1368149
1368149
العرب والعالم

قوات الحكومة اليمنية تدخل مطار الحديدة واستعداد لحرب شوارع في المدينة

19 يونيو 2018
19 يونيو 2018

جريفيث يغادر صنعاء دون التوصل لاتفاق -

صنعاء- «عمان»- جمال مجاهد - وكالات:-

دخلت القوات الموالية للحكومة اليمنية والمدعومة من التحالف العسكري مطار الحديدة أمس، بعد نحو أسبوع من المعارك عند أطرافه، في وقت بدت المدينة الاستراتيجية وكأنها تستعد لحرب شوارع مع تراجع فرص حدوث اختراق سياسي.

وأعلن موقع «26 سبتمبر نت» الناطق باسم الجيش الوطني «الموالي للشرعية» أن قوات الجيش تمكّنت من اقتحام مطار الحديدة الدولي، إثر معارك عنيفة خاضتها مع مسلّحي جماعة «أنصار الله». ونقل الموقع عن مصدر ميداني أن قوات الجيش الوطني اقتحمت المطار وبدأت بتمشيطه من المسلّحين.

وأشار إلى أن معارك عنيفة بين قوات الجيش الوطني والمسلّحين دارت داخل المطار، وسط تقدّم كبير لقوات الجيش الوطني.

وأكد المصدر أن قوات الجيش الوطني أحرزت تقدّما ميدانيا باتجاه مركز مديرية الدريهمي. وأوضح أن المعارك تدور في وادي نخل الرمّان، القريب من مركز المديرية. وتزامنت المعارك مع غارات مكثّفة لمقاتلات التحالف العربي استهدفت مواقع وتجمعات متفرّقة للمسلّحين. وأسفرت المعارك والغارات عن سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف المسلّحين.

وأفاد موقع «المسيرة نت» التابع لجماعة «أنصار الله» بمقتل ستة أشخاص بينهم أربع نساء أمس «الثلاثاء» جرّاء غارة للطيران السعودي، استهدفت حافلة لنقل الركّاب بالقرب من جولة «الغراسي» في مدينة الحديدة.

وأشارت مصادر أمنية إلى أن شظايا قصف الطيران بالقرب من محطّة «العماد» جوار جولة «المطاحن»، تسبّبت بإصابة أسرة مكوّنة من أب وزوجة وطفلة عمرها ست سنوات أثناء مروهم بسيّارتهم بالقرب من مكان القصف، حيث تعرّض الأب لإصابة بالغة وتم نقل الأسرة لمستشفى 22 مايو لتلقّي العلاج.

وكانت القوات الموالية للحكومة بدأت الأربعاء الماضي بمساندة التحالف العسكري هجوما واسعا تحت مسمى «النصر الذهبي» بهدف اقتحام مدينة الحديدة على ساحل البحر الأحمر والسيطرة عليها.

وتضم المدينة ميناء رئيسيا تدخل منه غالبية المساعدات والمواد التجارية والغذائية الموجهة إلى ملايين السكان في البلد الذي يعاني من أزمة إنسانية كبيرة ويهدد شبح المجاعة نحو 8 ملايين من سكانه.

لكن التحالف العسكري الذي يضم الإمارات، يرى فيه منطلقاً لعمليات عسكرية يشنّها «أنصار الله» على سفن في البحر الأحمر ولتهريب الصواريخ التي تطلق على السعودية. ويتهم التحالف إيران بتهريب الأسلحة إلى «أنصار الله» ودعمهم عسكريا، وهو ما تنفيه طهران.

ويدعو التحالف إلى تسليم إدارة الميناء للأمم المتحدة أو للحكومة المعترف بها دوليا لوقف الهجوم. وكانت الإمارات، التي تساند القوات اليمنية المهاجمة، قد أكّدت أمس الأول أن الهجوم باتجاه ميناء الحديدة لن يتوقف إلا إذا انسحب «أنصار الله» من المدينة من دون شروط. وفي داخل الحديدة، بدت المدينة وكأنها تستعد لحرب شوارع.

