1368766
1368766
عمان اليوم

البحرية السلطانية تشارك العالم احتفالاته باليوم العالمي للهيدروغرافيا .. اليوم

20 يونيو 2018
20 يونيو 2018

تحت شعار «قياس الأعماق أساس استدامة البحار والمحيطات والممرات المائية»

السفن التجارية أمام اتخاذ خطوة التحول الإلكتروني الكامل بحلول الأول من يوليو 2018 -

تشارك البحرية السلطانية العمانية اليوم الخميس في اليوم العالمي للهيدروغرافيا الذي يوافق الحادي والعشرين من يونيو من كل عام، والذي يأتي هذا العام تحت شعار «قياس الأعماق أساس استدامة البحار والمحيطات والممرات المائية»، واهتمت البحرية السلطانية العمانية ببناء القدرات الهيدروغرافية من خلال توفير البنية الأساسية والتدريب اللازم لذوي الاختصاص، وقد واكبت السلطنة التطور في هذا المجال من خلال رفع الكفاءة والقدرات التي مكنتها من وضع منظومة بيانات هيدروغرافية في سبيل تأمين سلامة الملاحة البحرية في مناطقها البحرية، وأن الدور الكبير الذي تقوم به مديريات وأقسام الهيدروغرافيا التابعة للبحرية السلطانية العمانية يساهم بطريقة مباشرة وغير مباشرة في دعم الاقتصاد الوطني وسلامة الملاحة من خلال القيام بالمسوحات البحرية وتوفير الخرائط ذات الصلة لموانئ البلاد وممراتها المائية كميناء السلطان قابوس وميناء صحار الصناعي وميناء الدقم وميناء صلالة وموانئ الصيد المنتشرة في العديد من ولايات السلطنة الساحلية.

اليوم العالمي للهيدروغرافيا

تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة في جدول الأعمال الخاص بالمحيطات وقانون البحار القرار رقم: (أ/‏‏‏60/‏‏‏30) بتاريخ 29 نوفمبر 2005م الذي يرحب بتبني منظمة الهيدروغرافيا الدولية ليوم الهيدروغرافيا العالمي ليحتفل به في 21 يونيو من كل عام بهدف التعريف ونشر الوعي بأعمالها على كافة المستويات وزيادة تغطية البيانات الهيدروغرافية على مستوى عالمي وحث جميع الدول بالعمل الوثيق مع هذه المنظمة لتعزيز الملاحة الآمنة خصوصا في مناطق الملاحة الدولية والموانئ والمناطق البحرية المعرضة للخطر أو غير الآمنة وتعزيز سلامة الملاحة في المناطق المحمية.

وتعد الهيدروغرافيا واحدة من العلوم التي تؤثر على حياة المجتمعات البشرية، وأصبحت لها أهمية بالغة للدول في دفع عجلة الاقتصاد قدما، وتنويع مصادر دخلها في وقت تتزاحم فيه المصالح لبسط النفوذ على المساحة الأكبر من بحار العالم، وما تحتويه من ثروات طبيعية كالنفط والغاز والثروات الحية الأخرى، ناهيك عن أنشطة النقل البحري المختلفة وما تتطلبه من بنى أساسية  كالموانئ، وسلامة الملاحة البحرية في الممرات المائية.

في الحادي والعشرين من شهر يونيو من كل عام تواكب السلطنة الاحتفال بيوم الهيدروغرافيا العالمي ممثلة بقيادة البحرية السلطانية العمانية والمكتب الهيدروغرافي الوطني العماني، ومن خلال شعار هذا العام تتضح الأهمية البالغة في القيام بالمزيد من المسوحات الهيدروغرافية لتحديث منظومة الخرائط البحرية بشكلها الواسع التي تؤمن القدر الأكبر من سلامة الملاحة البحرية، وتسعى السلطنة وبشكل حثيث لمواكبة التطور العالمي في هذا الجانب مما يمكنها من أخذ دورها الريادي كدولة مطلة على مساحة كبيرة من البحار ولها تاريخ بحري عريق منذ القدم.

ويهدف موضوع يوم الهيدروغرافيا العالمي لعام 2018م لتوضيح الخدمات التي تقدمها مكاتب الهيدروغرافيا الوطنية كالمكتب الهيدروغرافي الوطني العماني وأصحاب الشأن بصناعة الهيدروغرافيا والمساهمين الخبراء والمجتمع العلمي ذوي الاختصاص في مجال الهيدروغرافيا.

