1368709
1368709
الرياضية

العرب.. دراما حزينة.. الدقيقة الأخيرة.. والنيران الصديقة!

20 يونيو 2018
20 يونيو 2018

كتب - ياسر المنا -

شكلت مشاركة المنتخبات العربية في مونديال روسيا واقعا دراميا حزينا بتلقيها للخسارة تلو الأخرى دون أن ينجح أحد في تحقيق النتيجة الإيجابية ورفع راية العرب في الحدث العالمي الكروي الكبير.

جاءت البدايات غير مشجعة وأثرت سلبا على المعنويات ومؤشر التوقعات التي رسمت صورة متفائلة لتواجد عربي رائع وحضور فني متكامل المواصفات في ملاعب البطولة وأمام المنتخبات الكبيرة.

لم تمض الأوضاع بما هو منتظر أو يمثل الأمل فيه ويعبر عنه عبر النتائج الإيجابية وعدم الخروج من سباق البدايات من دون نقاط ليتأكد خروج البعض مبكرا وينتظر البعض الآخر ما تصدره مبارياته الحاسمة من أحكام وسط نسبة قليلة من التفاؤل بصعود منتخب عربي إلى الدور الثاني من البطولة العالمية.

قدمت المشاركة التي تمت حتى الآن في مونديال روسيا معطيات فنية عديدة عن واقع الكرة العربية وسلبياتها ومشاكلها التي تعاني من التنظيم والسرعة في الأداء وقدرة التعامل مع ضغوط المباريات القوية والقدرة على الصمود في الأوقات الصعبة التي تتطلب التركيز العالي والحضور الذهني والبدني لتفادي الأهداف القاتلة.

واقع الكرة العربية تجلى في سيناريوهات متشابهة في الخسارة ونهائيات شكلت دراما حزينة وان اختلف حجم الخسارة إلا أن الأسباب كانت واحدة فإما نيران صديقة أو انهيار وفقدان التركيز في الدقيقة الأخيرة.

قصمت الدقائق الأخيرة والنيران الصديقة ظهر غالبية المنتخبات وضربت الطموحات التي اقتربت من حلم الخروج بنقطة على الأقل خاصة في مباريات المغرب وتونس ومصر الأولى لتهتز الشباك في الوقت القاتل الأمر الذي شكل دراما محزنة لكل الجماهير العربية التي عاشت آخر الأوقات بأعصاب مشدودة في انتظار النهائيات السعيدة.

النتائج العربية لا تبشر بحضور قوي فيما تبقى من مباريات رغم وجود فرص العبور للمنتخبين المغربي والتونسي إلا أن هذا يتطلب عملا شاقا وصورة مغايرة عن صورة البداية وحضورا ذهنيا وبدنيا وفنيا كاملا لقهر المستحيل وتذوق طعم الانتصار.

الحسرة الكبيرة.. ضاع الحلم في دقيقة -

المفارقات العجيبة في المونديال أن جميع المنتخبات العربية خسرت في الجولة الأولى، عبر سيناريو واحد وبأهداف جاءت في الوقت «القاتل».

وقبل خسارة المنتخب المصري أمام روسيا سبق وأن خسر المنتخب أمام نظيره الأوروجوياني بهدف «قاتل»، سجله المدافع خوسيه خيمينيز، في الدقيقة «90».

وتكرر سيناريو هذه الدقيقة مع المنتخب المغربي، الذي تعرض لهزيمة «نكراء» على يد الإيرانيين، الذين اقتنصوا الفوز بهدف جاء من «نيران صديقة»، سجلها المهاجم المغربي عزيز بوهدوز، بالخطأ في مرماه في الدقيقة الرابعة من الوقت المحتسب بدلا من الضائع. أما السعودية التي تكبدت خسارة ثقيلة بخماسية نظيفة أمام مستضيف البطولة منتخب روسيا، فلم تسلم أيضا من لدغات الدقيقة «90»، فقد استقبلت شباكها هدفين من أصل 5، في حدود الدقيقة «الملعونة».

وفي آخر مباريات المنتخبات العربية في الجولة الأولى من مونديال روسيا، حملت تونس آمال جماهيرها والمشجعين العرب لكسب أول نقطة على الأقل في النسخة الـ21 من بطولة كأس العالم، واستبشر العرب خيرا من «نسور قرطاج»، بعدما سجل الأنيق فرجاني ساسي من ركلة جزاء أول هدف عربي في المونديال الروسي، إلا أن الفرحة بهذا الهدف لم تدم طويلا، حتى أصابت لعنة الدقيقة «90» منتخب تونس، الذي اهتزت شباكه بهدف «قاتل» (د.91)، أدى لهزيمة «نسور قرطاج» أمام إنجلترا (1-2)، وألحق الخسارة الرابعة بالمنتخبات العربية في أربع مباريات في المونديال الروسي.