وبحسب أحد سكان مدينة الحديدة، فإن «أنصار الله» عمدوا منذ أمس الأول إلى «قطع شوارع رئيسية في المدينة بالسواتر الترابية وحاويات النفايات الفارغة». وأضاف مفضّلا عدم الكشف عن اسمه خشية تعرضه للاعتقال «حفروا «أنصار الله» خنادق في الشوارع بعمق لنحو مترين». وتابع «الحركة في المدينة تبدو شبه مشلولة».

وقالت عبير محمد المقيمة في مدينة الحديدة: «هذه أسوء أيام نمر بها منذ بداية الحرب. الطيران فوقنا لا يتوقف ليل نهار، وأصوات الصواريخ نسمعها في كل أنحاء المدينة».

وأضافت: «الحياة داخل المدينة آمنة إلى حد ما لكننا لا نعرف إن كان سيستمر هذا الوضع لوقت طويل أو يتغير في لحظة. إنه أمر مخيف بالنسبة للسكان لأننا لا نعرف ماذا ينتظرنا».

في السياق نفسه، أكد سكان محليون أن مطار الحديدة لم يحرر بشكل كامل، مؤكدين أن القصف مازال مستمرا بشكل عنيف بداخل المطار. وأشاروا إلى أن مسلحي «أنصار الله» نشروا مقاتليهم وآلياتهم العسكرية داخل أحياء المدينة، كما حفروا عددا من الخنادق بداخلها.

ومع استمرار الحرب، تتزايد حركة النزوح نحو مناطق أخرى مجاورة وبينها العاصمة صنعاء على بعد 230 كلم.

وأعلنت الأمم المتحدة أمس أن نحو 32711 شخصا نزحوا في محافظة الحديدة منذ الأول من يونيو الحالي، بينهم 3073 شخصا في مدينة الحديدة. وتوقعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر نزوح آلاف من سكان مدينة الحديدة خلال الأيام المقبلة.

وستمثل السيطرة على مدينة الحديدة التي يسكنها نحو 600 ألف شخص، في حال تحققت، أكبر انتصار عسكري لقوات السلطة المعترف بها دوليا في مواجهة «أنصار الله»، منذ استعادة هذه القوات خمس محافظات من أيدي «أنصار الله» في 2015. وتبعد مدينة الحديدة نحو 230 كلم عن صنعاء.

وأدى النزاع في اليمن منذ التدخل السعودي على رأس التحالف إلى مقتل نحو عشرة آلاف شخص وإصابة عشرات الآلاف ونزوح أعداد كبيرة من اليمنيين عن منازلهم في ظل أزمة إنسانية تصفها الأمم المتحدة بالأكبر في العالم.

في الأثناء، غادر المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن جريفيث أمس العاصمة صنعاء بعد زيارة استمرت أربعة أيام اجتمع فيها مع قادة جماعة «أنصار الله». وقال علي القحوم، القيادي في المكتب السياسي لجماعة «أنصار الله» لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): إن المبعوث الأممي لم يأت بجديد خلال هذه الزيارة، مشيرا إلى أن المبعوث طالب «أنصار الله» بتسليم ميناء ومدينة الحديدة بشكل سلمي.

وأضاف القحوم: «لم ولن نسمح بتسليم مدينة وميناء الحديدة، ومن حقنا الدفاع عن أرضنا فلا يوجد أي خيار أمامنا سوى الحسم العسكري».

وأكد القحوم أن مطلب جماعته الوحيد هو فك الحصار ووقف الحرب، وانخراط جميع الأطراف بعملية سياسية شاملة ومتكاملة.

وطالب الأمم المتحدة بالقيام بواجبها من خلال وضع حل شامل لوقف الحرب، لا أن تكون «وسيطا لدول (قوات التحالف العربي) للمطالبة بتسليم ميناء ومدينة الحديدة».

وفيما يتعلق بمطار الحديدة، أوضح القحوم أن المعارك لا تزال مستمرة بشكل عنيف في البوابة الجنوبية الغربية للمطار، نافيا سيطرة القوات الحكومية المشتركة على المطار. وذكر أن هناك «زحفا مكثفا من قبل (القوات الحكومية) وقصف عنيف من قبل مقاتلات وبوارج التحالف باتجاه المطار».

وأكد القحوم تصديهم لهجمات القوات الحكومية ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف هذه القوات فضلا عن تدمير آليات تابعة لهم وأسر عدد من عناصرهم.