1370217
1370217
العرب والعالم

القوات اليمنية تستقدم تعزيزات قبل التقدم باتجاه ميناء الحديدة

21 يونيو 2018
21 يونيو 2018

زعيم «أنصار الله» يوافق على إشراف الأمم المتحدة على ميناء المدينة -

صنعاء- «عمان»- جمال مجاهد - (أ ف ب):-

تستقدم القوات الموالية للحكومة اليمنية تعزيزات عسكرية استعدادا للتقدم نحو ميناء الحديدة بعد سيطرتها على مطار المدينة الواقعة في غرب اليمن ضمن عملية واسعة أثارت مخاوف لدى الأمم المتحدة على أرواح المدنيين.

ودارت صباح أمس اشتباكات متقطعة عند الأطراف الشمالية للمطار من جهة المدينة، وقام أنصار الله بعمليات قصف بقذائف الهاون على مواقع قوات الحكومة داخل المطار، وقامت هذه القوات «بالرد بالمثل»، بحسب ما أعلن مسؤول في القوات الموالية للحكومة.

وأكد المسؤول لوكالة فرانس برس «نستقدم حاليا التعزيزات، واستعداداتنا للتقدم باتجاه الميناء باتت في مراحلها الأخيرة».

وكانت القوات الموالية للحكومة اليمنية سيطرت أمس الأول على المطار الواقع في جنوب مدينة الحديدة بساندة التحالف العسكري الذي تقوده السعودية، بعد نحو أسبوع من إطلاق هجوم باتجاه المدينة للسيطرة على مينائها الاستراتيجي.

ويبعد المطار نحو 8 كلم عن الميناء الذي تدخل منه غالبية المساعدات والمواد التجارية والغذائية الموجهة الى ملايين السكان في البلد الذي يعاني من أزمة إنسانية كبيرة ويهدد شبح المجاعة نحو 8 ملايين من سكانه.

من جهته، قال زعيم جماعة «أنصار الله» عبدالملك الحوثي في خطاب متلفز بثّته قناة «المسيرة» الفضائية مساء أمس الأوّل إنه لا مانع لديه في أن تتولّى الأمم المتحدة الإشراف على ميناء الحديدة والرقابة والتأكّد من أن إيراداته ستجمع وتحفظ حصريا لصرف مرتّبات الموظّفين.

واشترط الحوثي أن «يكمل نسبة العجز في المرتّبات حتى تستوفى وتصبح هذه آلية عملية لتوفير المرتّبات تجمع إيرادات الميناء في البنك المركزي في صنعاء مع إيرادات النفط والغاز وتصرف من صنعاء برقابة ووصاية من الأمم المتحدة وتصرف لصالح المرتّبات».

وأشار إلى أن هذه الخطوة من شأنها أن تضع حدّا لمبرّر القوات الموالية للشرعية في أن «حكومة الإنقاذ الوطني غير المعترف بها دوليا» تستخدم إيرادات الميناء لتمويل الحرب ضد القوات الموالية للشرعية.

وقال: «الإيرادات محدودة تصل أحيانا إلى ستة مليارات وأحيانا إلى أربعة مليارات أحيانا إلى أقل، تختلف بحسب حركة التجارة وهذه المبالغ المحدودة من الإيرادات جزء منها لمحافظة الحديدة، وجزء منها لتغطية الحد الأدنى والضروري للغاية لتشغيل المستشفيات ومؤسّسات الدولة والوزارات، وجزء منها بسيط يضاف أحيانا على رأس أربعة أشهر أو خمسة أشهر أو ثلاثة أشهر بحسب اختلاف مستوى الإيرادات ونسبة الإيرادات لصالح دعم المرتّبات التي تصرف أحيانا بنصف راتب».

وأبدى الحوثي استعداده لإيقاف أي عمليات بحرية ضد القطع العسكرية، بشرط عدم دخولها المياه اليمنية الإقليمية في الساحل الغربي وعدم تهديد البحر والمناطق الساحلية والمحافظات الخاضعة لجماعته.

ودعا الحوثي إلى الاستمرار في حشد المقاتلين والتجنيد من قبل وزارتي الدفاع والداخلية في المحافظات الخاضعة لسيطرة «أنصار الله» والساحل الغربي.

وأشار إلى «عوامل مهمة جدا تساعد على أن يكون الساحل الغربي مستنقعاً لإغراق وإهلاك والتنكيل بأولئك الغزاة المجرمين المعتدين» حسب قوله، وأضاف «لا تزال أكثر المساحة في تهامة حرّة ولا تزال نسبة كبيرة جدا من الساحل حرة تحت سيطرة شعبنا وجيشه ولجانه الشعبية».

وتخشى الأمم المتحدة ومنظمات دولية ان تؤدي الحرب في مدينة الحديدة إلى وقف تدفق المساعدات عبر الميناء.

وقال أحد سكان المدينة لفرانس برس مفضلا عدم الكشف عن اسمه ان «كارثة إنسانية تقترب من المدينة. الوضع خطر جدا، دبابات ومدرعات في الشوارع، وقد تتعرض هذه للقصف في اي وقت ما قد يعرض حياة المدنيين للخطر»، وتابع «لا بد من تدخل... لمنع حرب شوارع في المدينة».

وتعاني أحياء في المدينة من انقطاع المياه عنها منذ الثلاثاء، بحسب ما أعلنت منظمة «المجلس النروجي للاجئين»، وقالت المنظمة في بيان «تعطلت إمدادات المياه في عدة أحياء والسكان أصبحوا يعتمدون على المياه التي توفرها المساجد». وأضافت ان «الحصول على المياه النظيفة والكافية مصدر قلق رئيسي خصوصا في ظل حالة الطوارئ الصحية بسبب الكوليرا» الذي أدى إلى وفاة أكثر من ألفي شخص منذ نحو عام في اليمن.

وستمثل السيطرة على مدينة الحديدة التي يسكنها نحو 600 ألف شخص، في حال تحققت، أكبر انتصار عسكري لقوات السلطة المعترف بها دوليا في مواجهة أنصار الله، منذ استعادة هذه القوات خمس محافظات من أيدي الحوثيين في 2015. ودفعت أعمال العنف في محافظة الحديدة في غرب اليمن نحو 32 ألف شخص للنزوح في يونيو الحالي، بحسب ما أعلنت الأمم المتحدة، بينهم أكثر من ثلاثة آلاف شخص في مدينة الحديدة، مركز المحافظة.

إلى ذلك أطلقت قوات الجيش الوطني «الموالي للشرعية» مسنودة بطيران التحالف العربي، عملية عسكرية واسعة تمكّنت خلالها من تحرير مواقع استراتيجية جديدة بمحافظة البيضاء «وسط اليمن».

وقال قائد محور بيحان قائد اللواء 26 مشاة اللواء الركن مفرح بحيبح في تصريح للمركز الإعلامي للقوات المسلّحة أمس إن قوات الجيش أطلقت عملية عسكرية واسعة من محورين، وهما محور نعمان ومحور «ناطع- الملاجم»، وتمكّنت القوات من تحرير مواقع استراتيجية مهمة خلال الساعات الأولى من انطلاق العملية.