إن علم الهيدروغرافيا له دور أساسي  في الحفاظ على الموارد الاقتصادية والطبيعية للأجيال القادمة من خلال ما يقدمه من دراسات تتعلق بسلامة الملاحة البحرية وسلامة الأرواح في البحر وإنتاج خرائط بحرية ذات الصلة، وتتحقق الاستدامة عن طريق الاتزان في المجال الاجتماعي والاقتصادي والبيئي وجميعها مرتبطة ببعضها وتتكامل كل واحدة مع الأخرى، وإذا ما حدث أي خلل في أحد تلك الجوانب فإنه سيؤثر سلبا على الجانب الآخر، تشمل الموضوعات ذات الصلة بيوم الهيدروغرافيا العالمي على سبيل المثال لا الحصر التحول إلى النظام الإلكتروني الكامل، بناء قواعد بيانات هيدروغرافية، ودعم جدول أعمال التنمية المستدامة للأمم المتحدة (2030م).

تحول إلكتروني

ويتوجب على السفن التجارية أن تتخذ خطواتها نحو التحول الإلكتروني الكامل بحلول الأول من يوليو 2018م حيث تعد هذه المرحلة النهائية من عملية بدأت في عام 2008م، والتي غيرت طريقة تنقل السفن جذريا عما كانت عليه سابقا، أصبحت السفن بهذا التحول تستخدم نظام عرض بيانات الخرائط الملاحية الإلكترونية، وسوف تسهل الخرائط الملاحية الإلكترونية عمل أساطيل السفن العالمية من خلال ما توفره من معلومات بحرية وهيدروغرافية بطريقة رقمية كاملة بحيث تجعل الشحن في نهاية المطاف أكثر أمنا وأكثر كفاءة، وقد اكتمل الآن مشروع التحول الكبير من طريقة الملاحة اليدوية العادية ومن الخرائط الملاحية الورقية إلى الخرائط الملاحية الإلكترونية والبيانات الرقمية والذي استغرق مدة طويلة ليعلن أخيرا مواكبة الهيدروغرافيا لتطور القرن الحادي والعشرين.

بناء قواعد بيانات

تهتم الهيدروغرافيا ببرامج الجغرافيا المكانية (Geospatial)، وتجميع وتخزين البيانات بالإضافة لمشاركة تلك البيانات مع المنظمات والهيئات الأخرى المهتمة بهذا الجانب حيث توفر تلك القواعد من البيانات العديد من الدراسات والنظريات المهمة منها مراقبة التغير البيئي، إدارة الموارد الطبيعية، الخطط المتاحة لمواجهة الكوارث الطبيعية والتقليل من آثارها المحتملة مما يمكن لصناع القرار من اتخاذ القرارات والخطط وفق ما يتم استنتاجه واستخلاصه من تلك البيانات.

على الرغم من وجود الكثير من الثغرات الهيدروغرافية في معرفتنا بالبحار والمحيطات، إلا أن معظم المكاتب الهيدروغرافية الوطنية تدير أو لديها إمكانية الوصول إلى أكثر البيانات الهيدروغرافية شمولا المتوفرة لبلدها، وتجعل المكاتب الهيدروغرافية هذه البيانات متاحة على نحو متزايد لاستخدامها على أوسع نطاق ممكن كجزء من تطوير البنى الأساسية للبيانات المكانية الوطنية، إضافة إلى نشر الخرائط لسلامة الملاحة بجانب مشروع خارطة أعماق المحيطات العامة (GEBCO) للجنة الهيدروغرافية الدولية التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، وبجانب مشروع مركز البيانات لقياس الأعماق الرقمية بمنظمة الهيدروغرافيا الدولية، تمثل مجموعة هذه البيانات الهيدروغرافية المذكورة أعلاه الأكثر شمولا التي تغطي العالم والمتاحة لعامة الناس على أمل أن تنال المزيد من التحسين، ويأتي في هذا السياق ذكر المشروع الخاص بتكملة الصورة الطبوغرافية لقاع البحر العالمي المسمى «قاع البحر 2030»، بتمويل من مؤسسة نيبون، لقد بدأ هذا المشروع الطموح في عام 2018م والذي سوف يمتد لأكثر من عقد من الزمان، ويقوم بدمج جميع المعلومات المتوفرة عن قاع البحار ودعم وتطوير واستخدام تقنيات المسح المتطورة الجديدة وتحفيز استخدامها في برامج المسح المنسقة، بفضل هذا المشروع سيكون العالم تحت الماء معروفًا لنا جميعًا بشكل أفضل عند اكتمال المشروع في عام 2030م.

