1368940
1368940
عمان اليوم

افتتاح المركز الوطني لطب الأعماق ضمن منظومة متكاملة من المراكز التخصصية الوطنية

20 يونيو 2018
20 يونيو 2018

يضم أحدث التقنيات المتطورة وبتكلفة 2.3 مليون ريال عماني -

وزير الصحة: التكلفة العالية للتشييد معقولة مع مستوى دقة الأجهزة والحاجة إليها -

تغطية - عهود الجيلانية -

أكد معالي الدكتور أحمد بن محمد السعيدي وزير الصحة أن تطوير الخدمات الصحية في السلطنة تحظى بدعم سامٍ من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - وتشمل إدخال كافة التطورات العلمية والتقنيات الحديثة في مجالات الطب المختلفة التي تستدعي في أحيان كثيرة توفر خدمات صحية متخصصة في العديد من مجالات الطب.

وأوضح أن المركز الوطني لطب الأعماق بالمستشفى السلطاني يعتبر ضمن منظومة متكاملة من المراكز التخصصية الوطنية التابعة للمستشفى السلطاني وهذه النوعية من العلاجات الحديثة كان لا بد من إضافتها نظرًا للحاجة الماسة في توفير العلاج المتخصص لبعض الأمراض.

وأثنى معاليه في تصريح له أمس خلال افتتاح المركز الوطني لطب الأعماق تحت رعاية معالي الدكتور علي بن مسعود السنيدي وزير التجارة والصناعة على مساهمة البحرية السلطانية العمانية في تدريب وإعداد الكوادر العمانية لتشغيل المركز حيث يوجد لديها أول مركز لطب الأعماق يستقبل المرضى من كافة أنحاء السلطنة، مشيرا إلى أن المركز الوطني بالمستشفى السلطاني سيستقبل كافة الحالات المرضية والطارئة التي يتطلب علاجها في المركز وهي في ازدياد خاصة أن هناك ارتفاعا في عدد مرضى السكري ومرضى قدم السكري. وأوضح أن تأخّر إنشاء المركز جاء لعدة أسباب منها اختيار الموقع المناسب لتشييده وضرورة قربه من المراكز التخصصية الأخرى لأن الكثير من الحالات المرضية تتابع إما في المستشفى السلطاني وإما في المراكز التخصصية الأخرى، وجاءت تكلفة المركز مرتفعة والتي بلغت حوالي مليونين وثلاثمائة ألف ريال عماني نظرًا لما يحتويه من أجهزة متطورة ودقيقة إذا ما قيست بمدى الحاجة إليها وأهميتها فالتكلفة تعدُّ معقولة، مبينا أن المركز ما زال بحاجة إلى إمداده بكوادر إضافية حتى يستطيع أن يلبي كافة الاحتياجات المستقبلية حيث تم تدريب الكوادر العاملة حاليا داخل السلطنة وفي عدة دول أخرى.

وألقت الدكتورة عائشة بنت حبيب البلوشية الطبيبة المسؤولة عن المركز الوطني لطب الأعماق خلال حفل افتتاح المركز كلمة أكدت فيها أن وزارة الصحة انتهجت التخطيط السليم والبنّاء متمثلًا في خطط التنمية الصحية منذ عام 1976م، التي أدت إلى دعم النظام الصحي ورفع المستوى الصحي العام للمواطنين والمقيمين، واعتمدت الوزارة منهجية «التخطيط الاستراتيجي» مما ساعد على توفير الرؤية الواضحة والتوجه السليم لتحديد الاحتياجات ذات الأولوية.

وأضافت: تعدُّ السلطنة من الدول المتقدمة في مجال تحسين حياة سكانها صحيًّا، إذ وفرت وزارة الصحة خدمات صحية متنوعة ومتجددة لمختلف المجالات، وشهدت الوزارة نقلة واسعة من خلال المشروعات الكبيرة التي تنفذها كالمشروع الوطني للسكري والغدد الصماء والمشروع الوطني لأمراض القلب والمشروع الوطني لطب الأعماق وغيرها، مشيرة إلى أن وزارة الصحة في خططها تستضيء بالتوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - أبقاه الله - وما المركز الوطني لطب الأعماق إلا استجابة لتلك التوجيهات السامية ولَبِنَةٌ مُهِمَّةٌ في سبيل البناء والتنمية، وتطورٌ طبيعي لمنجزات وزارة الصحة.

