1369361
1369361
الاقتصادية

قلعة مطرح .. إطلالة على المدينة وشاهد على التطور

20 يونيو 2018
20 يونيو 2018

«السياحة» تفتتح القلعة أمام الزوار -

كتب: سرحان المحرزي -

افتتحت وزارة السياحة أمس الأول قلعة مطرح أمام الزوار لتضيف نقطة جذب أخرى إلى مطرح التي يؤمها السياح من داخل وخارج السلطنة لزيارة السوق القديم والميناء والطريق البحري الجميل.

وبمجرد صعود الزائر إلى بوابة القلعة الواقعة فوق جبيل شامخ الرأس مطل على البحر تبدي له المدينة الضاربة في أعماق التاريخ وجها آخر من مفاتنها، وهي رؤية شاملة للمدينة بمبانيها التي تمزج بين الطريف والتليد والسوق التقليدي وسوق السمك ذي الطراز المعماري الحديث والميناء الذي لطالما نشرت السفن العمانية أشرعتها منه على مدار القرون لتجوب بحار العالم.

وعلى أسطح تلك القلعة التي تقف شاهدا ليس على التطورات التاريخية التي مرت بها مطرح، وإنما على مناعة وحصانة عمان فيستنشق الزائر هواء بحر عمان الذي يأتيه محملا بسيل من الذكريات التي يعبق بها وينضح بها البحر.

تتكون القلعة من ثلاثة أبراج دائرية أحدها برج كبير على القمة والاثنان الباقيان أصغر حجما، ويقع أحدهما عند أول نقطة في الغرب. أما البرج الآخر فيقع ناحية الشمال من القلعة بالقرب من البرج الكبير.

وتأمل وزارة السياحة من خلال ترميم وتطوير هذه القلعة التاريخية أن تكون إضافة نوعية تسهم في إثراء السياحة الثقافية، ومنتجا سياحيا نوعيا يضاف إلى القلاع والحصون التي تم تحويلها إلى مزارات سياحية في العديد من محافظات السلطنة.

وتسعى وزارة السياحة إلى جلب العروض لاستثمار قلعة مطرح والبيت الكبير الواقع أسفل القلعة وتعظيم وتفعيل الاستفادة من مقوماتها من جانب الشركات ذات الخبرة في إدارة المواقع التاريخية.

وتقع قلعة مطرح في محافظة مسقط، وتعد إحدى القلاع التاريخية التي تتميز بها المحافظة وتحديدا ولاية مسقط، ومن أهم الرموز السياحية بها إضافة لوقوعها بجانب سوق مطرح وإطلالتها على أهم الموانئ بالسلطنة هو ميناء السلطان قابوس.

التوظيف السياحي للقلعة

وأكد عبدالله بن سالم الذهلي المدير العام المساعد لتطوير المواقع والمنتجعات السياحية أن فكرة التوظيف السياحي لقلعة مطرح هي ترجمة لرؤية وزارة السياحة لتطوير القلاع والحصون توظيفا سياحيا، حيث جاءت الفكرة اتساقا مع ما تتمتع به القلعة من مقومات دفاعية متينة وهندسة معمارية متفردة؛ مما حدا بالوزارة لإبراز تلك المقومات التي تمتلكها القلعة، حيث إن فكرة الوزارة لمشروع تأهيل تطوير قلعة مطرح كمرحلة أولى وتطوير المنطقة العمرانية المحيطة بها كمرحلة ثانية ومستقبلية.

وأضاف: إن القلعة وما حولها تعد أحد أهم المشروعات التي تعمل الوزارة على تفعيلها؛ لتغدو أداة جذب سياحي وثقافي تضم منطقة عمرانية حضارية متميزة تدفع الزائر من داخل الدولة وخارجها لزيارتها وللتعرف على المقومات المعمارية والتحصينات الدفاعية التي تميز هذه القلعة.

وأشار إلى أن القلعة تحتوي على مجموعة متنوعة من المدافع القديمة، ويختلف تاريخ كل مدفع عن الآخر، وكذلك عربته طبقا لتاريخ صناعة كل مدفع وبلد صناعته (توجد مدافع عُمانية، برتغالية، بريطانية، فرنسية، أمريكية، هندية، فارسية) ونوع العربات المستخدمة فيه (توجد ثلاثة أنواع ـ ميداني للمعارك، وبحري للسفن، وثابت للمباني كالقلاع وغيرها) مع نبذة تاريخية لكل منها ومعلومات عن استخداماتها وأهميتها العسكرية وغير ذلك.

تطوير المواقع التاريخية

وأضاف عبدالله بن سالم الذهلي ـ المدير العام المساعد لتطوير المنتجات والمواقع التاريخية أن الجهود والدراسات التي تقوم بها وزارة السياحة لتطوير هذا المعلم نابعة من إيمانها بأهمية وضرورة المحافظة عليه ووضعه ضمن الخارطة السياحية للبلاد، وبناء على ذلك فإن الأهداف العامة التي عملت وزارة السياحة على تحقيقها بالمشروع تستند إلى رؤية علمية تخصصية تفرض التطوير وفق قواعد وأساليب التطوير الأثري والعلمي الذي يبتعد عن مفاهيم التجديد الحديث للمباني؛ حتى لا يتم طمس الخصائص والسمات التاريخية الأصلية للقلعة.