علم الهيدروغرافيا

يعتقد الكثيرون أن الهدف والمغزى من عملية قياس الأعماق هو إنتاج الخرائط الملاحية فقط ، إلا أن الحقيقة هي أن تلك البيانات يبنى عليها العديد من الدراسات العلمية ولعل أبرزها خطط التطوير والاستدامة، يتم تحليل ومعالجة البيانات الرقمية التي تم جمعها من المسطحات المائية ورسم صورة واضحة ودقيقة للحالة الجيولوجية للقاع ومراقبة التغيرات التي تطرأ عليه من حين لآخر، وللظواهر الطبيعية دور كبير في الكثير من التغيرات التي يتوجب على الدول ومراكز البحوث متابعتها باستفاضة وتمعن، فتلك التغيرات تؤثر بشكل كبير على الحياة الفطرية والبشرية في آن واحد كتلك التغيرات التي نشاهدها على الشواطئ من ارتفاع منسوب المياه وتآكل تلك الشواطئ مما يهدد وجود المجتمعات البشرية التي اتخذت من المناطق الساحلية مآوي لها على مدى العصور.

ويعد قياس الأعماق أساس استدامة البحار والمحيطات والممرات المائية لما عليه من تغيرات جيولوجية وطبوغرافية يتطلب متابعتها باستمرار للوقوف على أهم المتغيرات التي تهم الدول، ومتابعة ما قد يطرأ على الأعماق نتيجة الكوارث الطبيعية وغيرها من المتغيرات التي قد تكون لها جوانب تؤثر على منظومة الملاحة وما ترتبط به من آثار قد تعود إيجابا أو سلبا على الكيانات الاقتصادية والبيئية على حد سواء.

تشكل الهيدروغرافيا والمعرفة التفصيلية لشكل وعمق قاع البحر أساس الاستخدام السليم والآمن والمستدام والفعال من حيث التكلفة للبحار والمحيطات والممرات المائية في العالم، وحسب الهدف رقم (14أ) من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة هو «استخدام المحيط»، ويشمل الحاجة إلى زيادة المعرفة العلمية وتطوير القدرات البحثية ونقل التكنولوجيا البحرية، وفي هذا السياق فإن العمل جارٍ من جانب منظمة الهيدروغرافيا الدولية وذوي الاختصاص في النظر في كيفية استخدام قياسات الأعماق عبر الأقمار الصناعية وإمكانية الوصول إلى البيانات ذات الصلة من خلال البنى الأساسية  للبيانات المكانية البحرية، وتوفير المزيد من بناء القدرات.

أعمال ومساهمات السلطنة

يساهم ذوو الاختصاص في علم الهيدروغرافيا ورسم الخرائط في البحرية السلطانية العمانية في أنشطة حيوية تصب في المصلحة الوطنية بشكل خاص وتعزز سلامة الملاحة الدولية بشكل عام، وتشمل هذه الأنشطة على -سبيل المثال لا الحصر- دعم سلامة الملاحة، وحماية البيئة البحرية، وإدارة المناطق الساحلية، والسياحة، وإدامة البنية الأساسية للبيانات المكانية البحرية، والدفاع والأمن، وإسناد عمليات ترسيم الحدود البحرية ودراسات تمديد الجرف القاري العماني وتنفيذ أحكام اتفاقية الأمم المتحدة الخاصة بقانون البحار، واستكشاف الموارد الحية وغير الحية، وجميع المكونات الأخرى للاقتصاد الأزرق، واهتمت البحرية السلطانية العمانية ببناء القدرات الهيدروغرافية من خلال توفير البنية الأساسية والتدريب اللازم لذوي الاختصاص، وتجدر الإشارة هنا بأهمية ما يقوم به هؤلاء المتخصصون من أعمال مهمة كالقيام بالمسوحات الهيدروغرافية في البحر الإقليمي للسلطنة وإصدار خرائط بحرية ورقية وإلكترونية والمنشورات البحرية ذات الصلة، وتتطلب تلك الخرائط متابعة مستدامة لبيانات قياس الأعماق البحرية سواء للبحار المفتوحة أو الممرات المائية كالمضائق والقنوات، وقد واكبت السلطنة هذا التطور من خلال رفع الكفاءة والقدرات التي مكنتها من وضع منظومة بيانات هيدروغرافية في سبيل تأمين سلامة الملاحة البحرية في مناطقها البحرية.

