1370458
1370458
الاقتصادية

بوادر حرب تجارية مع إعلان الاتحاد الأوروبي رده على واشنطن بشأن الفولاذ

22 يونيو 2018
22 يونيو 2018

الرسوم الجديدة تدخل حيز التنفيذ -

بروكسل، (أ.ف.ب) - أطلق الاتحاد الأوروبي أمس الجمعة هجومه المضاد في نزاعه التجاري مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عبر فرض رسوم جمركية إضافية على عشرات المنتجات الأمريكية مثل الجينز والدراجات النارية.

وهذه الرسوم الجديدة التي دخلت رسميا حيز التنفيذ منتصف ليل الخميس الجمعة بتوقيت بروكسل هي رد الأوروبيين على فرض ترامب رسوما جمركية تبلغ نسبتها 25 بالمائة على الفولاذ و10 بالمائة على الألمنيوم على وارداتها من معظم دول العالم بما في ذلك على حلفائها.

وقالت المفوضة الأوروبية للتجارة سيسيليا مالمستروم خلال الأسبوع الجاري: إن «القرار الأحادي وغير المبرر للولايات المتحدة» بفرض رسوم جمركية «لا يترك لنا أي خيار آخر».

وأضافت: إنه «لا يمكن انتهاك قواعد التجارة العالمية من دون رد فعل من جانبنا»، موضحة أنه «إذا ألغت الولايات المتحدة رسومها الجمركية» فسيتم «أيضا إلغاء» الإجراءات الأوروبية.

وقبل الاتحاد الأوروبي فرضت المكسيك التي شملتها الإجراءات الأمريكية أيضا، رسوما ردا على واشنطن بينما تنوي كندا أن تحذو حذوها في بداية يوليو.

وفي هذه الأجواء التي تتسم بالتوتر بين الصين والولايات المتحدة بدأت ترتسم ملامح حرب تجارية. وما يزيد من احتمال حدوثها هو أن دونالد ترامب ينوي فرض رسوم على السيارات الأجنبية أيضا، ما سيلحق ضررا بالشركات اليابانية والأمريكية.

وقال روبرت بيركفيست الخبير الاقتصادي في مصرف «اس اي بي» السويدي في مقابلة مع وكالة فرانس برس «لدينا هنا حرب تجارية، حرب تجارية تتكثف».

وأكد رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر أن الأوروبيين يريدون أن يكون ردهم «واضحا ومكافئا» في مواجهة القرار الأمريكي الذي «يتحدى كل منطق».

تطبق الرسوم التي يفرضها الاتحاد الأوروبي على لائحة طويلة من السلع المنتجة في الولايات المتحدة مثل مواد زراعية (الأزر والذرة والتبغ...) ومنتجات من الحديد الصلب وآليات (دراجات نارية وسفن...) والنسيج.

وقال نائب رئيس المفوضية الأوروبية يركي كاتاينن أمس الأول: «إذا اخترنا منتجات مثل (الدراجات النارية) هارلي ديفيدسون وزبدة الكاكاو، فلوجود بدائل لها في السوق (الأوروبية)». وأضاف: «لا نريد أن نفعل شيئا يمكن أن يضر بالمستهلكين».

وتابع كاتاينن: إن «هذه المنتجات سيكون لها سياسيا أيضا بعد رمزي كبير». وقد أمل الأوروبيون لفترة طويلة أن يتم إعفاؤهم من الإجراءات العقابية التي أعلنها ترامب في مارس. لكن بعد إعفائهم مرتين مؤقتا ومحاولات لإجراء مناقشات تجارية مع واشنطن، تم تطبيق هذه الإجراءات على الاتحاد الأوروبي في الأول من يونيو.

وفي هذا الإطار تقدم الأوروبيون بشكوى إلى منظمة التجارة العالمية. وهم ينوون أيضا فرض إجراءات توصف بـ«الإنقاذية» لحماية سوقهم للفولاذ والألمنيوم التي لن تجد منفذا لها بعد الآن إلى الولايات المتحدة.

وتعادل إجراءات الرد التي طبقت اعتبارا من امس على المنتجات الأمريكية، في قيمتها الأضرار التي نجمت عن القرار الأمريكي حول الصادرات الأوروبية من الفولاذ والألمنيوم إلى الولايات المتحدة، أي ما مجموعه 6.4 مليار يورو في 2017.

وسيحصل الاتحاد الأوروبي على حقوقه من السلع الأمريكية أولا بقيمة 2.8 مليار دولار. أما المبلغ المتبقي لتحقيق التوازن وهو 3.6 مليارات يورو فسيتم تحصيله خلال ثلاثة أعوام أي بعد الفوز المحتمل للأوروبيين في شكواهم أمام منظمة التجارة العالمية.

وتشهد العلاقات بين ضفتي الأطلسي توترا منذ انتخاب دونالد ترامب رئيسا بسبب خلافات حول عدد من القضايا الكبرى مثل اتفاق باريس حول المناخ ونقل السفارة الأمريكية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس والاتفاق النووي الإيراني...

وتصاعد التوتر في العلاقات خصوصا بعد القمة الأخيرة لمجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى، عندما انسحب الرئيس الأمريكي فجأة من البيان المشترك وشتم مضيفه الكندي جاستن ترودو.