المنوعات

أيام فـي بلاد الكنغـر.. مشـاهـدات من أسـتراليا

19 يونيو 2018
19 يونيو 2018

عمّان «العمانية»: ربما كانت أستراليا، والتي اكتُشفت كأرض جديدة على يد الملّاح الإنجليزي جيمس كوك سنة 1770، آخر البلدان التي استقطبت المهاجرين العرب أو الراغبين في الدراسة فيها.

وقد رصد الكاتب عواد بن هجرس الرويلي مشاهداته في هذا العالم الجديد الذي زاره للمرّة الأولى سنة 2008، وأودعها بين دفتي كتاب أسماه « أيام في بلاد الكنغر» صدر أخيرا عن الآن ناشرون وموزعون بعمّان.

واستهلّ الرويلي كتابه بأبيات للإمام الشافعي تُبرز أهمية الترحال وفوائده للإنسان:

«تَغـَـــرَّبْ عنِ الأَوطانِ في طَلبِ الـعُلـَـى

سَــافِرْ فَــفي الأسفـارِ خَمــسُ فَــوائِــدِ

تَفـريجُ هَــمٍ وَاكتِــســـابُ مَــعيــشَـةٍ

وَعِــلــمٌ وَآدابٌ وَصُــحــبَــةُ مــاجِـــدِ

فَــإِن قيــلَ: فــي الأَســفارِ ذُلٌّ وَغٌــربَــةٌ

وَقَــطــعُ فَــيَافٍ وَاِرتِــكابِ الشَــدائــِدِ

فَمَوتُ الفــَتـى خَــيرٌ لَــهُ مــِن حَيــاتِه

بِــــدارِ هَــــوانٍ بَــيــنَ واشٍ وَحــاسِد».

قدَّم للكتاب أستاذ العلاقات الحضارية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض د.عبد الله الربيعي، قائلًا إن الانتماء الديني والوطني للكاتب، أضفى على أسلوبه وذكرياته ولقاءاته وحواراته مذاقًا وخصوصية وهُوية، وإن الرويلي لم يحدْ عن مبادئه الإسلامية وقيمه العربية؛ فخطّ لنفسه مسارًا «زاوج فيه بين المبتعَث الملتزم والمثقف المنفتح على حضارات الآخرين».استهلّ المؤلف كتابه بنبذة عامة عن أستراليا وتاريخ الإسلام فيها، وتحدّث عن مظاهر العنصرية ضد المسليمن التي انتشرت بعد أحداث 11 سبتمبر في الولايات المتحدة.

ثم عرض لعدد من الأماكن السياحية الجذّابة في أستراليا مثل: الساحل الذهبي، والشاطئ المشمس، وبريزبن، والحاجز المرجاني العظيم، وملبورن.

وتناول عددًا من التجارب الخاصة المتصلة بالجالية العربية في أستراليا، مثل مشاهدة الجزيرة من طائرة الهليكوبتر والمنطاد. وخصص المؤلف حيزًا للاحتفالات والأعياد في أستراليا، وناقشَ تحدّي الهوية في حياة المسلمات فيها، وعرض واقع المنظمات الإسلامية هناك، كما تحدث عن سكان أستراليا الأصليين.

تمتاز لغة الكتاب بالبساطة والسلاسة والاختزال، إذ يقدم المؤلف معلوماته مختزلة، ويتنقل بين الموضوعات المختلفة دون أن يحدث ارتباكًا عند المتلقي، كاشفًا عن قدر كبير من المعلومات المهمة عن «بلاد الشمس» التي تشتهر بحيوانَي الكنغر والكوالا.