العرب والعالم

تنظيم «داعش» ينشط في مناطق صحراوية وسط العراق

19 يونيو 2018
19 يونيو 2018

بغداد- (أ ف ب): تشهد المناطق الصحراوية وسط العراق تزايدا في تحركات تنظيم داعش خصوصا بعد العثور على جثث سبعة من رعاة الأغنام بين ثلاثين شخصا من عشيرة شمر كانوا قد تعرضوا للخطف في منطقة تقع بين الشرقاط والحضر، شمال بغداد.

وفي حادثة منفصلة قام عناصر التنظيم بخطف ثلاثة من سائقي الشاحنات على الطريق السريع جنوب مدينة كركوك المجاورة لمحافظة صلاح الدين قبل أن يقوموا بقتلهم.

وتثير حوادث الخطف والقتل التي حدثت مؤخرا مخاوف من عودة المتشددين الذين طردوا من المدن بعد ثلاث سنين من سيطرتهم عليها. وعلى إثر ذلك أعلنت قيادة العمليات المشتركة انطلاق عمليتي تفتيش واسعة النطاق في محافظتي ديالى وصلاح الدين، شاركت فيها قيادة العمليات وقوات الحشد الشعبي، استهدفت مجموعة من القرى.

وقال علي النواف رئيس مجلس قضاء الدور لفرانس برس: إن «قوى داعش الإرهابية هاجمت عدة قرى متفرقة الأحد، وقاموا باختطاف 30 شخصا»، وأضاف: «عثرنا على جثث سبعة من الضحايا والقوات الأمنية لا تزال تبحث عن الباقين».

ونشر ناشطون صورا للضحايا وجميعهم يرتدون «الدشداشة» ومعصوبو الأعين بكفيات حمراء ومقيدو الأيدي ووجوههم إلى الأرض والدماء تحيط بهم.

وتابع النواف: إن «هذه المناطق كانت آهلة بالسكان لكنها الآن شبه خالية بسبب تهديدات الإرهابيين، باستثناء أعداد قليلة من عشائر شمر من رعاة الأغنام. إنهم أناس عزل لا يملكون قطعة سلاح واحدة، تعاقبت عليهم قوات عدة كانت تصادر أسلحتهم، من القوات الأمريكية في البداية، ولاحقا داعش، وبعدها الحشد والجيش، كل قوة تأتيهم تصادر سلاحهم».

والقرى التي تعرضت هذه المرة للهجوم تسكنها قبائل شمر الموالية للحكومة التي حاربت المتشددين على مدى السنوات الثلاث الأخيرة. وأعلن العراق «النصر» على التنظيم المتطرف في ديسمبر الماضي، وتراجعت معدلات العنف في العراق بشكل كبير بعد المعارك التي خاضتها القوات العراقية طوال ثلاث سنوات تمكنت خلالها من استعادة غالبية المناطق التي سيطر عليها المتطرفون عام 2014. بعد الخسارة الكبيرة التي لحقت بالمتشددين الذين فقدوا السيطرة على المدن وبينها الموصل انسحبوا إلى المناطق الصحراوية مستغلين الجغرافية الصعبة لهذه المناطق بغية شن هجمات. إلى ذلك حذر الشيخ هيثم الشمري أحد وجهاء شمر التي ينتمي إليها معظم الضحايا من «ظهور خلايا داعش مجددا في مناطق الحضر وجزيرة سامراء والطريق المثلث بين كركوك وصلاح الدين».

وأشار إلى «تزايد الخروقات التي تحدث على الحدود من جهة البوكمال» لافتا إلى «معلومات تشير إلى دخول عناصر داعش الأراضي العراقية». وناشد النواف رئيس المجلس البلدي لقضاء الدور في محافظة صلاح الدين رئيس الوزراء والقيادات العسكرية وضع حد للخروقات في مناطق الحضر وجزيرة صلاح الدين.

وقال: إن «داعش بدأ يتجول في هذا المناطق في وضح النهار بعد أن كان لا يجرؤ على الخروج سوى في الليل». ووقعت عمليات الخطف في مناطق صحراوية مشتركة إداريا بين محافظتي صلاح الدين ونينوى.

والدليل على تنامي نشاط داعش حسبما يقول المسؤول المحلي ظهور عناصر داعش في وضح النهار في تلك المناطق بسب خلوها من القوات الأمنية.

وأضاف النواف: إن «السكان هناك يشاهدونهم يجوبون المنطقة أحيانا بسيارة أو سيارتين، وأحيانا بواسطة رتل من عشر سيارات». إلى جانب ذلك فإن المناطق الواقعة في محيط كركوك وديالى تشهد تدهورا أمنيا، حيث تمكن المتشددون من نصب حاجز وهمي بزي عسكري وخطف ثلاثة من سائقي الشاحنات. ويحذر خبراء من وجود خلايا تختبئ في مناطق صحراوية، خصوصا عند الحدود مع سوريا، أو في جبال حمرين وصحراء العظيم، حيث يصعب على القوات العراقية فرض سيطرتها.