداني، وليس فقط الرئيس، بصفتي جنوب سوداني، نقول كفى واذا كان (مشار) يريد أن يصبح رئيسا فما عليه إلا انتظار الانتخابات».

وكان مشار وصف في بيان اللقاء بالودي. لكن صرح أن «الأسباب العميقة للنزاع» تتطلب «وقتا»، مضيفا أن أسلوب مساعي السلام الحالية «غير واقعي».

واتهم ماكوي زعيم المتمردين بانه حاول طوال حياته المهنية القيام بانقلابات، معتبرا انه لهذا السبب لا مكان له في حكومة وحدة في جنوب السودان. وقال «لا نريد سياسيا».

لكن الحكومة وافقت على طلب رؤساء الدول الأعضاء في «الهيئة الحكومية للتنمية» (ايغاد) المنظمة الإقليمية التي تسعى الى تحريك عملية السلام منذ اشهر، المشاركة في لقاء جديد بين مشار وكير الاثنين في العاصمة السودانية الخرطوم. وقال ماكوي «انه قرار لرؤساء دول ايغاد وسنحترمه».

وصرح وزير خارجية جنوب السودان مارتن ايليا في المؤتمر الصحفي نفسه إن الحكومة تبقى مصممة على التوصل الى السلام ولهذا الهدف وافق كير على لقاء مشار. ويتفاوض الجانبان منذ اشهر برعاية «ايغاد» لكن هذا الاجتماع الجديد يفترض أن يسمح بتسريع العملية.

وهو واحد من القرارات الرئيسية التي اتخذت خلال الأسبوع الجاري، وسيليه لقاء آخر في نيروبي، على أن يوقع الاتفاق النهائي في أديس ابابا خلال مهلة أسبوعين، حسب حكومة جنوب السودان.

وفي هذه الفترة يمكن لمشار الإقامة في واحدة من هذه المدن، لكن حكومة جنوب السودان أكدت أنها حصلت من «ايغاد» على ألا يبقى بعد ذلك «في المنطقة أو أي مكان قريب من جنوب السودان».

وبين الخلافات التي يتوجب حلها منصب نائب الرئيس الذي يشغله حاليا تابان دينغ الحليف السابق لمشار الذي انشق عنه في يوليو 2016 مع جزء من حركته، حسب وثيقة سلمتها الحكومة الى الصحف.

ويشير النص أيضا الى انه «لم يتم التوصل الى أي تسوية بشأن تقاسم السلطة» داخل الحكومة والى استمرار خلاف على «الجدول الزمني لتوحيد القوات المسلحة». ودانت حركة مشار «التصريحات اللامسؤولة» لماكوي، معتبرة أنها تهدف الى «إخراج عملية السلام عن مسارها».

واللقاء بين كير ومشار كان الأول منذ المعارك العنيفة التي دارت في العاصمة جوبا في يوليو 2016، وأنهت اتفاق سلام ابرم في أغسطس 2015 وسمح لمشار بالعودة الى منصب نائب الرئيس والى جوبا. وفر مشار اثر تلك المعارك من بلاده لكنه ما زال يتمتع بنفوذ كبير على حركته. وعاد الى جوبا بموجب اتفاق توصلت إليه ايغاد في 2015، ولكن بعد عودته بقليل اندلع قتال عنيف ودام.

وادت الحرب الأهلية في جنوب السودان الى مقتل عشرات الآلاف وتشريد نحو ثلث السكان البالغ عددهم 12 مليون نسمة منذ اندلاعها في ديسمبر 2013، بعد عامين من استقلال البلد الفتي.