وتطرقت البلوشية إلى التعريف بطب الأعماق موضحة أنه يعدُّ أحد فروع الطب الحديثة والذي يقدم غاز الأوكسجين النقي كدواء أساسي في بيئة يزيد الضغط الجوي فيها عن مستوى سطح البحر، فهو يساعد على زيادة قدرة أنسجة الجسم على البناء والتجدد وخاصة الأنسجة التي تتعرض للهدم بسبب المرض المزمن أو الإشعاع أو الحروق.

وسيشكل هذا العلاج علامة فارقة في حياة كثير من مرضى السكري والمرضى الذين يعانون من مضاعفات علاج الأورام السرطانية، كما يسهم في علاج بعض حالات الغوص وانسداد الأوعية الدموية بالفقاعات وعلاج التسمم بغاز أول أكسيد الكربون وغيرها.

وأكدت أن الوزارة لم تأل جُهدًا في تدريب وتأهيل الكوادر العمانية ليكونوا دعامة للنظام الصحي وهي العمود الفقري في تقديم الخدمات الصحية، فقد خضع كافة أفراد الطاقم الطبي بالمركز الوطني لطب الأعماق لبرنامج تدريبي مكثّف في المجمع الطبي بقاعدة سعيد بن سلطان البحرية، بالإضافة إلى المراكزَ المتخصصة في ألمانيا والنمسا، مؤكدة أن هناك حاجة ماسة إلى تدريب المزيد من الكوادر ليتم تشغيلها في المركز. وقد تم خلال حفل الافتتاح تقديم عرض مرئي عن المركز ومكوناته وخدماته العلاجية.

وفي ختام الحفل قام معالي الدكتور علي بن مسعود السنيدي وزير التجارة والصناعة راعي المناسبة بإزاحة الستارة عن اللوحة التذكارية للمركز معلنا افتتاحه رسميا، وتفقد والحضور أقسام المركز ومرافقه المختلفة، واستمع إلى شرحٍ وافٍ عن الخدمات التي يقدمها، وحضر حفل الافتتاح عدد من أصحاب السعادة والمسؤولين في الدولة من مدنيين وعسكريين وجمع من المدعوين.

وقد أقيم المركز الوطني لطب الأعماق على مساحة بناء تبلغ (851) مترا مربعا، وتم تزويده بكافة المعدات والأجهزة الطبية، ويتألف مبنى المركز من قسم السجلات الطبية وغرفة الحاسب الآلي وغرفة المعاينة وثلاث غرف للتشخيص والعلاج، ومخزن، والغرفة الرئيسية التي تحتوي على ثلاثة أجهزة علاج بالأوكسجين المضغوط تعد الأحدث من نوعها في مجال طب الأعماق على الصعيد الدولي، من بينها جهازان يتسعان لــ(12) شخصًا لكل جهاز، وجهاز ثالث لغرفة علاج فردية.

وقد رُوعي عند إنشاء المركز الذي بدأ تشغيله مبدئيا في فبراير الماضي أن يتوافق مع كافة إجراءات وأنظمة السلامة، ولذلك تم تزويده بمعدات الإطفاء وأجهزة الإنذار وحساسات إطفاء داخل أجهزة الأوكسجين المضغوط، فضلا عن مخارج الطوارئ المتعددة.

الجدير بالإشارة إلى أن العلاج بالأوكسجين المضغوط يعد علاجًا أساسيًا لعدة حالات، أهمها: انسداد الأوعية الدموية بالفقاعات الهوائية، وحالات التسمم الحاد بغاز أول أكسيد الكربون، ومرض اختلال الضغط للغواصين، كذلك يستخدم الأوكسجين المضغوط كعلاج تكميلي مساعد في العديد من الحالات المرضية، بما في ذلك: تقرحات القدم السكري، والإصابات الناتجة عن الحروق، وحالات فقد السمع المفاجئ، والتهاب التسوس المزمن في العظام، والتهابات الأذن المزمنة، وإصابات السحق (الحوادث)، فضلا عن استخدامه في علاج بعض الحالات المرضية التي تسببها الميكروبات الحادة، والجروح والتقرحات بطيئة الالتئام.