1368162
1368162
العرب والعالم

تجارة المخدرات.. شريان الحياة لـ«بي كا كا»

19 يونيو 2018
19 يونيو 2018

أنقرة- الأناضول: يعتبر إنتاج وتجارة المخدرات من أهم مصادر دخل منظمة «بي كا كا» -حزب العمال الكردستاني.

وبحسب معلومات أحصاها مراسل الأناضول، فإنّ المنظمة نجحت على مدى سنوات طويلة في إخفاء فعالياتها وأنشطتها في إنتاج وتجارة المخدرات، عن الرأيين العامين العالمي والتركي.

وترى «بي كا كا» في إنتاج المخدرات والإتجار بها وسيلة سهلة لتمويل عملياتها الإرهابية ولجني أموال طائلة من ورائها؛ إذ استطاعت على مر الأعوام الماضية الإتجار بالمخدرات بحرفية عالية. وفي بدايات مشوارها في ذلك المجال كانت المنظمة تتغاضى عن مهربي المخدرات وتوفر الحماية لهم مقابل إتاوات تفرضها عليهم، ولكنها بدأت بنفسها الإتجار بالمخدرات بعد أن اكتشفت ضخامة الأموال التي يجنيها التجّار منها. وعقب الاعترافات الهامة التي أدلى بها زعيم المنظمة عبد الله أوجلان وبعض القياديين المزعومين تبيّن للرأي العام العالمي أن منظمة «بي كا كا/‏‏ ك ج ك» متورطة في ارتكاب جرائم إنتاج المخدرات والإتجار بها.

وخلال محاكمته عام 1999م اعترف أوجلان بشكل ضمني بوجود علاقة للمنظمة بتجارة المخدرات، قائلا : «بالرغم من اعتبار المخدرات جريمة إنسانية، إلا أنه من المحتمل أن بعض ممثلي التنظيم تلقوا بعض المبالغ كتبرعات من مهربي المخدرات، كما أننا نعتبر داخل التنظيم أن العمل بالمخدرات عن قصد يستحق أشد العقوبات، ومع ذلك ربما هناك أعضاء يعملون بتجارة المخدرات خارج تركيا».

وفي إطار مكافحة مصادر دخل المنظمة الانفصالية نفذت قوات الأمن التركية 414 مداهمة ضدّ تجار المخدرات داخل «بي كا كا/‏‏ ك ج ك» ، وذلك منذ ثمانينات القرن الماضي حتى نهاية 2017.

وخلال هذه المداهمات ألقت قوات الأمن القبض على ألف و325 مشتبها، وضبطت آلاف الأطنان من المواد المخدرة، ومنها الماريجوانا والهيروين، وأتلفت 88 مليون نبتة قنب هندي الذي يستخرج منه مخدر الماريجوانا.

وتبينّ خلال المداهمات أن منظمة «بي كا كا/‏‏ ك ج ك» تلعب دورا رئيسيا في زراعة وإنتاج ونقل وتجارة المخدرات، وتقوم بجباية الإتاوات من الجهات التي تنقلها، ومن الذين يبيعون هذه المواد في أوروبا. كما أوضحت التحقيقات التي جرت مع قياديي المنظمة أنّ وحدات خاصة داخلها هي التي تشرف على هذه التجارة، وتخفي عائداتها عن بقية عناصر المنظمة، وتصادر ممتلكات كل من يقوم بتجارة المخدرات دون علمها أو إذن منها. واتضح أيضا أن قيادات المنظمة الإرهابية كانت ترغم سكان القرى بالمناطق الجنوبية والشرقية في تركيا على زراعة أنواع من النباتات تصلح لإنتاج المخدرات.

وفي السابق كانت المنظمة تنتج المخدرات بمختبرات داخل معسكراتها في وادي البقاع (شمال شرقي لبنان)، أما الآن فهي تنتج هذه المواد في معسكراتها بشمال العراق والقرى القريبة من الحدود التركية، وتصدرها إلى العالم. ومن المعلوم أن أفغانستان وباكستان وإيران تعتبر من أكثر الدول التي يتم فيها إنتاج المخدرات، ولقرب هذه الدول من تركيا، تستخدم المنظمة البلد الأخير كممر، للعبور إلى دول القارة الأوروبية، مقابل عمولات ضخمة. وبحسب معطيات مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجرائم فإن تجار المخدرات يجنون سنوياً نحو 5 مليارات دولار أمريكي من تجارتهم التي يتم إنتاجها في أفغانستان ودول آسيا الوسطى، وتُباع في أسواق أوروبا. وتفيد تقارير استخباراتية أوروبية بأن نصف هذه الأرباح تذهب إلى منظمة «بي كا كا/‏‏ ك ج ك» التي تسهل وصول المخدرات إلى القارة الأوروبية. وفي وقت سابق أكد وزير الداخلية التركي سليمان صويلو أنَّ منظمة «بي كا كا» تموّل نفسها من تجارة المخدرات، بقيمة تقارب 1.5 مليار دولار سنويا. وقال صويلو: إن تركيا ضبطت وصادرت 16% من مادة الهيروين التي تم ضبطها في العالم عام 2014م بحسب تقرير الأمم المتحدة عام 2016. وأضاف أن «التقرير الأوروبي لعام 2016 حول المخدرات يبيّن ضبط تركيا 6.1 مليون قرص من مخدر إكستاسي (عقار النشوة) تبلغ قيمتها 3.6 مليون ليرة تركية (ما يقارب 955 ألف دولار أمريكي)». وأوضح الوزير التركي أنَّ تجارة المخدرات من أهم مصادر تمويل منظمة «بي كا كا»، التي تجني من خلالها ما يقارب 1.5 مليار دولار سنويا.