العرب والعالم

موسكو تدين «استهتار» واشنطن بمجلس حقوق الإنسان للأمم المتحدة

20 يونيو 2018
20 يونيو 2018

الصين تأسف وإسرائيل ترحب -

عواصم - (وكالات): أدانت موسكو أمس «وقاحة» الولايات المتحدة و«استهتارها» بالأمم المتحدة بعد انسحابها من مجلس حقوق الإنسان التابع للمنظمة الدولية واصفة القرار بـ«الخاطئ».

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا خلال مؤتمر صحفي: إن «الولايات المتحدة نسفت مجددا سمعتها في الدفاع عن حقوق الإنسان... لقد أظهرت استهتارها بالأمم المتحدة ومؤسساتها».

وأدانت «وقاحة زملائنا الأمريكيين الذين يرفضون بقوة الاعتراف بوجود مشاكل خطيرة تتعلق بحقوق الإنسان في بلدهم»، واتهمتهم بأنهم حاولوا «تغيير بنية مجلس حقوق الإنسان لخدمة مصالحهم».

وأضافت: إن مجلس حقوق الإنسان يجب أن يكون «في خدمة كافة الدول الأعضاء وليس بلد واحد»، مؤكدة أن الانسحاب الأمريكي «لم يشكل مفاجأة» لروسيا.

وإذ اتهمت الولايات المتحدة بـ«محاولة فرض نسخة خاصة بالأمريكيين لحقوق الإنسان على الدول الأخرى في العالم»، أكدت أن المجلس سبق أن عمل «بفعالية» بدون روسيا.

وأعلنت الولايات المتحدة أمس الأول انسحابها من المنظمة التي تتخذ من جنيف مقرا والتي تتهمها بـ«النفاق» والانحياز ضد إسرائيل.

وتم إنشاء مجلس حقوق الإنسان في 2006 للترويج وحماية حقوق الإنسان في العالم لكن غالبا ما تناقض تقاريره الأولويات الأمريكية.

ومنذ وصول الجمهوري دونالد ترامب إلى البيت الأبيض مطلع 2017 انسحبت واشنطن من اليونسكو وقطعت التمويل عن عدة هيئات أممية وأعلنت انسحابها من اتفاق باريس حول المناخ والاتفاق النووي مع إيران الذي أيدته الأمم المتحدة.

وانسحاب واشنطن من مجلس حقوق الإنسان ليس سابقة. فقبل 12 عاما قاطعت إدارة جورج دبليو بوش الجمهورية مجلس حقوق الإنسان قبل أن يقرر الديموقراطي باراك أوباما انضمام بلاده إليه مجددا.

من جهتها، أبدت الصين أسفها أمس لقرار واشنطن الانسحاب من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة وهي خطوة تقول وسائل الإعلام الرسمية إنها تجعل صورة واشنطن كمدافع عن الحقوق «على شفا الانهيار».

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية قنج شوانج في إفادة دورية للصحفيين «تعبر الصين عن أسفها لقرار الولايات المتحدة بالانسحاب من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة»، وأضاف: «الصين ستستمر، بالعمل مع جميع الأطراف، في تقديم إسهاماتها في التطور الصحي لحقوق الإنسان بأنحاء العالم من خلال التعاون والحوار البناء».

وفي رد على سؤال بشأن الانتقاد الأمريكي لسجل الحقوق الصيني قال: إن الولايات المتحدة تتجاهل الحقائق وإن كل محايد يستطيع رؤية التقدم الهائل الذي حققته الصين بمجال الحقوق.

أما إسرائيل فقد رحبت امس بقرار الولايات المتحدة الانسحاب من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في بيان لمكتبه أمس: إن «قرار الولايات المتحدة الانسحاب من هذه المنظمة المنحازة يشكل تصريحا لا لبس فيه بانه قد طفح الكيل».

وشكر نتانياهو للرئيس دونالد ترامب ووزير الخارجية مايك بومبيو والسفيرة نيكي هيلي «قرارهم الذي يرفض نفاق مجلس حقوق الإنسان الأممي وأكاذيبه»، معتبرا أنه «على مدار سنوات طويلة أثبت المجلس أنه جهة منحازة وعدائية ومعادية لإسرائيل تخون مهمتها وهي الدفاع عن حقوق الإنسان».

وإضاف: «بدلا من التركيز على أنظمة تنتهك حقوق الإنسان بشكل ممنهج، يركز المجلس بشكل مهووس على إسرائيل وهي الدولة الديموقراطية الحقيقية الوحيدة في الشرق الأوسط».

من جهتها، أعلنت حنان عشراوي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في بيان أنها لم تفاجأ بهذا القرار الذي اتخذته دولة «شريكة لإسرائيل التي تحتجز أمة بكاملها رهينة عبر احتلال عسكري شرس».

وأضافت عشراوي: «إن الدعم الأعمى الذي تقدمه الإدارة الأمريكية لإسرائيل التي ارتكبت خروقات فاضحة لحقوق الإنسان، لن يساهم سوى بعزلها على الساحة الدولية».

وسارع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إلى إبداء أسفه للقرار الأمريكي، معتبرا انه كان «من الأفضل بكثير» لو بقيت واشنطن عضوا في هذه الهيئة الأممية التي تتخذ من جنيف مقرا.

وانتقدت جماعات حقوقية القرار واصفة إياه بأنه يبعث برسالة مفادها أن الولايات المتحدة تغض الطرف عن الانتهاكات بأنحاء العالم.