إن الدور الكبير الذي تقوم به مديريات وأقسام الهيدروغرافيا التابعة للبحرية السلطانية العمانية يساهم بطريقة مباشرة وغير مباشرة في دعم الاقتصاد الوطني وسلامة الملاحة من خلال القيام بالمسوحات البحرية وتوفير الخرائط ذات الصلة لموانئ البلاد وممراتها المائية كميناء السلطان قابوس وميناء صحار الصناعي وميناء الدقم وميناء صلالة وموانئ الصيد المنتشرة في العديد من ولايات السلطنة الساحلية.

لقد تطلبت تلك المواقع قاعدة بيانات مكانية ومسوحات بحرية قبل وأثناء وبعد رسم الخطوط العريضة لهذه المشروعات مما يؤكد أن أهمية تحديث منظومة قياس الأعماق مطلب أساسي ومهم لبناء قواعد البيانات الخاصة بالرؤى والخطط المطلوبة، ومن هذا المنطلق جاءت الجهود مضنية وحثيثة في سبيل تطوير قدرات البحرية السلطانية العمانية لرفد هذه الأقسام بجميع المتطلبات الضرورية لتلبية احتياجات السلطنة من البيانات الهيدروغرافية الدقيقة من خلال الأجهزة والبرامج ذات الصلة، وتشكل سفينة البحرية السلطانية «الماخرة» لبنة أساسية لجمع البيانات الهيدروغرافية وتتم المعالجة الأولية لهذه البيانات في قسم معالجة البيانات وضبط الجودة بوحدة الهيدروغرافيا ويتم إصدار خرائط ملاحية عمانية بعد المعالجة النهائية لهذه البيانات بواسطة خبرات وطنية متخصصة بالمكتب الهيدروغرافي الوطني العماني، ومن المؤمل أن يتم في المستقبل القريب تطوير إمكانيات ومستوى الهيدروغرافيا في السلطنة إلى الأفضل لتمكينها من أداء المهام المنوطة بها خير قيام.

الذكرى الـ97

يصادف الاحتفال بيوم الهيدروغرافيا العالمي لعام 2018م الذكرى (97) لإنشاء منظمة الهيدروغرافيا الدولية، وبهذه المناسبة تستمر المنظمة وما يقارب أعضاء من (90) دولة تأكيد التزامها بالتوعية بأهمية الهيدروغرافيا، ومواصلة تنسيق أنشطتها لا سيما من خلال الحفاظ على المعايير الدولية ذات الصلة ونشرها، وتوفير بناء القدرات ومساعدة البلدان التي تحتاج إلى تحسين خدمات الهيدروغرافيا، وعن طريق تشجيع جمع واستكشاف بيانات هيدروغرافية جديدة من خلال برامج مستحدثة مثل حشد وتجميع مصادر قياسات الأعماق عبر الأقمار الاصطناعية، وضمان توفر هذه البيانات على أوسع نطاق من خلال تطوير البنية الأساسية  للبيانات البحرية.

إن البيئة بطبيعتها وجدت متزنة ما لم يطرأ عليها أي تدخل بشري والذي من شأنه أن يغير النمط البيئي، ومنذ أن خلق الله تعالى الأرض وأوجد البشر عليها فقد سُخر لهم ما عليها من ثروات وأنظمة طبيعية وقد سعى الإنسان للاستفادة مما هو محيط به ساعيا من خلاله لكسب رزقه وتطوير نمط حياته، مما أوجد إنشاء حضارات كبيرة ومتنافسة فيما بينها وأن هذا التنافس أوجد خللا في الكثير من الجوانب لا سيما تلك المرتبطة بالبحار والمحيطات، مما سبب العديد من التغيرات التي باتت تهدد استدامة النظام المتوازن لها، وبالتالي يسبب خللا مباشرا في مجالات الحياة البشرية من خلال حدوث الأعاصير والكوارث الطبيعية التي سببها الاحتباس الحراري، وفي الآونة الأخيرة دقت الأمم المتحدة ناقوس الخطر لتدارك ما يمكن تداركه، وحثت جميع الدول والمؤسسات على الحفاظ على حقوق الأجيال القادمة من ثروات هذا الكوكب وحقوقهم الطبيعية في العيش على كوكب الأرض.