وقال: إن خطة التأهيل والتطوير لها تضمن الصيانة الشاملة بغرض الحفاظ عليها كأثر يفوح منه عبق التاريخ التليد، تأكيدا لأصالة البناء وتدعيمه بما يراعي بشكل تام مختلف خصائصه المعمارية والإنشائية مع تحليل علمي شامل لمواد البناء المستخدمة، ودراسة السبل لصيانتها وأفضل الطرق لحمايتها من أضرار المناخ والرطوبة والتقادم الزمني وعوامل التعرية والتآكل ومعالجة الأضرار التي تنجم عن الآفات والحشرات والفطريات التي تنخر في المواد الموجودة بأسقف ونوافذ القلعة.

تطوير المنطقة المحيطة

وأشار إلى أنه تم تطوير المنطقة المحيطة بالقلعة من خلال إعادة تخطيطها وتصميمها عمرانيا وفقا لأسس التصميم العمراني التي تحدد كيفية التعامل مع المواقع العمرانية التاريخية المحيطة بالأثر، وتزويد المنطقة بالمرافق السياحية والمجالات الثقافية والفنية وإبراز الفرص الاستثمارية التي ستساهم في نجاح فكرة التنمية السياحية للقلعة وما حولها.

وأكد عبدالله الذهلي أن القلاع والحصون تعد فنا معماريا وهندسيا فريدا وشاهدا على ثراء التراث المعماري العُماني الذي يبرز حرفية وعبقرية عظيمة، منوها إلى أن التراث العُماني غني بمفرداته المعمارية، فمنها العمارة العسكرية كالأبراج والقلاع والحصون وأبراج المراقبة والأسوار، ومنها العمارة الدينية كالمساجد والعمارة المدنية كالبيوت والأسواق والحارات القديمة.

وقال الذهلي: إن عمارة القلاع والحصون تعد نموذجا فريدا للتراث المعماري بالمنطقة؛ حيث يضم هذا الموروث العديد من الآثار التي تعكس الطرز المعمارية والفنون البيئية العُمانية ذات السمات الإسلامية التي تتمثل في بساطة التصميم والزخارف وجمال نسب المباني وتشكيلاتها الفراغية التي سرعان ما تترك أثرا إيجابيا مريحا في النفس نتيجة لاستنهاض الأصالة الضاربة في عمق التاريخ، وإحساسا بالتميز الممتد بجذوره في البيئة الحضرية التي تحكمها مجموعة من العادات والتقاليد والأعراف الاجتماعية التي تحاكي في ذات الوقت روافد البيئة الطبيعية بكل ما تنفرد به من جبال ووديان وخصائص مناخية وطبوغرافية.

أعمال الصيانة

من جانبه قال سلطان بن جميل المخمري ـ المكلف بأعمال مدير دائرة تطوير المواقع التاريخية: إن فكرة الوزارة لمشروع تأهيل تطوير قلعة مطرح كمرحلة أولى تضمنت الأعمال المنفذة للقلعة، وعلى استغلال المساحة أسفل القلعة كمواقف للسيارات ومكتب للاستقبال، وفي سبيل تنفيذ ذلك قامت الوزارة بشراء العقارات الواقعة أسفل القلعة من ملاكها، وبالتالي أصبح للقلعة مواقف خاصة بها تستقبل الزوار عليها بسعة (28 سيارة)، وكذلك بناء دورات مياه وسكن للحارس وإعادة تأهيل وتطوير بهو المدخل الرئيسي للقلعة من خلال إزالة الأسقف المتهالكة وإعادة تأهيلها، إضافة لتجديد وتغيير مسار شبكة المياه والصرف الصحي الحالية التي تعترض مسارات الحركة داخل وخارج القلعة.

وأضاف سلطان المخمري أنه قد تمت أعمال الصيانة الشاملة لأجزاء القلعة الداخلية والخارجية، وإدخال الإضاءة الداخلية والخارجية الحديثة التي تتماشى مع الطابع التاريخي للقلعة وإعادة تأهيل جميع الأرضيات والأسطح وإعادة تأهيل الدرج المؤدي لأعلى القلعة وصيانة وتأهيل المكونات الخشبية بالقلعة كالأبواب والنوافذ والأسقف ومعالجتها من أضرار الرطوبة وحشرة النمل الأبيض (الرمة) وصيانة وتأهيل الجزء الداخلي للقلعة وملء الفراغات الداخلية الموجودة في جدران وساحة القلعة لتكون منصات للزوار للنظر إلى الصورة البانورامية الواقعة أسفل القلعة والتقاط الصور لها وصيانة المدافع القديمة الموجودة في أعلى القلعة وتغيير عرباتها وعرضها في مواقعها المخصصة لها مع وضع النبذ التاريخية لكل مدفع على حده واستخداماته العسكرية.

أوقات فتح القلعة

ستفتح القلعة أبوابها للزوار الكرام طوال أيام الأسبوع، من السبت إلى الخميس من الساعة التاسعة صباحا حتى الساعة الرابعة مساء ، أما يوم الجمعة من الساعة التاسعة صباحا حتى الساعة الحادية عشرة صباحا، ومن الساعة الثانية ظهرا حتى الساعة الرابعة عصرا.