محمد صلاح .. عودة ناقصة .. رغم الهدف التاريخي -

استقبلت الجماهير المصرية خروج منتخب بلادها واقعيا ووجود أمل حسابيا يعتبر صعبا للعبور للدور الثاني بغضب شديد عقب الخسارة بالثلاثة أمام روسيا في مواجهة كانت التوقعات كبيرة فيها بأن يعود منتخب الفراعنة ويحقق الفوز ليمنح نفسه فرصة كبيرة للتأهل. وحمل الخبراء والمحللون والجمهور خط الدفاع مسؤولية الخسارة الكبيرة بالتسبب في هدف أول عبر النيران الصديقة فتح شهية المنتخب الروسي ومنحه الثقة والمعنويات ليواصل غزو الشباك المصرية ويواصل تسجيل الأهداف.

أكثر من رأي يشير إلى أن المنتخب المصري كان بإمكانه تحقيق الفوز أمام نظيرة الروسي أو على أقل تقدير التعادل والحصول على نقطة لرصيده إلا أن هذا الأمر تبخر سريعا مع انطلاق الشوط الثاني والذي شهد انهيار خط الدفاع المصري وتلقي مرمى المنتخب الوطني لثلاثة أهداف متتالية كانت بمثابة الصدمة القوية على الرغم من التماسك الذي ظهر عليه الخط الخلفي طوال الشوط الأول.

تكررت أخطاء الدفاع المصري بسبب عدم التمركز الدفاعي الجيد، وهذا ما اعتبر واحدة من سلبيات المدير الفني الأرجنتيني كوبر الذي لم ينجح في إيجاد العلاج لهذه المشكلة عبر التدريبات والمحاضرات التي يلقيها للاعبين.

في حين ألقى البعض باللوم على خط وسط المنتخب المصري بأنه يتحمل الجزء الأكبر من الهزيمة أمام المنتخب الروسي.

ورغم تسجيل محمد صلاح لهدف تاريخي له في المونديال ولمنتخب مصر إلا أن مشاركته لم تجد الكثير من الإعجاب والتقدير من الجماهير وذلك لعدم فاعليته بسبب غياب خطورته ومستواه الفني الرفيع الذي قدمه في هذا الموسم مع فريقه ليفربول.

هناك من أشار إلى أن صلاح لعب خائفا من أن تتجدد الإصابة التي تعرض لها في مباراة فريقه في نهائي دوري أبطال أوروبا أمام ريال مدريد وحرمته من المشاركة في أول مباراة لمصر أمام الأوروجواي في حين وجد له البعض العذر مشيرا إلى أن الدفاع الروسي لعب معه بقوة ووضعه تحت مراقبة دائمة.

الأهداف العكسية .. سـابقـة مغـربيـة وفـائدة سـنغـالية -

شرب منتخبا المغرب ومصر من كأس النيران الصديقة وانضم لهم منتخب نيجيريا لتصبح المنتخبات الأفريقية ضحية تلك النيران الصديقة وتلك الأهداف تسببت في خسائر للثلاثة منتخبات بينما جاءت بمثابة هدية للمنتخب السنغالي.

سجل عزيز بوحدوز لاعب المنتخب المغربي هدفا في مرماه أمام إيران في الدقيقة الأخيرة من أحداث المباراة وسار على دربه قائد منتخب مصر أحمد فتحي الذي سجل الهدف الأول للمنتخب الروسي والذي أحدث تحولا في المباراة لتنتهي بثلاثية روسية.

ولم تكن هذه النسخة من مونديال روسيا الوحيدة التي شهدت تسجيل الأهداف العكسية بل سادت الظاهرة في نسخ سابقة من البطولة.

في بطولة كأس العالم عام 1998 أحرز يوسف شيبوا لاعب المغرب هدفا في مرمى فريقه أمام النرويج بالجولة الثانية من دور المجموعات بالبطولة التي أقيمت بفرنسا، وانتهى اللقاء 2/‏‏2.

وفى نفس النسخة أحرز بيير عيسى لاعب جنوب أفريقيا هدفا في نفسه في اللقاء الذي جمع منتخب بلاده أمام منتخب فرنسا، حيث سجل الهدف الثاني بالخطأ للفريق المنافس بعد محاولته إبعاد رأسية تييري هنري، وانتهى اللقاء 3/‏‏0 لمنتخب الديوك.

كما شهد مونديال 2014 الذي أقيم بالبرازيل خطأ من يوبو لاعب المنتخب النيجيري أمام منتخب فرنسا، بمنافسات دور الـ 16 من البطولة، حيث سجل هدفا في مرماه، وبذلك يكون نيجيريا المنتخب الأول الذي يسجل أهدافا عكسية في مرماه في نسختين متتاليتين.

وعلى عكس المنتخبات الأفريقية التي راحت ضحية للنيران الصديقة استفاد منها المنتخب السنغالي وحقق عبرها فوزا غاليا على نظيره البولندي، بنتيجة 2/‏‏1، في المباراة التي أقيمت بينهما مساء أمس الأول الثلاثاء، على ملعب «أتكريت أرينا»، في ختام منافسات الجولة الأولى من المجموعة الثامنة.

سدد إدريسا جويى كرة قوية اصطدمت بقدم المدافع البولندي تياجو سيونيك الذي سجلها في مرماه بالخطأ في الدقيقة 38 من زمن المباراة والتي جاءت بمثابة الهدية للمنتخب السنغالي.